ماهي الطريقة الخضرية، وكيف نفهمها في وسط هذا الكمّ الهائل من الطرق والوسائل والوسائط وانتشار هائل لرجال الدين على شتّى صنوفهم؟ بدايةً لابدّ من معرفة أنَّ "المنارة" مدرسة محمّديّة بيضاء تنقّي الدين المحمدي وما أتى به رسولنا الكريم "محمد" صلى الله عليه وعلى آله وسلم، من الشوائب وما لحق به من لوث وتضليل وتعتيم أحياناً لأمور مهمة وإظهار لأشياء غير موجودة أصلاً. المنارة نهج ومنهج لمدرسة يترأسّها فضيلة العلّامة الشيخ الدكتور مازن الشريف قائمة على الطريقة الخضرية، فما هي دعائم هذه الطريقة؟ وهل هي مثل سابقاتها تحمّل الناس أعباءً فوق أعباء أم تبسّط لهم السبل وتخفّف عنهم أحمال التعب وعبء الطريق لوصولٍ ميسَّر وأجمل؟ سنذكر لكل المريدين والمحبّين الأسس الثلاثة الأساسية للطريقة الخضرية ذات الأصول النبويّة المحمدية والتي لا تلغي دور الأنبياء الصالحين المُختَتَمين بالنبي الأكرم محمد خير المرسلين صلّى الله عليه وعلى آله وآبائه وسلّم. هذه الطريقة التي تصل بالسائرين والمؤمنين إلى عهد ولايةٍ جديدة تُحيي القديم الأصيل وتجدد التعاليم بما ينضج على الهدى والتقى، فهي مهدوية الوصول كما هي محمدية الأصول، سفينة نجاة لكل محتاج مجتهد صادق، منطلقة من الحبيب المصطفى راسية على شطّ المهدي المنتظر المجتبى، قائم محمد وآله بالحق، ناشر الإيمان والعدل بالعلم والصدق... حفيد وحبيب الزهراء وعلي والمصطفى... امّا أسس تكوين المريد في الطريقة الخضرية حسب ما أورده فضيلة الشيخ مازن الشريف مُمنهِج علوم الطريقة، تقوم على ثلاثة :
- أولاً- الذوق: التزكية تطوير للذوق، إن لم يكن له ذوق منذ البداية لا يستطيع أن يتذوق سر الشيخ، لا يستطيع أن يعرف هذا شيخ رباني أو شيطاني !!
- ثانياً- العلم: ما يلزم من العلم: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله.
- ثالثاً- المنهج: إذا صار ذا ذوق، وتلقى اللطائف العلمية، اتضح له المنهج، أما قبل ذلك لن يفهم المنهج.
هذا المنهج يوصله بعد ذلك إلى مراتب الترقي والتلقي والكشف والفيض والفتح. والمنهج هو منهج عرفاني عقلاني جامع، هو ليس منهجاً روحياً طائراً، ولا عقلياً مادياً مجمداً، ولا أصولياً مقيداً، إنما منهج شامل: يخاطب فيك العقل، يخاطب فيك الروح، يخاطب فيك النفس، يخاطب فيك الواقع، يخاطب فيك التاريخ.