بدعوة من الدكتور العلّامة الشيخ مازن الشريف بدأنا في المنارة في شهر ديسمبر 2023 جملة من النشاطات والفعاليات مع عدد من المحبّين والمريدين تُرجِمَتْ عبر رحلات ثقافية في البلاد التونسيّة وما يسمـّى سياحة روحيّة كما عبّر عنها الشيخ الدكتور مازن الشريف المدير ومؤسّس مشروع مؤسسة المنارة العالميّة. كان الهدف الأساسي زيارة مقامات الأولياء الصّالحين وزيارة أهل الصلاح بكلّ أرض، فأهل الله هم سفن النجاة. الزيارة الأولى كانت الى مدينة زغوان، حيث زرنا جبل زغوان ثم مقام الوليّ الكبير سيدي علي عزوز. وفي زيارة جبل زغوان أخبرنا الدكتور مازن حفظه الله، أنّه جبل مبارك مقدّس، فيه أسرار كثيرة، فقد جاءه سيدي عبد السلام الأسمر وقال: «ما من ولي إلا وله وقفة قدم في جبل زغوان»، حيث أنّ سيدي أبو الحسن الشاذلي اعتكف زمناً في مغارة فيه، وأجرى الله له كرامة بأن أفاض عليه الماء، واعتكفت فيه كذلك السيّدة المنّوبيّة رضوان الله عليها، وكان لها فيه مقام، شعّ بأنوارها على الجبل المستمدّة من أنوار السيّدة فاطمة وخديجة عليهما السّلام. وأقام في هذا الجبل عدد كبير من الأولياء والصالحين أتوا يسهرون يتعبّدون الله في خلواتهم به، فجئناه زائرين متبرّكين، فمن يزور المحبوبين يدخل في مقامهم ومن يجلس مع المحجوبين يجلس في مقامهم. وهذه الأماكن المباركة باركها الله وأعزّها الله، شجرها مبارك وحجرها مبارك وترابها مبارك، ومن زارها بالتعظيم نال مقام التعظيم، ومن احتقر الزائرين والمحبين المحبوبين كان في مقام المحقّرين. ثم زرنا مقام القطب الكبير سيدي علي العزوز في مدينة زغوان، وهو عالم شريف كان ذو حظوة عند أهل الحظوة، وكان أيضاً طبيباً من أطباء الأولياء, فَيُزار للشفاء من العلل والأمراض. وإن شاء الله سنوافيكم ببعض تفاصيل الزيارة الثانية مع نشر صور جميلة للتعرّف عليهم أكثر ممّن لا يعرفهم، ولأجل أن يزورهم في المستقبل لو أحبّ، فنحن أخذنا المتابع لنا رحلة وزار بقلبه وعينه وحبّذا لو يزورها مثلنا بأماكنها كما زرناها نحن.. أماكننا جميلة ورائعة ومقدّسة تصلح للخلوات والزيارات والاستمتاع بأجواء الترويح عن النفس بمناطق فيها طاقة نورانيّة إيجابيّة، تفوح بعطر الصالحين وطيب الجنة من دون تكلفة إلا بعض النشاط ونيّة الاجتهاد والزيارة.