🌸🌸
مع الثُّلّة والسادة الكبار،
أبو طالب الذي فنى في رسول اللّه،
وعبد المطّلب الذي أتى بِبشراه،
وخديجة التي سلّم عليها الله،
وبشّرها بقصر من قصب ليس فيه صخب.
🌸🌸
نحن ها هنا حيث آباء النّبي وأجداده وعمّه كافله، حيث هؤلاء الثّلّة والسّادة الكبار،السيدة خديجة وابنها، ولد النبي، فسبحان الله! الحمد لله!
عند هؤلاء الثّلّة الذين آمنوا وصبروا واصطبروا واحتسبوا لربّهم وصدّقوا بِنَبيّهم وبايعوه وما باعوه وأيّدوه وما خانوه ولا فتنتهم دنيا ولا غرّهم غرور واصطبروا للضّر والشّر وما فعل الشيطان وأعوانه فكانوا بِحقّ أهلها وأصحابها أبو طالب الذي فنى في رسول اللّه، وعبد المطّلب الذي أتى بِبشراه، وخديجة التي سلّم عليها الله، وبشّرها بقصر من قصب ليس فيه صخب.

✨مقدّمة ومدخل:
أرواحٌ عظيمة تعيش معنا وهي سبب خيرنا ولا نعلم، ربّما نتنفّس من بقاء نعماء وجودها وآلاء ذكرها ونثر طيب عبقها… لكنّنا كمن يتنعّم بوجود الشمس دون أن ينظر إليها أو يستشعرها فيتلمّسها.
أرواحٌ أبيّة وغنيّة عن ذِكرنا... لكن بمعرفتنا بها وتذكارنا فيها وصلواتنا عليها تهلّ علينا الخيرات وتنزل بنا الأنوار.. هي طاقات وجودٍ وحياةٍ دائمة ومستمرّة، لكن نحتاج أن نفعّلها... نتعامل معها.. نتفاعل وإيّاها... ولابد من وسائل وطرق وصلات وأدوات وأساليب وآداب.... هم روح القدس على الأرض... هم تجسيد الملكوت... هم روح الروح.... ونحتاج للتواصل معها.. لمن يصلنا بهم... ويسير على طريقهم ودربهم....... إنهم العارفون بالله وبهم....
وهنا نستحضر حضرة الشيخ الجليل مازن الشريف... الذي هو سرٌّ من أسرار السحر والبيان.... العلم والعرفان... الروح والريحان... هو المتّصل بهذه الأرواح الجميلة... وصل إليهم بجدّه وتعبه وصفائه ونقائه واجتهاداته مع نفسه وتصفيته لسريرته... فاصطفاه ربّه ليكون الوصل مع الصالحين ومجمع فيضهم وقطراتهَ، نهل من علومهم وورث من دمهم ووجودهم، فنضج على شموسهم واستوى بثمار معروفهم، حتى غدا روحاً شفيفاً تلامس الأرواح العلا وتستفيض من نبع المدد الممدَّد بالسرّ الأعلى... عارفٌ.. شيخٌ.. عالمٌ.. علّامة.. أخذ من العلوم درباً ومنطقاً وأدبا... وغدا له من كلّ علمٍ سببا ومن كل اجتهادٍ نصيبا... فأغدق عليه العلم غَدقا... ورقَّ قلبه بالحبّ رقّا... فصار من الشوائب منعتقا... وعشقَ النبي والأنبياء أيّما عشقا وهام بالألوهيّة وبزيت القداسة تعتّق... هو المحيي لروح الصالحين بذكره لهم... بتفعيل روحه بأرواحهم... بزيارة أضرحتهم... والقيام بالصلوات في مقاماتهم... تفتح عليه الاسرار فتحا... فيفيض من الجمال بهم ولهم وفيهم مِنَحا... ويردح بالطرب نشواناً يطربنا ردحا...
مازن الشريف... اسم من أعلام العصر والزمان غدا... نرحل معه حيث رياض الصالحين ومجاميع العلماء والأتقياء الفاتحين.... أعتقد أنّ به عطيّة من عطايا السماء للأرض... كمطر يحيي الأرض بعد موتها... وله من اسمه نصيب.
ولكي لا نطيل الشرح والمقدّمات... نستعرض رحلتنا معه حيث أخذنا في إحدى جولاته الروحية وسياحته في الأرض قاصداً أهل الله ونتوقّف عند مقام وقبر السيّدة خديجة... سيدة السيّدات... إحدى أربعة نساء من سيدات الجنة ومن كاملات أهل الأرض والسماء... زوجة النبي محمد ووالدة الزهراء البتول... مَن حضنته وكفلته ووقفت معه وسندته ودعمته بمالها وعرضها وحنانها ووجودها فكانت فداءً له وجنّة على الأرض تحتضنه وتزمّله وتدثّره كلّما هزّه وحي الآيات خشوعاً.
فالآن أيها القرّاء الأحبة... جولة في ركن السيدة خديجة بأجمل الكلمات وأبهى المعاني والصور كما ذكرها واستحضرها حفيدها فضيلة الدكتور الشيخ مازن الشريف في زيارته المتجددة مع ثلّة من المشائخ والرفاق... وأجمل العناوين وأرقى المفردات بما يليق بجمال الروح والشخصية المزكاة.
✨ حيث المثوى:
اللهمٍ صلِّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد، نحن ها هنا حيث آباء النّبي وأجداده وعمّه كافله، حيث هؤلاء الثّلّة والسّادة الكبار،السيدة خديجة وابنها ولد النبي، فسبحان الله! الحمد لله! إنّ الله أنلنا هذا الشرف مرّة أخرى، مرّة أخرى نزور، نتبرّك، ونقتفي آثار الذين سبقونا بالايمان، نقتفي خطى محمّد صلى الله عليه وعلى آله، نقتفي الخطى ونتجنّب الخطأ، ونمضي بهم إليهم، ونحدّث عنهم، منهم نستلهم الأمداد ونناجي الأجداد، ونكتب اسمنا في لوح الأسياد، عند هؤلاء الثّلّة الذين آمنوا وصبروا واصطبروا واحتسبوا لربّهم وصدّقوا بِنَبيّهم وبايعوه وما باعوه وأيّدوه وما خانوه ولا فتنتهم دنيا ولا غرّهم غرور واصطبروا للضّر والشّر وما فعل الشيطان وأعوانه فكانوا بِحقّ
أهلها وأصحابها أبو طالب الذي فنى في رسول اللّه، وعبد المطّلب الذي أتى بِبشراه، وخديجة التي سلّم عليها الله
وبشّرها بقصر من قصب ليس فيه صخب.
اللهمّ بارك فيهم، وبارك لهم، وبارك عليهم واكتبنا في كتابهم، واجعلنا من أحبابهم، ولا تخيّبنا يا ربّ العالمين.
اللهمّ بحقّها عليك، وصبوتها إليك وشوقها وتوقها ورجائها، وبسيّدنا أبي طالب باب تحقيق المطالب، من فلذتَيّ كبد رسول الله: القاسم وعبد الله، وما كان بينك وبينهم، وبينهم وبينه، وبينه وبينك، ما كان في هذه الأرض من صحابي جليل، من والد وصيّ لرسول الله، من أحبابه وأحفاده وأبنائه.
اللهمّ بحقّهم عليك جميعا، بحقّ أصحاب النّبي ومن دفن فيها من ولي، ومن تقيّ، اجعلنا اللهمّ على أثرهم مقتدين، وبِهديهم مهتدين.
اللهمّ لا تفتنّا بعدهم ولا تحرمنا وعدهم، يا ربّ العالمين
آنسنا بأنسهم واسقنا من قدسهم وأرنا من سطوع شمسهم
وثبّتنا على ما كانوا عليه في أمسهم، وأشركنا بما أشركتهم في رمزهم.
اللهمّ هذه الأجسام التي لم تبلَ، وهذه الأرواح التي لم تفنَ،
وهذه القلوب التي عشقت وومقت ووثقت.
اللهمّ والألسن التي يا كم بذكرك لهجت ونطقت، هذه العيون في الحجون، ما خيّبت هذه العيون.
فَبحقّ أصحاب الحجون، أصحاب المعلاه، أعلِ أقدارنا ونوّر أفكارنا ومتّن أسرارنا، ونزّل أنوارنا، واجعلنا يا ربّ العالمين خير وارثين، هم خير سلف، ونكون بعون الله خير خلف.
✨ هذه الارض مباركة، وهذه الاماكن مباركة:
زيارة ونيارة، وبشارة إن شاء الله.. هذه الارض مباركة، وهذه الاماكن مباركة، وكلّ من حلّ بها وأتاها طالب للمدد يُمدّ، طالب للغفران يُغفر له، طالب العطاء يعطى، طالب الرجاء يوقف في باب الرجاء ويدخل من باب الرجاء، فلا يرجو الله فيخيب، طالب الوصل يوصل، طالب القبول يُقبل بهم وبِسرّهم وبِنبيّهم بأصول النبي وفروعه،
بسرّه ودموعه وصبره وخشوعه، بخديجة وابنَيها وبأبي طالب وعبد المطّلب وآباء النبي، بكلّ مَن هم في هذا المكان من أصحاب رسول الله، من أحباب رسول الله، من آباء رسول الله، بخطوات النبي ها هنا، بدموعه هنا، إذ في قبر وضع عمّه، وفي قبر وضع زوجته التي كانت أمه، وكانت تأويه، زمّلَتْه، دثّرته، نزعت عنه الكآبة.
✨نتوسّل بالحُبابة والبتول المستطَابة، والنبي ثم الصحابة، فهي دعوة مُجَابة:
والحمد لله الذي أتى بنا إليها ودلّنا عليها، فأشهدها كلامنا، وأسمعها سلامنا، وأراها مقامنا، فهم ينظرون ويبصرون.
فسلامٌ على أبي طالب باب تحقيق المطالب.
وسلامٌ على خديجة مَن تُحسن بها النتيجة.
وسلامٌ على القاسم وعبد الله، وعلى آباء رسول الله،
وعلى أصحاب رسول الله، وعلى رسول الله، وعلى الخليل حبيب الله.
✨نحن على مشارف الحرم، نحن في باب الكرم:
نحن عند الله سبحانه وتعالى، دخلنا بالحسين وليّ النعم.
ودخلنا بالحسن الذي ما خاب مَن به اعتصم.
ودخلنا بِعليّ مصباح الظُّلم.
ودخلنا بالزّهراء شفاء الكلم.
ودخلنا بكلّ مَن له لرسول الله نسبة ودم.
ولو صدق يقين وعهد وما كان من ذلك، ومَن اهتمّ.
اللهم صلِّ وسلّمْ وباركْ على سيّدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، اقبلنا اللهمّ فيهم بينهم.
✨دعوة مستطابة على أعتاب خديجة الحبابة وبسرّ أبي طالب الذي ضمّ وشمّ ووهب الدم:
يا ربّ اغفر ذنوبنا نخرج هنا كأننا ولدنا الآن..
يا ربّ اقبلنا وارفع بنا البلاء، اكشف عنا الغطاء وأزح عنا العناء.
وازنْ العطاء وافعل بنا من خيرك ما تشاء، يا كاشف الغطاء، واهب العطاء يا ربّ السماء، لخديجة صاحبة السّناء والبهاء والضياء.. محبوبة الأرض والسماء.. محبوبة ربّ الأرضين والسماء.. محبوبة سيّد الأنبياء، فيها مقامها.
بأبي طالب الذي ضمّ وشمّ ووهب الدم، وحمل الهمّ والصبر على الغمّ وبالحبيب اهتمّ بخير يا عمّ أبي طالب،أبي طالب أفضل عمّ، مَن ربَّى وحافظ وحفظ واهتمّ ووهب طه الدمع والجهد والدّم، بصادق الوعد إن نطق به الفم بالغطريف الأهمّ، بالصمصام الذي لم يكن في الحقّ بالأصمّ.
نعم أبو طالب باب تحقيق المطالب.
دع عنك قول المرجفين و ما ادّعوا....
الله الله انا الحال غلب عليّ!
✨حال خمرة ودلع من دون خوف أو وجع:
إحنا في هنا.. قاعدين عند إمّنا.. بتضمّنا.. وتحبّنا.. حقّ نبينا وربّنا..
إحنا في دلع وحال ولع.. لا في خوف ولا في جزع
إحنا في مدد.. وبنور سند.. من فضل بارينا الأحد
إحنا في هنا وما فيش ضنا يا خديجة يا روحي أنا
نظرة إلينا.. بحقّك علينا.. وإحنا إجينا مادّين ايدينا
✨نداء السيد للأسياد:
سيدتي يا خديجة.. يا سيدي أبا طالب.. يا سيدي القاسم
يا سيدي عبد الله.. يا سيدي عبد المطّلب.. يا أسيادي آباء النبي.. الحمد لله.
✨مشاركة لحظات خاصة بدافع المحبّة للأحباب:
والله أنا أحببت أن أشارككم هذه اللحظات، ربّما أنّها خاصّة، محبة فيكم ليس رياء، ولا ادّعاء، والله فقط لمحض الحبّ فيكم، نشارككم هذه اللحظات الخاصّة جدّاً التي نعجز عن وصفها بالكلمات والتي يحار فيها القلب والعقل معاً، فقط من حبّنا لكم الأحباب كلّهم، من حبّنا لكم نشارككم هذه اللحظات العظيمة والرائعة في مدد الله، في أنس رسول الله نلتمس الأعتاب، وأنادي بالأبواب على الأحباب.. في سرّ الحيّ الوهّاب.
✨نظره ومدد :
والله! الذي ليس له نصيب في نظره ليس له شيء!
مَن لم ينل من هذه النظرة مددا لن يفلح أبدا.. ولو صلّى وصام طول الظهر وسجدَ.. وإن عبد فقد عبدَ؛ أي ابتعد، والحمد لله.

✨حادثة على هامش الحدث:
اليوم ردّيت على واحد كتب كلامي، وقلت له لو كنت تعرف من أنا ما قلت ما قلت، لكنك حمقت فحنقت، وجَهِلتَ فجَهَلتَ".
إن شاء الله يحتاج معجم، باش أفسره ; يبغاله اسبوع.
✨شكر وحمد على الحال وعلى النِّعَم:
والله العظيم الحمد لله رب العالمين، على ما نحن فيه من خير ومن نور ومن عناية وتحقيق غاية، ومن أمر يأتيه الله لعباده، على قلوب عباده، على مفاتيح مصابيح القلوب.. على مفاتيح مصابيح الغيوب.. على رب ييسّر الدروب ويمحو الذنوب ويستر العيوب، علاّم الغيوب.. الله الحبيب المحبوب.. مَن عنده تَحقّق المطلوب ونوال المرغوب.
✨توحيد بالله :
لا إله إلا هو وحده لا شريك له، جئنا موحّدين مؤمنين زائرين،
إن شاء الله ننعم بالنظرة، ونعمل بالمدد ولا نرجع خائبين، بعون الله.. الحال شديد! والقلب سعيد!! والعطاء مديد، والعهد بعون الله معهم قديم، مستجدّ فجديد.. كل يوم نجدّد معهم العهد والوعد، على الحب والولاء، على الخدمة.
✨دعوة بقبول الزيارة:
وإن شاء الله ربّنا يتقبّل منا ويعفو عنّا ويأخذ بأيدينا، يستر القبيح ويظهر الجميل، ولا يؤاخذ بالجريرة ولا يهتك الستر، عظيم العطاء والجود، الموجد الموجود، الذي أنعم علينا بنعمة الوجود والشهود ومعرفة المعبود، الحمد لله على ذلك! نسلّم عليكم كلّكم، إن شاء الله.
✨الزيارات مستمرة ودعوة بالخير:
ما زال عندنا زيارة الحبيب الأعظم صلّى الله عليه وسلّم، بعض الزيارات الأخرى، وأمور تسرّكم وتسرّ الناظرين.
في رعاية رب العالمين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن شاء الله نراكم بخير.
✨درس و استخلاص عبرة :
🌸🌸
اللهمّ لا تفتنّا بعدهم ولا تحرمنا وعدهم،
يا ربّ العالمين،
آنسنا بأنسهم،
واسقنا من قدسهم،
وأَرِنا من سطوع شمسهم،
وثبّتنا على ما كانوا عليه في أمسهم،
وأشركنا بما أشركتهم في رمزهم.
🌸🌸
اللهمّ هذه الأجسام التي لم تبلَ،
وهذه الأرواح التي لم تفنَ،
وهذه القلوب التي عشقت وغمقت ووثقت،
السلام على أبي طالب باب تحقيق المطالب،
وسلامٌ على خديجة مَن تُحسن بها النتيجة.
🌸🌸

🕊️ هي من عبارات للسيد الشريف، كانت على بساطتها فيها كل العمق المعنوي بأبعاده الأخلاقيّة الصفاتيّة المختَزَلة بِجُمَل وعناوين وحروف تحمل ما تحمل من ثقافة جميل اللفظ و الفكر والمعنى و أثر العرفان والشكر والامتنان لشخصيات عظيمة غفلنا عنها وعن قدرها وقيمتها ودورها في التاريخ المحمّدي والإلهي الديني السّماوي، وقد غفل كذلك التاريخ عنهم أو مرّ عليهم مرور الكرام وربّما تغافل قصداً عن دورهم وقدرهم وقيمتهم وتقصّد أن يحطّ من شأنهم واتهمهم اتهامات باطلة لاصحّة بها ولها في أحيان، وهذا ما حصل من تضليلات لأم النبي آمنة أمّنها الله وآمننا بها وبابنها "صلوات الله عليهما.
🕊️وختام حديثنا تسليم وصلاة وسلام لشخصيات راقية وتاريخية في تاريخ الأمّة الإسلامية وحياة النبي محمد عليه والسلام، ذكرها فضيلة الشيخ الدكتور مازن الشريف حفيد هذه الشخصيات الكريمة ومن نسل النبي وآله وآبائه وأجداده، في زيارته الأخيرة للملكة العربية السعودية حيث زار مكة والمدينة وعرّج على جبل أحد وذهب ومشى حيث ذهب النبي من قبل وحطّ وارتحل حيث محطاته وهجراته وسُكناته وسَكَناته وخلجاته ومكامن وقصص آياته وتفاصيل معجزاته؛ وحيث مسجده ومنبره ومصلّيه ومدرج عمراته و آثار خطواته بين الصفا والمروة ورحلة جدنا ونبينا ابراهيم عليه السلام وحاله وأمتحاناته وما كان مع زوجته هاجر وابنيهما اسماعيل جدّ النبي ومنحة الافتداء بالذبح العظيم، والمقام وركن ابراهيم و البيت المعمور.. وحيث رحلة السعي و الاصطفاء والتصافي في الصفا والارتواء في المروة... إذ تابع فضيلة الشيخ مازن الشريف صفي هذه الذرّيّة الصالحة المصطَفَاة رحلته الخاصّة به ووقف في الحجون حيث مثوى ومرقد مقام قبر السيدة خديجة وحيث ابنها وحيث مقام أبو طالب عم النبي وحيث عبدالله والآباء والأجداد، وماكان من خير وفضل وفيض العلوم ما أمدّنا به بما مُدَّ به وفِيضَ عليه. إذ ذكر الأسياد والأحباب ممن في المقبرة بالحجون واختص السيدة خديجة فوافانا بالكلام من أمام ضريحها الطاهر واقفاً حيناً في حال الدعاء والاستحضار والمناداة ومستأنساً ثملاً في حال الصلاة والتسليم والمناجاة، متنقّلاً في أحوالٍ سكر ومُدام وقد غلب عليه الحال مستسلماً لسحر جمال عودة اللقاء معانقاً الأرواح الطاهرة النقيّة المطهرة... حيث المُحتَضَن في الثرى من أجسادٍ لا تبلى و الهائم الحائم في العلا أرواح لا تفنى...
فالحديث إذاً كان عن السيدة خديجة أصل الذرّية الصالحة، تلك الحبابة المستطابة، أم البتول المطهَّرة المقرّبة من ربّ العالمين وكوثر حبيبه؛ نبيّه الأكرم: مَن يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها.
🕊️السيدة خديجة زوجة النبي الكريم الخيّرة التي جاءته بالخير، فافتدته بمالها وعرضها وشاركته مشاق وجمال الرحلة، في البعثة المحمّدية وتحمّلت معه الضير ووزر الجور والجهل والظلم والباطل وعمى الجهلاء وبطش الكفر من كفّار زمانها، فكانت بحقّ الزوجة الهانئة المرضيّة التي يهمّها وغاية همّتها رسالة نبيّها، رسول ربّ العالمين، تفتديها بكل ما ملكت من زمام أحوالها.. ولم تكن الزوجة المتطلّبة الأنانية التي لا يشغلها ولا يهمّها إلا راحة بالها أو أن تشكّل أسرة خاصة بها ترضي ملكها وغرور دنياها ... قدّرت موقف النبي وقيمته فأحبها الله لمحبتها للنبي وقرّبها منه وأهداها في الجنّة قصراً من قصب أغلى من ذهب الأرض وكنوزها، قصر من سعادة واطمئنان ليس فيه صخب الحروب ووباءات الدنيا، وبلاءات اللغو و حسد الإنسان.
