زيارة الشيخ مازن الشريف لمقام الغوث الكبير الملقب بالجيلاني الثاني، ضمن وفد مبارك من أهل الشرف والعلم في أرض كردستان العراق ومداخلة قيّمة للشيخ السيد مخلف العلي القادري الحسيني، عن التصوّف والرّدّ على الشّبهات. بدايةً مع كلمة الشيخ الدكتور مازن الشريف من جوار المقام وحواره حول قضية الشرك: « أحيّيكم من بريفكان ونحن عند الوليّ الشهير سيدي البريفكاني قدّسَ الله سرّه الشريف ورضي الله عنه، هذا الولي المشتهر الذي يسمى بالجيلاني الثاني، ولي الله سيدي نور الدين البريفكاني، أُحيِّ الشيخ مخلف العلي القادري الحسيني الذي حرك فيَّ الشوق، لما رأيت صورته في هذا المكان المبارك. سيدي نور الدين البريفكاني نزوره حبّاً فى الله وعشقاً لرسول الله صلّى الله عليه وعلى آله، حبّاً في آل البيت، حبّاً في الصالحين، حبّاً وكرامةً في أهل الله، غير مشركين باللّه، ومن افترى علينا ذلك، فهو ما عرف الله. قضية الشّرك هي قضية باطلة أصلاً، النبي عليه الصلاة والسلام قال: لا أخاف عليكم الشرك، وقال: إنّ الله ضمن لي ألّا يُشرَك بي في أرض العرب. وبعد، مَن يزور ولي وهو يعتقد أنه إله؟! بالعكس! الزيارة توحيد، باعتقاده في الله يعتقد في الولي. أهميّة السياحة الروحية: يتابع الدكتور مازن: نحن ننشر هذه السياحة الروحية عمداً حتى يتعلّم مَن لم يتعلّم ويتأدّب مَن لم يتأدّب، هؤلاء مجانين، أصحاب عقائد فاسدة، لا يعرفون إلّا الشتيمة، والشّرك، شتيمة وشرك، الكفر، القبوريّة، هذا مرض نفسي! هناك أيضاً تيّار ثان، تيار الثقفوت، اللائكية، يقولون إن زيارة الزوايا جهل وتخلّف، وأنّ الزوايا صنعها الاستعمار! هم صنعهم الاستعمار!! الزوايا قاومت وأخرجت المقاومين، أخرجت عمر المختار والشيخ بوعمامة، والأمير عبد القادر وسيدي أبو الحسن بطل معركة المنصورة، و نور الدين زنكي تلميذ سيدي عبد القادر، ولكن هؤلاء بنو ثعلبان، بنو وهبان، أخرجوا قتلة الأمة. وما من سند في الحديث ولا في الفقه ولا سند في تلاوة القرآن الكريم ولا في الأصول إلا في رجال الصوفية». جواب الشيخ مخلف العلي القادري بحواره عبر الهاتف مع الشيخ مازن الشريف حول مفهوم الشرك و زيارة المقامات ومهاجمة وتكفير ذلك من قِبل بعض الجماعات: «الأمر برمّته هو كما يسمّون كذب على الذّقون أو كذب على الّلحى، تلاعب بالألفاظ، يعني الشرك واضح: هو أن تجعل لله ندّاً أو شريكاً في العبادة، نحن ما رأينا أحد من الصوفية ولا حتى أحد من أهل البدع وحتى أهل الجهل، لم يشركوا أبداً. النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لا تطروني كما أطرت اليهود والنصارى أنبياءهم. الرّدّ واضح في كتاب الله، وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله، نحن لم يظهر فى أمّة محمد مَن قال محمد هو ابن الله، لا أحد قال إنّه إله، لا أحد قال أنّ وليّ ينفع من دون الله، هي عبارة عن كذب بالألفاظ، وتلاعب على الناس وتحريف المعاني والمقاصد، فقط لا غير. أعتقد أنّ هؤلاء الناس يجب أنْ يُفضَحوا بين الناس بتلاعبهم بالألفاظ كما تلاعب ابن تيمية: "لا تشدّ الرّحال إلّا إلى ثلاثة"، كما يتلاعبون بمعنى: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثٍ"، يخلطون بين العمل وبين النفع، وسِرْ على هذا المنوال…هم لا يعرفون الأخلاق، مدارسهم ليس فيها مادة اسمها الأخلاق، هم لا يتأدّبون. نحن بحاجة إلى نوعية من الصوفية لا يستحون من التصوف، هذا تصوفنا، وهذا منهجنا، وهذا عقيدتنا، ويفعل الناس ما يفعلون، أما الخجل من إظهار العقيدة الصحيحة، هذه كارثة. أنا برأيي أعتقد أنّ الجهاد نوعان، جهاد حقيقي، له شروط وأركان ومقاصده وغاياته، وجهاد مزعوم، جهاد وهمي، جهاد مبني على الخداع والتزييف، فعندما تنظر فى تاريخ الأمة، كلّ الجهاد الشرعي الحقيقي قدوته كانوا هم الصوفية أما الجهاد المزعوم، الذي ظهر فى هذا القرن الأخير، كل قدوته كانوا هم الخوارج والوهابية، الذين، جلبوا على الأمة من الويلات ما لم يُجلَب إليها فى ألف سنة. وختامها مسك الكلام مع الشيخ مخلف حول المقامات وزيارتها حيث قال: أنا أزور الزوايا وأزور المقامات وأتبرّك بها ولا أستحي, لِمَ أستحي »؟