كلام عن أهل الله، وشيء من سرهم وذوقهم وشوقهم، وفنائهم في معبودهم وحبهم المحمدي الأحمدي السرمدي. كلام لأهل الأذواق والأشواق. 🌸🌸🌸 بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله الذي للإيمان به و برسوله دعا، و أن ليس للإنسان إلا ما سعى، و صلى الله على من خلقه ربه نورا شعشعا، و أظهر به سره، و أنفذ به أمره، و باركه روحا و نفسا و جسدا و قلبا و عقلا وعينا و أدمعا، و على آله السالكين مع هديه و إرثه و مع القرآن و مع الحق، عدد من صلى و سجد، و عدد من تعشق و وجد، و عدد من بحث فوجد، اللهم صل عليه خير أب و جد، جدنا و إمامنا و نبينا الهادي، من مطلق الآماد و الآباد، المبعوث بالنور في العباد، و السر في البلاد، الذي أتى بنور ربنا، و ربنا بالمرصاد، الذي دمدم على ثمود و على عاد، و فرعون ذي الأوتاد، و ما كان محبا للفساد، اللهم صل عليه عدد من ينادي، و عدد من يعادي، و عدد من يود، و عدد من عندك له و بينك و بينه ود، صل عليه و على آل بيته الطيبين الطاهرين، الغر الميامين، كما ينبغي، لذلك المقام، و كما ينبغي لذلك الإمام، و كما ينبغي لذلك الإمام الذي أمسك يده الإمام فقال من كنت أنا له الإمام فهذا له الإمام، و عدد ابنته، و عدد سر ابنته، و كما صليت على ابنته مصباح الظلام، صاحبة النور و الهيبة و الإبتسام، و الخجل و الاحتشام، بنت نبي الهدى و البدأ والختام، وعلى الحسنين السيدين، من جعلت لهما مقاما في دار السلام، و جنة السلام، من دفعوا دمائهم حبا فيك، و سعيا في سبيلك، يا حي يا قيوم يا سلام، و سلم اللهم على عبد القادر و على عبد السلام، و على الصالحين الحاضرين الثابتين، المثبتين لنا في غمرة الكلام، و عنهم سيكون الكلام، ننطق بهم عنهم، و ينطقون فينا بهم، متحدثين عن أنفسهم، من سر أرواحهم إلى سر أرواحنا، ساكبين من خمورهم في أقداحنا، آتينا بشعشع إصباحنا، و سبيل فلاحنا و إنجاحنا، و ربحنا و ارباحنا، و مدحنا و امتاحنا، الذين هم لنا و نحن لهم، و هم فينا و نحن فيهم، و هم منا و نحن منهم، و لهم علينا و لنا عليهم، و أتوا إلينا و أتينا إليهم، فلف الصالحون بالصالحين، و تاهت الأرواح في الأشباح، تأتي بأمر الحي القيوم الفتاح، مؤذنين حي الفلاح، و حي في غيهبات الظلام على الصباح، و حي في زمن الفشل و الحبط على الفلاح، حي على القائم القادم بأمر الله، يبسط على الأرض الجناح، حي على الأمر المباح، و الخمر الحلال المتاح، حي على هذا المراح، حي على هذا الرباح، حي على هذا الخير العميم العظيم، الذي يتمه لنا ربنا، إنا ربنا حي قيوم فتاح، حي على الذي وهبنا المفتاح، وهذا باب الله لنا مفتوح، و خمره و أمره و جمره و تمره لنا مسموح، لا يناله الا ذو قلب منفوح، و صدر مشروح، متكلم من سر الروح بما كان في حال آدم و شيث و نوح، و حال من ألقي في النار و فإذا هو سال من ينوح، و حال الذي ألقى العصا و لم تكن عصا، و أقبل على ربه باكيا ينوح، وحال من كان مسيحا، و كان عظيما، متكلما في حضن أمه، بعد و لادته، فأعطاه الله الفتوح، و حال من ضمه صاحب الضمة، في غار كان له مزارا تزوره الأرواح و الملائكة، و يظمه سيدهم، و يقول له: يا حبيب الروح، كنت معك أنى تغدو و أنى تروح، إن ربك القيوم السبوح قد اختارك في مقام الروح، و اختارك في مقام الجسد، و اختارك في المقامات كلها، فأنت سيدها جميعا، و أنت إمامها جميعا، و قد أقبلت إليك خادما مطيعا، و صل اللهم على من جعلته في الوجود ربيعا، و جعلت مولده ربيعا، و جعلت سره في قلوب عشاقه ربيعا، و جعلت مقامه سورا منيعا، و جعلته لنا شفيعا، و جعلت كل مقام لمقامه تبيعا، و صل عليه كما صليت عليه، بزيادة و نور وأنس، و صل عليه سيدا، و صل عليه بشيرا، نذيرا، سراجا منيرا، و صل عليه منيعا رفيعا، اللهم صل عليه و على آله و قد أبى و أبوا، أبى أن يبيع، و أبى لسره و حقه أن يضيع، و إن قيل قد ضيع بعده، فما ضيع منه شيء، إنما تلك لعاعة دنيا خدعت من كان لها خديعا، اللهم صل عليه و نعمنا بسر الصالحين. 🫒🫒🫒 أحبابنا في الله، الله جل في علاه عندما خلق الخلق، خلق المراتب قبل خلق الناس، قبل خلق الخلق خلق مراتبهم و رتبهم، و بوبهم، و صنفهم و رصفهم, و كلفهم و شرفهم و صرفهم على ما أراد من مراد خلقه، فخلق المكلفون في مقام الأمر، و خلق المكلفون في مقام التكليف، و خلق المكلفين في مقام إخضاع لهم، بأن يمنعهم عن حبه، و عن سلوك دربه، فيجعل قلوبهم في أكنة، و يجعل في أسماعهم وقرا، و يغشي على أبصارهم، و يحول بينهم و بين قلوبهم، لسابق أمر عنده، و سابق حكمة لديه، لم تخضع حكمته لفهوم الخلق، بل أخضعت لها الخلق، لأن فهوم الخلق عن ذلك قاصرة، فإن القصور عن الإدراك إدراك، لكنه اختار قبل أن يخلق، و جعل في الجنة و النار أسماء الذين سيكونون فيها قبل خلقهم، لسابق علمه، و إحاطته بالزمان و المكان و الحدثان و الإمكان و الكيان، و بكل ما سيكون من ملائكة و إنس و جان، و ما خلق من أرفع و من أدنى، من أعلى عليين و ما كان في عرشه، إلى مهاو جعل فيها الشيطان و جند الشيطان أهل الكفران و النكران و الخذلان، الذين جعل مصيرهم في النيران، و جعل فيهم الجحود و العصيان، أما الذين رفع مقامهم في مقامات الإحسان، فهم ثلاث مقامات، عليا: *مقام الأمر و يسمى مقام النوران *مقام النبوة و يسمى مقام الإيمان *مقام الولاية و يسمى مقام الإحسان فأما المقام الأول النوراني: فهم خلق خلقوا بأمر واحد، يسجدون، يسبحون، ينفذون أمر الله فيما أراد الله، و لا يعصون له أمرا، ملائكة عابدة و رواحين ساجدة، و خلق من نور، في سر مستور، و لوح مسطور، و أمر مشهور، منهم ملائكة و منهم حور، و منهم من عن ربه لا يحور، و منهم من بقوة ربه لا يجور، و منهم من كان عبد الجبروت، و منهم من كان عبد الرحموت، و منهم من كان عبد الغفور، بمعنى أن تجليات الاسم عليهم، إما أن يكون عبدا جبروتيا، عبد هنا بمعنى خادم، أن يكون خادما في لواء الجبروت، فيكون شديدا غليظا لا يعصي لله أمرا، أو يكون خادما في مقام الرحموت، فيكون مشفقا كالذين يحملون العرش و يستغفرون للمؤمنين، < ربنا وسعت كل شيء رحمة فاغفر > هذا مقام الأمر، مقام النوران. 🫒🫒🫒 أما مقام الإيمان و العرفان: فهو مقام الأنبياء المبعوثون بالإيمان، المبعوثون بشهادة لا إله إلا الله و عليها ختم كانوا يعرفونه, محمد رسول الله، كلهم لم يكن فيهم نبي إلا و حدث عن حضرة المصطفى، لأن الله أخذ عنهم العهد أن يؤيدوه و أن يؤزروه و أن يكونوا له خدما و سندا، فكان أن كشف الله عن شيء من ذلك في قول المسيح، <و مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد>، كل الأنبياء عليهم السلام بشروا بسيدنا محمد بلا ريب، بشر به آدم، و بشر به شيث، و بشر به إدريس، و بشر به نوح، و بشر به ابراهيم و اسماعيل و إسحاق و يعقوب و يوسف، و بشر به داوود و سليمان، و صالح و هود، و بشر به المسيح و موسى قبله. وأما المقام الثالث: فهو مقام الديوان، مقام الإحسان، مقام أهل الديوان، أهل الإحسان، العارفين بالله، والذين نحن في حضرة ذكرهم هذه الليلة ألا وهم: أولياء الله الصالحون. 🫒🫒🫒 الولاية: اجتباء كالنبوة، غير أن الولاية دلال، و النبوة جلال، فالأنبياء يكونون في خدمة الشرع الإلهي، تحت راية الجلال الرباني، مع ما يكون من ذلك من جمال وكمال و صدق حال، و ما يكون من وصول و من وصال، فيكونون الرجال الرجال، الشم الجبال، و يلقي عليهم الله ما ألقى من دلال، و ما ألقى من جميل خصال، و حسن فعال، و خير أعمال، و ما يكون لهم مما يضيق عنه المجال، و مما هم سادته بلا جدال، و لكن الولاية منجذبة من سر النبوة، فيكون الولي مدللا من ربه و مدللا من نبيه نائبا عنه، ساقيا لخمرة القدس و جالسا في مجالس الانس، فالولي ينوب عن النبي، و يرثه، و يرث أمره و سره و نوره و مدده، و لكن تضاف اضافات دلالية، أن يكون دلالهم بالله، و دلالهم على الله غالبا، و يكون جلال الأنبياء سالبا فالذين امتحنوا بالأنبياء امتحنوا بالجلال، فيصعب على المرء منهم أن يرى سر اللاهوت في الناسوت، و قد حجب الناسوت و تشابه الناسوت بالناسوت، يد و يد، ساق و ساق، وجه و وجه، بشر و بشر، و لكن تلك يد مصطفوية، و تلك يد جاهلية، تلك قدم تبكي الحجارة التي لم تسر عليها، و تغتبط و تفرح الحجارة التي سارت عليها، و أخرى تلعنها الأرض، و هذا فرق بين نبي و شقي، و بين وصي و دعي، و لكن الولاية تكون مزينة بالكرامات، موشات بدلالات، و دلال من عند الله، و هذا الدلال فيه فتنة، لأن بعض الناس يكون عبد الكرامة، و بعض الناس يكون عبد الطمع، فيجدون في أبواب الدلال الولائية، أبوابا للتحيل على الحضرة الإلهية، فتجد أن هذا ينادي يا سيدي عبد القادر و ذاك ينادي يا سيدي عبد السلام سواء كانوا في هذه الدنيا أو انتقلوا منها، و لكنه جاءهم طامعا، لو كان في جلال الأنبياء لحاول بطريقة أخرى، بالنفاق مثلا، لكن بما أن الأولياء لهم كشف حجاب، وأذنوا بإخراج الضغائن، فهؤلاء يتمسحون بأعتابهم و يلقون أنفسهم عليهم و إذا انتقلوا ورثوهم كذبا و تاجروا بدمائهم، أما الورثة الحقيقيون و الصحب الحقيقيون و المحبون الحقيقيون، فليسوا عبيد الكرامة، و ليسوا عبيد الدلال، إنما أرادوا الخدمة بصدق النية، و حسن الطوية. 🫒🫒🫒 إن أهل الله عليهم السلام، و رضي اللهم عنهم و أرضاهم، و سلم الله أسرارهم و قلوبهم، إنما قاموا في تلك المقامات لخدمة سيد الكائنات، و دخلوا و هم أحياء أموات، تركوا اللذات و الملذات، و فنوا في الذات، مضوا إلى صاحب الكمالات، و خاتم الرسالات، و متم النبوات، شريف الذات و الصفات، الذي قال للدنيا هيهات هيهات، و لا تمالات، هذا النبي العظيم، مضوا إليه بالإخبات، بيقين الموقنين و الموقنات، فكان منهم الصديقون و الصديقات، و المخلصون الوفيون و المخلصات الوفيات، هؤلاء السادة، فنوا في رسول الله، تراهم في حضرة الحبيب، كل واحد منهم عن ذاته يغيب، قلوبهم نابضة في صدر رسول الله، أعينهم ناظرة إلى وجه رسول الله، أنفسهم عاشقة لسر رسول الله، أرواحهم معانقة لروح رسول الله، و لما عرفوا الحبيب عرفوا به رب الحبيب، و لما دلهم الله بالدلال عليه، دللهم بالمدلل لديه، فكانوا مدللين بسيدنا محمد، و مرفوعين بسيدنا محمد، أقول هذا على السابقين و اللاحقين منهم، و أخص بذلك أهل الحضرة و الديوان ممن نشأوا بعد ظهوره عليه الصلاة و السلام في الدنيا، و لما أن فنوا، دنوا، و لما أن سكروا سكروا، و صاروا كالسكر يذوبون في فنجان من فناجين الحضرة، تحركهم بملاعق الوجد، و قد أصابهم من حرارة العشق ما أصابهم، ترشفهم المقادير بسر القدير، و يمضون في أعمارهم، فناء في حب الحبيب المحبوب، و آل بيت المحبوب، و فناء في حب ربهم و هو كنزهم المرغوب، هؤلاء السادة تخلصوا من حجاب الدنيا، فعافوها، و تخلصوا من حجاب الآخرة فتركوها، تخلصوا من حجاب الجنة فجاوزوها، و تخلصوا من حجاب النار فتخطوها، و تخلصوا من حجاب الموت فماتوا قبل الموت، و ما شعروا في الموت بالموت، و لا رأوا في ملك الموت ملك الموت، بل رأوا في ملك الموت هذا الذي يأتيهم بمفاتيح الأقفال و كسر الأغلال، رأوا فيه من يحرر أرواحهم من أشباحهم، من يجعل لهم مجال الطيران في الأفق المزدان، فنوا قبل الفناء في صاحب الفناء و الإفناء، و بقوا قبل البقاء في سر صاحب البقاء، بما أودع الله في نفوسهم من نقاء و في أرواحهم من ارتقاء و ما في قلوبهم من عشق محبوبهم، فما نظروا لذنوبهم و ما لهم من ذنوب، إنما غيبة في غيبة، ليس فيها ريب، هؤلاء الذين غابوا في الله، و كان كلامهم الله و صمتهم الله و مدحهم الله، و ذكرهم الله و حبهم الله، و نورهم الله و سجودهم الله، و قيامهم الله و نومهم الله و سعيهم بالله، و عيشهم في الله، موتهم في الله، و تمكنهم بالله و نطقهم بالله و توكلهم على الله، و نصرتهم من الله، و علمهم من الله، و فوزهم بالله في الله عن الله من عند الله، هؤلاء أهل الله، الذين إذا قلت الله حظروا، و إذا قال الله حظروا، و إذا قال الله في قلوبهم الله حظروا، و نظروا و ما انتظروا. هؤلاء الفانون في رب العالمين، و ما بلغوا من الله ذلك المقام إلا بسيد الأنام، الهادي الإمام، و ما كان منهم من ولي إلا على خطى نبي، أي وارث لنبي، عبد القادر وارث لسر إبراهيم الخليل عليه السلام، و عبد السلام وارث سر عيسى ابن مريم عليه السلام، و الرفاعي وارث سر سليمان عليه السلام، و الجشتي وارث سر داوود عليه السلام، كل ولي وارث سر نبي، أبو الحسن الشاذلي الجميل وارث سر يوسف الجميل عليه السلام، و أحمد ابن عروس وارث سر إدريس عليه السلام، ذو الجلال و القوة، كل ولي وارث لسر نبي، و المهدي وارث للجميع، أولياء و أنبياء وملائكة و رب العزة نفسه، يورثه من أمره و سره، عليه السلام، يكون الخاتم بأمر ربه، هؤلاء جميعا ما بلغوا ما بلغوه إلا بسيد المرسلين محمد، فقلوبهم محمدية، و بالأشواق ندية، و أرواحهم هادية مهدية، و نحن نتكلم عنهم في المهدية، و جوارحهم محمدية، و أخلاقهم محمدية، و أسرارهم محمدية أحمدية، فردانية صمدية، ايقانية ربانية أحدية، كل ما فيهم محمد، كلهم محمد، و فيكم رسول الله، فيهم النبي، إذا رأيتهم رأيته، إذا ناجيتهم ناجيته، إذا أحبوك فقد أحبك، فما يحبونك إلا من قلب المصطفى، و ما يحبون أحدا من الخلق إلا بقلب سيد الخلق، و لا يسيرون في الدنيا يتكلمون فيها، و لا ظهرت لهم كرامة إلا من سر سيد الخلق، فهم لله بالله و لله برسول الله، و لرسول الله بالله و لرسول الله برسول الله، و هذا يحتاج تفصيل. 🫒🫒🫒 ولكن يا أيها القوم، ولكن يا ملأ، كي لا يضرب قلوب الناس الصدأ، وكي نفسر ما كان من خطأ، وكي نأتيكم بحقيقة النبأ، وكي نرد على من تجرأ واجترأ، وافترى وفرأ، نقول: وما محمد من علي أو محمد من فاطمة، أو محمد من الحسنين، أو من خديجة و آمنة، و حمزة و أبو طالب، ما محمد من آل بيته يا كرام؟ و هم كرام و هؤلاء كرام و أنتم بنا و لنا كرام، ألم يقل الله < و أنفسنا و أنفسكم> فعلي نفس رسول الله، ألم يكن الإمام علي وارث النبي، من كنت مولاه فهذا علي مولاه، أليست فاطمة فلذة منه، و بضعة مني يريبني ما يريبها، شابهت خلقي وخلقي، خلقي و خلقتي، ألم يقل الحسين مني و أنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، ألم يقل الحسن مني و أنا من حسن ، أحب الله من أحب حسنا، ألم يقل من أغضب فاطمة فقد أغضبني و من أغضبني فقد أغضب الله، ألم يقل إن الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك، ألم يقل لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، مالكم و قد فصل قوم رسولنا عن آل بيته، و أتوا بغيرهم يجعلونهم بينه و بين آل بيته، ما لأقوام زاحموهم، و ما رحموهم، إن أولياء الله جميعا من ذرية فاطمة، و علي و الحسنين، إن أولياء الله المصرفين المكلفين، المشرفين، لا الولاية بمعنى ينسب أحد لأحد فيقول فلان ولي، لا، <ذرية بعضها من بعض> لا نبوة إلا في أسرة واحدة و لا ولاية إلا في أسرة واحدة، دم عن دم، كابر عن كابر، مازلت أتقلب في الأرحام المطهرة و الأصلاب المطهرة، و تقلبك في الساجدين، و مازال ذلك السر يتقلب في الأرحام المطهرة، و الأصلاب المطهرة، وليا عن ولي، كما كان نبي عن نبي، حتى يخرج المهدي، بين المهدي و علي. ما من ولي إلا و قد ذاب و غاب في حب أبي تراب، ما من ولي إلا و لقلبه إسراء، و ضمة كضمة غار حراء في محبة الزهراء، ما من ولي إلا و قد كحل العين، و خشي البين، و بقي في حال بين بين، في حب الحسنين، الحسن و الحسين، ما من ولي إلا و كربلائي، زينبي، أبي، مناد هيهات منا الذلة، ما من ولي إلا مهدوي ممهد للذي سيكون توأم علي في السماء و حفيده في الدنيا، ما منهم أحد إلا و هم ناظرون حاضرون، سامعون، يعلمون، هم أسمعوا بي منكم، إلا و قد فنا بهذا في هذا، لهذا، يا هذا، ما هذا، ما الذي حدث لمن لم يجدوا عن عذاب ربهم عياذا، و عن ربهم ملاذا، و إلى سر ربهم نفاذا، الذين تركوا السفينة، و فاطمة الحزينة، و أغضبوا ساكن المدينة، و الذين تركوا عليا، و ما ارتضوه وصيا، و قد رضي به و اختاره و ناداه العلي جل في علاه، و أوحى بذلك لمن اصطفاه نبيا، إن هذا الكلام إن أقلق قلب امرئ في الدنيا، و الله ماله من كرامة، و لن تنفعه ألف استقامة، و قد قالوا الاستقامة خير من ألف كرامة فقد كذبوا، و كذبوا، لأن الكرامة ربانية و الاستقامة مسعى بشري، أتفضل استقامتك البشرية على العطاءات اللدنية، إنما الكرامة برهان استقامة، و الاستقامة<و ألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا>، ماء الكرامة، و لا كرامة لمن لا يحب صاحب العمامة، و من لم يحب الذي مشى و جعل إمامه أمامه، و كانت له بعد النبي الإمامة، و كان لكل ولي إماما، و كانت له العلامة، من الذي ظللته الغمامة، و طاف في الغار الذي كان فيه عنكبوت و حمامة، نعم، لا وصول دون البتول بنت الرسول، إلى أين إلى أين يا كاره الحسنين، يا مبغض الحسن و الحسين، أتطمع أن ترى وجه طه الزين، و تدخل الجنتين، ها و قد كرهت شريف النسبتين، بطل خيبر و حنين، يا شيطان طويل الأذنين، يا بغل طويل الأذنين، يا من عليه اللعنتان و قد سعى باللعنتين، يا من هو و نفسه ببغلتان و قد أحرق الله البغلتين، يا من عليه جمرتان و قد غلا من الجمرتين، نسبوها لأبي طالب، أغلق الله في وجوههم كل المطالب، و جعل النار بهم تطالب، و يقول لها هل امتلأت و تقول هل من مزيد، من تبعت معاوية و يزيد، و من سواهم و أزيد. 🫒🫒🫒 إذا أيها المريد، كي لا يشرب قلبك الصديد، وكي لا تكوى بمقامع من حديد، وكي أعطيك المفيد، إن حبك للنبي دون حبك لعلي لا يفيد، إن حبك للنبي دون فاطمة الحسنين لن يفيد، بل إن المفيد أنك لو أحببت نبيك لأحببت عليك، وحب فلذة كبده وما ارتضيت بقتل ولديه، ولكنك يا هذا كذاب، أتساوي بين القاتل والمقتول، أتساوي بين لائكة كبد حمزة والبتول، أتساوي بين اللعين ابن اللعين وبين سيد الفحول، أتساوي من خرج معه عمار مدافعا ومن قتله، ثم تقول كلهم أصحاب، فخذ تلك الصحبة لك. 🫒🫒🫒 أما نحن، نتكلم بلا لحن، ومن كان وارثا كما ورثنا من فصاحة علي والنبي، وسر فاطمة و الحسنين و سر كل ولي، و من نور الوصي الأبي التقي، و من كان منسوبا محسوبا و فيه دمهم و سرهم و فمهم، و من كان بهم ناطقا و لهم عاشقا فليبارزنا فيما أراد، ذراعا بذراع، سيفا بسيف، نظرا بنظر، علما بعلم، فصاحة بفصاحة، كرامة بكرامة، تصريفا بتصريف، نورا بنور، و الله الذي لا إله غيره، هذه راية مرفوعة مشفوعة متبوعة لا تعلو عليها إلا راية القائم عندما يظهر، أبى ذلك من أبى، و رضي بذلك من رضي، و قد دنا أمر قد قضي. 🫒🫒🫒 الصالحون مصلحون، وما كلامنا نروم به إغضابا من باب النكال، أو من باب التمزق المذهبي، نحن محمديون، نحن من ذرية محمد، يجلس في مجلسنا أبناء المذاهب والديانات، ويجد كل ما ينفعه ويرفعه ويدفعه إلى خير، لن تقيدنا المذهبية، الإمام مالك، تلميذ جدنا جعفر، وأبو حنيفة تلميذ جدنا جعفر، و كل الناس و الفقهاء عيال جعفر و الباقر و من كان من أبنائهم و من آبائهم، و فينا و منا الأولياء الصالحون، و هذه البلدة الطيبة منورة بهم. 🫒🫒🫒 فنسأل الله جل في علاه، الذي دنا فتجلى، وتدلى، وعنا ما تخلى، أن يداوي كل علة، وأن يقيمنا على هدي نبي الملة، وأن يجعلنا من تلك القلة والثلة، الذين جعل ندرتهم تشريفا لهم، وأن يسمعنا الحق فنتبعه، لأن سماعك للحق دون اتباع ومع امتناع يجعل خير ذلك في الوداع، أي أن يودع المرء الدنيا ويموت خير من أن يسمع الحق ولا يتبعه، فيا سامع الصوت أدنو قبل الموت، وقبل فوات الفوت. إن دوران الحيوان في دنيا الأرض، وقد خرج السفهاء أدعياء العلم فقالوا: إن جرثومة أصابتهم، فأفقدتهم البوصلة، إنما الحقيقة أن الناطقين لهم جرثومة شر شيطانية، أفقدتهم البوصلة، حتى جعلتهم فيما هم عليه الآن من ركاسة وذل وانتكاسة. إن هذا الدوران إيذان بفجر، ووصل بعد هجر، و هذا الفجر القريب، سترون فيه كل غريب عجيب، و كل عجيب غريب، و كل مستراب مريب، و ستداعى قوم يدعون حب علي، لأنهم يعرفون أن الذي سوف يأخذ بحق علي و حق علي قد أتى، و لكن صاحبنا مطلع على القلوب، بصير بالذنوب و العيوب، و ما تخفي الصدور، بأمر ربه الغفور، فلا داعي للأقنعة، يجب أن نصحح النية كي نربح القضية، و أن هذا الأمر الذي نتكلم عنه، و نستلهم منه، إنما غاية الكلام عنه رفع همة، لإنجاز المهمة، يعني أن نكون في مقام المنتظرين لا بمعنى الانتظار الذي يكون عجزا و تكاسلا بل بمعنى الانتظار الذي يكون يقينا في الله و تفاؤلا، مع العمل و مع الأمل، و هذه دولة علي ابن أبي طالب و لم يعد أيتامه الذين قتلوا عبر التاريخ لا مالك الأشتر المسموم و لا دعبل، و لا كل ممن كان معه ميثم الطمار و سواهم لم يعودوا معلقين على النخل، ميثم الجديد سيلبس الجديد، و يوق من قتل الحديد، و يكشف الله غطاءه فبصره اليوم حديد، كل الذين كانوا سيجددهم الله في رجال جدد ليس تناسخا، إنما تشابه أسرار و توارث. 🫒🫒🫒 فنسأل الله سبحانه و تعالى الثبات الثبات، و رزقنا الله و إياكم حب الصالحين و حب آل بيت النبي، و حب النبي و حب رب النبي، و أن يكشف عنا العلة، و كل مرض، و كل فشل، و أن يعفو عنا، و يغفر ما كان منا، و أن يحفظنا بتلك الجنة، و أن يدخلنا الجنة، و أن يشاركنا بالسر الذي باركنا به و نحن أجنة، و قبل أن نكون أجنة، و أن يظهر القائم منا، و أن يرفعنا به، و يرفعه بنا، و أن يجعل لنا بساتين في الأرض و رياضا، و أن ينصرنا على من كان قلبه مغتاظا، و أن يجعل لنا عند رسول الله حياضا، و نلقاه وهو عنا راض، و نحن عنه به راضون، و في حبه ماضون، ناطقون بالحق متكلمون بصدق، جمعنا بسره الأولين و الآخرين و يجتمع عندنا الأولون و الآخرون. أقول قولي هذا و أستغفر ربي استغفار من تاب إليه و توكل عليه، و أسأله أن يجعل كلامي هذا في حضرة هؤلاء السادة مقبولا و أن يجعل لنا نصيبا من حب زهراء قلبي، و حسني روحي، و مولاي أبي تراب و أنا لقدمه تراب، و أن يقيني به ما أخشى من عذاب و من عتاب و من حساب، و أن يفتح لي به كل باب، و يكون لكم من ذلك نصيب على ما تتحملون، حسب الاستطاعة، بجاه نبي الشفاعة، صاحب القناعة، و أن يجعلنا لذلك المحبوب محبوبين، كما جعلنا له محبين، و يجعلنا منه مطلوبين كما جئناه طالبين، و يجعلنا منه مرغوبين كما نحن فيه راغبون، و جئناه راغبين، و يجعلنا منه موهوبون، كما نحن له أرواحنا واهبون، و قد جئنا واهبين و ما نحن براهبين، بل نحن موهوبين مطلوبين مرغوبون محبوبون غير محجوبين، يكرهنا المحجوبون. اللهم لا تجعلنا محرومين، وليبتعد عنا المحرومون، واجعلنا مسلمين، وبه سالمين، ونحن عندك سالمون، يا رب العالمين، يا من نحن منه به عالمون، و الحمد لله قبل القبل وبعد البعد، ويوم يخلقون ويوم يبعثون ويوم يحشرون ويوم هم في الجنة يخلدون، ونحن معهم خالدون، وخالدين في أبد الآبدين يا رب العالمين يا صاحب هذا الدين. وهذه بلاغة لا يستطيع الزمخشري ولا سواه أن يدخلها لأنها فصاحة محمدية، علوية فاطمية، حسنية حسينية زينبية جعفرية حمزوية أبي طالبية عبد المطلبية هاشمية وفصاحة جيلانية رفاعية شاذلية بدوية دسوقي جشتية تيجانية أسمرية بل هي فصاحة مهدوية خضرية لدنية، ومن أراد أن يباري وأن يماري ففيما يباري ويماري، إنما والله ما هو إلا الجحود من قلب حقود حسود كنود لا يسود وسيخزيه الله كما سيخزي الظالمين من اليهود، وجيش محمد سيعود. و السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.