زيارة أبو لبابة الأنصاري رضي الله عنه في مدينة قابس

أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى.. أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا.. وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي.. وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِيارا

23 ديسمبر، 2023
 بعد زيارة جبل زغوان تتواصل رحلة المنارة الدّينيّة، السيّاحية الرّوحيّة الرحمانيّة، لمقامات الصالحين في الجنوب التونسي.

وزيارتنا هذه بدأت بمقام الصّحابي الجليل: أبو لبابة الأنصاري رضي الله عنه، في مدينة قابس. 

كان في إستقبال رئيس وفدنا "الدكتور مازن"، الشيخ العلّامة المنفوح الصّادق الهمامي. 
وفي تفاصيل الشّرح عن أصحاب المقام أخبرنا الدّكتور مازن حفظه الله أنّ سيدي أبو لبابة محبّ للنّبي ومولانا عليّ، وكان قد صاحب الرّسول في غزوة بدر، واستخلفه سيّدنا النّبي على المدينة، فيده لمست يد رسول الله، وعينه رأت النّبي عليه الصّلاة والسّلام، فقد ثبتت الصحبة كما ثبتت أمانة الصحبة، فهو صحابي وولي وشهيد، حيٌّ عند الله «أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ».

وكنّا قد أتيناه متأدّبين مؤمنين، خاضعين، موحّدين، متأسّين بمن كان قبلنا، غير مشركين، نتلمّس البركات في هذه الأماكن المباركة، قال الله تعالى «وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى». فالمكان الذي قام فيه سيّدنا إبراهيم تحلّ فيه البركة «وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ»، «بَارَكْنَا حَوْلَهُ»، فالبركة تحلّ في الأشياء، والإنسان هو مجمع البركة الإلهيّة، فقد قال النّبي عليه الصّلاة والسّلام للكعبة: «إنّك أعظم بيت عند الله لكن دم المسلم أعظم منكِ حرمة». 

وقال حضرة المصطفى صلّى الّله عليه وعلى آله: القبر أوّل منازل الآخرة وروضة من رياض الجّنّة، أو حفرة من حفر النّار. 
فهل يمكن لإنسان عاقل أن يقول إنّ قبر صحابي أو ولي حفر من حفر النار؟ إذن روضة من رياض الجنّة.

وكان الصحابة يزورون الضّريح النّبوي الشّريف بعد انتقاله، فقد أقبل رجلٌ على سيدي أبو أيّوب الأنصاري وهو يقبّل قبر النّبي، فقال أنت تقبّل حجراً، فقال يا هذا أنا جئتُ رسول الله ولم آتِ الحجر، سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يقول: لا تبكوا على الدّين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله

 فالزيارة ليس اعتقاداً أنَّ الولي ينفع ويضرّ من دون الله أو أنّه ربّ من دون الله، بل هذا قمّة التوحيد،  إقرار بوحدانيّة الله وإفراده للمقامات من عباده، نزورهم زيارة حبّ لهم، حبّ لمن ولّاهم، حبّ لرسول الله، نشمّ  عبق النّبي فيهم،
 «أَمُرُّ عَلى الدِيارِ؛ دِيارِ لَيلى...
 أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا. 
وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي... 
وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِيارا».

  فالحبيب محمّد كان أعظم خلق الله مقاما، كان إذا غادر حجرته الشّريفة إلى منبره الشّريف يقول: الّلهم بممشاي إليك والسائلين عليك، يتوسّل سيّد السّائلين مَن هو دونه ويتوسّل صاحب الممشى بخطواته إلى الله.
.......
إلى الزيارة الثالثة، نوافيكم بها إن شاء الله.

منشورات ذات صلة

وفد بريطاني صوفي يزور تونس

قام وفد بريطاني ديني صوفي، علمي سامي بزيارة إلى تونس بتاريخ 21… شاهد المزيد

24 يناير، 2024
زيارة سيدي سلام بوغرارةمرسى الأولياء بعرام،سيدي مخلوف، والرقود السبع

خَفِّفِ الْوَطْءَ مَا أَظُنُّ أَدِيمَ الْـأَرْضِ إِلَّا مِنْ هَذِهِ الْأَجْسَادِ. *** وَقَبِيحٌ…

7 يناير، 2024
في مقام السّقفية، وأولياء قابس

اللهم إن نهزّ بجزع النخلة فألقِ علينا رطباً جنيّا

2 يناير، 2024
زيارة جبل زغوان والوليّ الكبير سيدي علي عزوز

وزر أهل الصلاح بكل أرض...فأهل الله هم سفن النجاة

7 ديسمبر، 2023