تأملات عرفانية للشيخ مازن الشريف : الطريق إلى الله بين الروح والنفس.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأسعد الكريم، وسلام ٌعلى المحبين لله ورسوله وصلاةٌ وسلام ٌدائمين طيبين على سيد الثقلين جد الحسن والحسين سيدنا وامامنا وحبيبنا ومولانا محمد وعلى الال الاطهار مصابيح الخير مجالي الاكدار الذين بحبهم ينجلي الكدر وبحبهم يرضى سيد البشر بحبهم يرضى ربنا الرحمن كما شاء وكما قضى وكما امر، وأرض اللهم عن صحابة رسول الله الذين أيدوا وساندوا وجاهدوا وصبروا وكانوا من آيات الله في عبادهِ خير صحبٍ لخير نبي وسلام على عباد الله الصالحين الذين أصلحهم ربهم فكانوا ممن أنعم الله عليهم وكانوا بنعمة من الله عارفين لله سبحانه وتعالى.
🫒🫒🫒
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
موعد جديد مع رحلتنا ضمن التاملات العرفانية،
والحقيقة ان موضوع اليوم يسير ضمن المسار الذي سرناه منذ البداية في هذه الرحلة وهو مسار التأمل والتدبر في معانٍ من هذا الكتاب ومعانٍ من ثلاثة كتب كنت قد تكلمت عنها القرآن العظيم والكون العظيم والأنسان العظيم ايظا وان كان خُلِقَ ضعيفًا لكن فيه من سر الله ماهو عظيم جدا وهذا التعظيم رباني حتى ان الله نسب الكيد ان كيدكن لعظيم ضمن منطوق مخلوق من مخلوقاته ولكنه اقر ذالك فالعظمة لها معانٍ ومجالٍ ولا تتعلق كلها بإطار واحد الأنسان هذا الكون الصغير داخل الكون فيه أسرار عظيمة عجيبة الله سبحانه وتعالى أودع فيه من سرهِ ومن امرهِ ومن نورهِ وأودع فيه ايظا من أسرار كائنات كثيرة فهو مزيج من كثير من الأسرار ومزيج كثير من التعقيدات التركيبية التي ربما لم تكن في غيره من الكائنات وكانت فيه ليكون ختاما ً لهذه الخلقيات التي خلقها الله ويكون ادم ختاما ً وقصة ادم وذريتهُ تكون ختاما ً لملحمة ٍ وقصةٍ أعتقد جازمًا وأؤمن أنها أقدم من وجود سيدنا ادم بكثير من الأزمنة على حسب معايير تزميننا ونظرنا للزمن الكوني او الزمن الماقبل الكون
المعرفة بالله سبحانه وتعالى والطريق إلى الله جل في علاه هي رحلة فيها الكثير من المشقة والكثير من التعب وليس التعب لإن معرفة الله تتعب معرفة الله بالعكس تثلج الصدر معرفة الله سبحانه وتعالى تُسعد صاحبها ولكن هذه التركيبة هذه العجينة الإنسانية البشرية فيها أمور تجعل الرحلة شاقة وصعبة
أولا ً نسيان الأنسان لحياته ِ السابقة لهذهِ الدنيا أي ان مشهدية ( ألستُ بربكم) التي شهدتها كل البشرية من سيدنا ادم الذي كان شاهدًا عليها بحكم أنهم ذريته ُالى أخر مولود يولد في هذه الدنيا هؤلاء جميعًا جُمِعوا في مشهد واحد وسالهم الله سبحانه وتعالى ألست ُ بربكم وألستُ تعني سابق معرفة فسألهم بربكم وقالوا بلى وهذا يعني وجود حياة سابقة وخبرات وتحصيل معرفي وفهم لغوي وفهم للمعاني إلى غير ذالك
صحيح ان الله كلمهم على ما آراد الله من معنى ولكنهم فهموا ذالك ضمن نمطٍ لغوي أو تركيبي او تواصلي لانعرف كيف كان ولكن أجابوا ايظا تواصليا ً بلى وفي تلك الأيات بيان عجيب وقصة عجيبة الأنسان كائن منتقل كائن كان كائنًا اخر روحًا خلقًا أخر ثم جاء الى هذه الدنيا نسي كل ذالك
إذاً هنالك معرفة مخزونة وهذه المعرفة هي معرفة روحانية سرية ربانية أولا تتعلق بالذوات الأولى مانسميها الذوات الأولى والحياة السابقة ثم النفخة الروحانية في سيدنا ادم النفخة الربانية هذه ايظا تحوي علوم وأسرار لإنها من لدن الله سبحانه وتعالى ليس تشييئا ًولا تجزيئا ولا تبضعاً لم يكن في آدم بضعٌ من الله أو شيء ٌ من الله بمعنى تشيء الله في ذاته ِولكن شيء ٌ من الله بمعنى خلق الله بمعنى روح رباني سر رباني من الله سبحانه وتعالى لان الله لا يتجزأ ليس الله سبحانه وتعالى ضمن بعض مايصفه الجاهلون به لايجلس في كرسي ولا على عرش وليس منضوياً في السماء الدنيا وليس له يد ولا رجل بمعنى تشبيهنا للخلق
انما له ما أراد على ما آراد بالمعنى الذي أراد الذي نقرهُ ونمرهُ نُمِرُ المعنى لله سبحانه وتعالى ونقرهُ ماذكر الله عن نفسه ِ وهذا معروف ومبسوط في علم العقيدة
هذه النفخة الروحانية هذا السر الروحاني في الأنسان يبقى مطلسماً عند معظم البشر واكيد الكثيرون منكم انه يشعر ان هنالك أمورًا يجهلها عن نفسه هنالك أسرار وأنوار وأحوال ولحظات صفاء مع الله سبحانه وتعالى لحظات سجود وبكاء ترى فيها وليًا كاملًا في داخلك كائنا ً آخر سر نوراني يسكن في أعماقك أحيانا تحلم إنك تطير بشكل مستمر وكأن روحك تريد ان تطير فعلًا ان ترجع إلى ذالك العالم المطلق النوراني الذي كانت فيه وكثير من المرائي والرؤى والأحلام هي حقيقة ً تواصليات روحية لإن الروح تخاطبك من خلال ذالك قد تقول لك لقد تعبت من حالة الطين لقد تعبت من بعدك عن نفسك عن حقيقتك إلى غير ذلك
هذا النسيان مؤلم وأنبياء الله يُذكرهم الله باستثناء سيدنا عيسى المسيح كان يتذكر لم يمر بمرحلة فقدان الذاكرة كلم أمه ُ منذ اللحظة الأولى لولادته ِ ناداها من تحتها ثم كلم قومه ُهذا موضوع آخر ولكن عادةً الأنبياء أرواحهم متحررة متذكرة وأن تنسى قليلًا أو فترة من الزمن ولكنها سرعان ما تسترجع كامل قواها فتنجلي قواهم الروحانية النورانية الربانية في ذواتهم الإنسانية فهم ذوات إنسانية مطهرة مشرفة معززة مكرمة وذوات نورانية ايظا عالية المقام تندمجان معًا في كتلة ٍ إنسانية واحدة وتُبهر ُ العالم بما يُظهر الله على ايدي هؤلاء الصفوة من خلقه ِ من معجزات ومن آيات وسيدهم وإمامهم سيدنا رسول الله
مجمع بحري النور والسر بحري الكائن الروحاني الأحمدي والكائن المادي المحمدي الإنساني فهو في السماء احمد وفي الأرض محمد وفي هذا معانٍ ومجالٍ وأسرار كثيرة جدا وعديدة جدا ويتوه فيها العاقل ويتعب الناقل
وذوات ايظا المقدسيين أصحاب السر النوراني وراث الأنبياء والمقربون منهم ايظا ذوات نورانية عظيمة كذوات أئمة ال البيت أو ذوات السادة الصحابة أو ذوات السادة الصالحين الاكابر هؤلاء ايظا لهم إسرارهم ولهم احوالهم وعندما ننظر في مجاهدات الصالحين نجد أنهم يرتفعون ويسمون حتى يتشرب هذه المعاني النورانية التي تفتح لهم بوابات الروح فيتذكرون وربما في الأمم الأخرى ايظا هنالك الكثير من المعطيات بحكم ان العلم رباني في كل أحواله وان كان الشيطان يُغير فيه نجد عند أفلاطون هذه الحقيقة وكذالك سقراط وارسطو هذه المدرسة
المشائية الافلاطونية المثالية فيها كلامٌ عن ان المعرفة تذكر والجهل نسيان وان العلم هو مودعٌ مكنون ٌمخزونٌ في الروح حتى علماء العقل يحتارون من بعض حالات البشر الذين يتكلمون لغات لايعرفونها او يدخلون في أحوال عجيبة و هؤلاء دائما ً تُفسر إما من جانب روحاني فاسد ان ذالك قوى الجن وغيرها او انها تُفسر من باب تناسخية الأرواح وغير ذلك وهذا كلهُ خاطئ
انما أحيانا كثيرة تكون الأمور من باب الروح دون الكلام عن مسائل آخرى وهذا ليس مجالها
العائق الأساسي هو الأول انك تنسى كثيرا ً وعليه كان الذكر هو ليس فقط ذكر الله سبحانه وتعالى الذكر التذكير ذكر أنما أنت مذكر التذكير أي انك تدعوه ُالى ان يتذكر شيئًا مما تعرف روحهُ فكل إنسان وكل مخلوق في روحه ِ مودع لا أله الا الله أو الله خالقه ما معناه انه آي مؤسسة أو مصنع عندما يصنع شيئًا هو يُصر على براءة اختراعه وعلى حقه ِ في ماصنع تجد داخل السيارة أو او غيرها ستجد ترقيما ً خاصًا تجد بصمة خاصة منطوية منظوية بخلاف مايظهر لأسرار هذه الصنعة عددها إلى غير ذالك وهذا نفسه ُ في الأنسان في كل كائن في كل مخلوق في كل ذرة في كل مجرة في داخلها بصمة ربانية تُبين ان الله هو الخالق وهذه الإنسان عندما يدخل أعماق نفسه ِ سواء كان كافرا او مؤمنا سيجد ان الله هو الخالق
ولذلك عندما يُصاب ُ بعض الناس ببلاء شديد في عاصفة في البحر او في غيرها او زلزال سيقول يارب يالله والملحد والزردشتي والبوذي والهندوسي وكل هؤلاء الذي يعتقد في الهة الذي يعبد الشمس الذي يعبد النار والذي يعبد البقر والحجر كلهم في تلك اللحظة عندما تزلزل إركانهم تنفتح بوابات فيهم وينطق الحق فيهم فيقولون يارب الله الواحد الاحد الفرد الصمد
فإذا تجاوزوا تلك المحنة يرجع كل الى ما كان عليه وهذا موجود ايات في القرآن الكريم إذا مس الانسان ضرٌ دعانا لجنبهِ فالانسان يدعوا الله سبحانه وتعالى او كما قال الله جل في علاه وهذه بدايةٌ لوجود حقائق وكوامن روحانية تُثبتُ ان الله خالق هذا الكون وهذا الأنسان
وعليه كيف نستطيع ان نستجلب شيئًا مما تعرفه ُهذه ِ الروح ويحتاج الى تصفية وتنقية وتزكية روحية وقلبية وعقلية وعمل وجهد كبير جدا في العبادات والأوراد والأذكار والأمور ليست سهلة ولكن يمكن ان نتدرج في هذه المعارف والمصافي حتى نصل الى الشرب من عين الذات أي ان فيك عينًا نبعًا ربانيًا مودعًا فيك من سر الله وهذا لو عرفتهُ عرفت الله سبحانه وتعالى إذا آراد ان يدلك عليه ِدلك عليك
أي دلك على ذاتك الأولى على سرك على نورك على الذي أودع فيك ففي ذالك المودع سرُ الذي أودع سبحانه وتعالى وهذا علمٌ لمن يذوقهُ وان يستطيع ان يسبر أغواره
العائق الثاني في معرفة الله هي النفس وأعتقد أنها الخصم الأعنف والأشد والنفس أنفس ليست نفسا ًواحدة ثمة نفسٌ ذاتية جبلية تولد مع الأنسان وثمة نفس أخرى امارة بالسوء مبرمجة وهذه تودع في الأنسان وتولد معه ولكن النفس الذاتية هي نفس بيضاء تتطور بالوقت والنفس الأمارة نفس سوداء مظلمة مبرمجة على الشر الكامل فيها جميع المساوئ الأخلاقية جميع الرغبات الفاسدة وفيها كل العيوب وكل الفسادات والرغبات وكل هذه الأشياء وفيها مجاميع التقاءات القوى الشيطانية وفيها أماكن الوسوسة والنزغ والطائف الشيطاني وغيرها من الأمور هذه كامن خطير جدا في الأنسان يكونُ موازيًا مقابلًا لنفسهِ اللوامة التي فيها الخير كلهُ وفيها اللوم والعتاب وفيها الترغيب والترهيب الترغيب في رضوان الله والترهيب من عذابه ِ وهي اذا غلبت على الآنسان ايظا نحل جسمه ُوظهر سقمه ُوصار باكيا ً ذاويا ً ذابلا ً وهذا عاشه ُبعض الصالحين الذين لم يتحملوا هذه القوة وكانوا يسمون بالملامتية
الذين يلومون أنفسهم بشكلٍ كبير والموازنة بينهما تكون عندما تغلب النفس اللوامة وتندمج مع النفس الذاتية وتتحولان معًا في انصهار شبه نووي نفسي نووي نفسي ذري نفسي في نواة النفس أعني بذلك
تتحول الى مطمئنة تطمئن وتسكن ولا تلوم بشكل يؤدي الى التلف والارهاق ولكنها مستقرة وهذا ليس بالعمل السهل واليسير هذا صعب جدا لانه النفس الأمارة كائن خطير للغاية صاحب قدرات قتالية عالية اذا جازت العبارة لانك تقطع لها رأسًا ينبتُ رأس ٌخر كأفعى هيذرا في الاساطير ذات الرؤوس السبعة فهذه هي النفس صعبة جدا في قتالها وفيها الكثير من الشر وفيها قوة أساسية وهي الظمأ وتحدثت الفلسفة البوذية عن مصطلح الظمأ او سموه ثريشنا بلغتهم أي أنها تظمأ دائمًا الى الشر وتُعيدُ البرمجة من جديد كلما سقط صاحبها تعطش من جديد كمن يُلقي بالماء في صحراء واسعة جافة كلما شرب هذا الذي تدمن نفسه ُالخمر على سبيل المثال وتستمرئه ُوتستعذبهُ كلما احس بتلك النشوة في ليلةٍ من ليالي حياتهِ في الغد يرجع الأمر وكأنه لم يذق من ذالك شيء يرجع ذالك الظمأ كلما قامر مقامرٌ بمالهِ او مضى احدٌ في أنواع الفاسدات المختلفة هذه النفس لا تشبع
بينما النفس النورانية اللوامة ثم المطمئنة هي قانعةٌ وهي بحالة سكون في حالة هدوء في حالة طمأنينة صحيح لاتشبع من أنوار الله واسراره لكن ليست في حالة ظمأ الفزع لذالك الظمأ المجنون ذالك الحال من الانجذاب السفلي إما النفس الامارة بالسوء فهي لايُمكن ان تقع الا في سيء أكثر من السيء الذي كان قبله لاتشبع أطلاقا ً
من المحال على هذا النوع من الأنفس ان يستقر بصاحبهِ او ان يتركه ُيستقر
من فتح جبهة الحرب مع هذه النفس ستحاربه بكل ما أوتيت من قوة لانها مسألة بقاء ومن الأسرار التي يُمكن ان نقولها لكم ان النفس التي تُبعث يوم القيامة مع الأنسان هي النفس الذاتية جاءت كل نفسٍ معها سائق ٌ وشهيد ذاتك أي النفس الذاتية
النفس الامارة بالسوء تُعدم بالموت والنفس اللوامة ايظا تنتهي بموت هذا الأنسان فأما ان تكون مطمئنة يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية
او ان تكون نفس خبيثة فاجرة فاسدة وهذا يعني ان النفس الذاتية ذابت فيها النفس الأمارة وتحول هذا الأنسان الى إنسان شيطاني أو شيطان بشري شياطين الجن والأنس وهكذا يردُ بنفسه ِماظلمونا ولكن أنفسهم يظلمون يردُ بهذه النفس أو يوردها إلى عذاباتٍ لا يُمكن تصورها ولذلك النفس الأمارة فرصتها هي الدنيا لن تذوق بعد الدنيا شيئًا سواءً اتحدت بالنفس الذاتية وصارت خبيثة أي أنتقلت من مستوى إلى مستوى فذابت نهائيًا وانتهت ذاتيتها المنفصلة وهكذا مضت إلى العذاب أو أنها أُبيدت وقتلت ونُزعت من هذا الأنسان وصارت نفسه مطمئنة ً أي انتزع الله منه النفس الأمارة هذه مع أستثناء الأنبياء وكُمل خلق الله هؤلاء لاتكون لديهم هذه النفس الامارة ولا يكون لديهم هذا القرين السفلي ولكن النفس الأمارة لدى عموم البشر مرتبطة بالقرين السفلي والنفس اللوامة مرتبطة بالقرين العلوي القرين النوراني الملائكي وهذا من بيان رسول الله ان هنالك قرناء لكل إنسان المهم انه هذا علم القرين سنفرد لكم فيه مبحثا ً ولكن هذه النفس الامارة قوية للغاية وشديدة البأس في حربها خاصةً إذا وجدت قلبًا هينًا واهناً ضعيفًا وجدت شخصية ضعيفة مهتزة فتسحبها وتجرها وتمرغها في الوحل ما استطاعت ومن خلفها شياطين يأزونها أزا يدعمونها بما أوتوا من قوة ٍ نزغ ووسواس والتزيين والتزييف والكذب والنفخ وغيرها لديها مثل البخور الفاسد الذي يحترق داخل الأنسان يتصاعد إلى اللسان في كلام الغضب والكلام الفاسد تتصاعد إلى النظر في كل نظرٍ فاسد الى الأذن في كل سمعٍ فاسد ولاتسمح له بأن يسمع الحق وهكذا والمقابل هو هذه النفس النورانية يخرج بخورها النوراني الطيب الزكي هدو الى الطيب من القول يقولون كلاما ً طيبًا وكذالك يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما يقولوا التي هي أحسن أذنهم واعيًا كما ذكر القرآن الكريم حتى يصلوا الى مستوى عال جدا وهو اتحاد النفس هذه الطيبة النفس المطمئنة مع الروح مع النورانية الروحانية مع انفتاح بوابات العقل الباطن وبوابات العقول والذواكر داخل الانسان لمجموعة كبيرة من الذواكر من الذاكرة اللدنية القديمة التي سجلت قصة ألستُ بربكم إلى الذاكرة الجينية التي تتصل بأدم وكل السلالات الأجداد الذين مر بهم كله مسجل في ذات الأنسان إلى الذاكرة الفردية التي تبدا مع تكون هذه النطفة في بطن ألأم الى الذاكرة المكتسبة الى الذاكرة القديمة التي تتواصل حتى سن الرابعة والذاكرة المكتسبة هذه تُفعل بشكلٍ مباشر في سن الثالثة والنصف او الرابعة وهكذ حتى انك الان تعيش بذاكرتك المكتسبة أساسًا لو انك تتصل بالذاكرة اللدنية والقديمة سوف تتكلم جميع اللغات وهكذ الناس الذين ينتقلون من هذه الدنيا يستعيدون تلك الذاكرة يتكلمون جميع اللغات يفهمون كل شيء يذكرون كل شيء وعندما تنتهي هذه الأنفس اللوامة الأمارة بالسوء يوم القيامة تجد ان الكفار يعترفون بذنوبهم وأنهم يتكلمون بهدوء وإنهم مسلمون ويقولون ربنا امنا ويُكلم بعضهم بعضاً ويعترفون بالحق حتى إبليس يقول ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم هذه من الأسرار التي نحدثكم بها وليست في الكتب هذه من كتاب القلب لم نأخذها من كتابٍ أخر
انما استنفحنا نورها وسرها من كتاب الله من الغوص في بحارهِ وهذا فضل الله سبحانه وتعالى ليس لدينا فضلْ في شيءٍ من ذالك وهذا ايظا بالتجربة والمواجهة لأننا نتكلم كمقاتلين ميدانين لهذه النفس ولهذه العوالم السفلية التي تسحبنا نحو الأسفل
نحن نُحاربهم وحاربناهم ومستمرون في حربهم نستعد لأمر ٍ عظيم نستبشر به خيرا ً ويحتاج منا ان تكون كل مؤسسات الذات خاضعة لحكم الروح وحكم القلب المنور وحكم العقل المنور وحكم النفس المطمئنة وهذا ليس بالامر السهل فالمشاغبات تستمر وهنالك جيوب وفلول لهذه الشرور النفسية يجب القضاء عليها نهائيًا حتى يبقى الأمر نورانيا ًساكنا ً ضمن حدود هذه الذاتية كل إنسان له حد في ذاته لتحمل الأنوار والأسرار ليس الجميع متساويًا في ذالك
المهم قاتل وحارب وجرب هذه الحرب لاتعش حياتك دون حربٍ الله سبحانه وتعالى ذكر انه قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها
الذي دساها سمح لشرها بإن ينتشر ويستشري والذي زكاها حارب شرها وأظهر خيرها وهذا ليس بالعمل السهل الله صحيح ان الله يُزكي من يشاء أي يأتيك الأذن الفرمان الرباني ولكن هنالك عمل ستقوم به أنت ستكون مُراداً لأن الله ارادك ان تتوب وارادك ان تكون عبدا من عبادهِ الصالحين سراط الذين أنعمت عليهم وهداك إلى ذالك وستكون مُريدا ايظا لأن عليك ان تُزكي نفسك وعليك ان تعمل وان تسهر وعليك ان تعكف على محاربة هذا الشيطان
ان الشيطان لكم عدو فأتخذوهُ عدوا ولا يعني فقط شيطان إبليس وذرية إبليس ومن كان معهم من مردة الجن وفسقة البشر أنما شيطانك الذاتي هو الأخطر شيطان نفسك هذا يجب ان تتخذهُ اتخذ الله إبراهيم خليلا تتخذ أي تأخذ بقوة يايحيى خذ الكتاب بقوة وتتخذ هذه النفس الأمارة عدوًا بشكل واضح وأعلان حرب حقيقي وليس من باب أعلنت الحرب الوهمية انت ستحارب هذه النفس فتقصفها بمدافع الأنوار وترجمها براجمات الأذكار وتقف في أبواب الاستغفار المستغفرين في الاسحار وتطلبُ حربها والنصر عليها آناء الليل وأطراف النهار وتُكثرُ من الصلاة على نبيك المختار وتُكثرُ من ذكر ربك الواحد الفرد الصمد القهار وتُضيفُ الى ذالك محبة ال البيت هم سر الأسرار ونور الأنوار ومشكاتها وحقيقة ذاتها تُضيف إلى محبة الأنبياء محبة الملائكة محبة الصحابة محبة الصالحين محبة الخلق اجمعين الطيبين وتُقاتل كمقاتل ساموراي رباني تُمسك سيف قلبك تُشهرهُ لاتردهُ إلى غمدهِ ابدأ تسجد طالبًا من الله المدد وستعلم أي حربٍ دخلت هي حرب عنيفة جدا ستُحاربك في رؤاك في أحلامك ستُحاربك في حياتك تبحث فيك عن لحظة ضعف لحظة غضب شديد جدًا تقول فيها أسوأ مايُقال أنفجار الغام داخلية تبحث عن لحظة ضعفٍ لحظة وهن لحظة رجوع الى الذاكرة الماضوية أخطائك تجرك بها ويقول لك شيطانك انت لن تكون رجلًا من رجال الله لإنك فعلت كذا وكذا وكذا وكأنه هو الذي يغفر وليس الله الذي يغفر
الله سبحانه وتعالى يغفر لمن يشاء والاصر أي الذنب الذي لا يُمحى انت لست في هذا المقام ان شاء الله انت يمكن إن يجعل ُالله كل سيئاتك حسنات يُبدلك ذالك كما وعد والطريق الى الله مفتوح فهذا الطريق رغم صعوبته رغم العائقين الأساسين نسيانك لما تعرف روحك وكذالك وجود جيش شيطاني أنت تجهله ُ ولا تعتقد إنك إذا صليت ركعتين إذا صمت قليلًا إذا قرأت بعض القرآن إنك انتصرت على هذه النفس هذا المارد خطير جدا جدا جدا
يجب ان تدعم نفسك بإن تكون مع الصادقين بإن تزور الصالحين بإن تجلس في الأماكن الإيجابية مع أصحاب الطاقات الإيجابية تجنب المشاهد المؤذية وأقول لك بكل صراحة العالم كله ألان هذا الكوكب مبرمج شيطانيًا بأمر الله سبحانه وتعالى وبإذنه ولكن ألان في أخر أيام الشيطنة اخر أيام إبليس نفسه قبل ان يظهر الوعد الحق وعد الآخرة في السنوات القادمة سوف يقصف الشيطان هذا العالم معنويًا وبنيويًا بما أوتيَّ من قوة المشهدية التي تراها في الاعلام من فساد يبلغ حد السخف من أُناسٍ وكأنهم مخدرون منومون فاقدوا عقول ماستشعر به أحيانا من كآبة في صدرك أو من نوازع شر من وساوس قهرية شيطانية هذا كلهُ شيء من القصف الحرب حولك حقيقية والحرب في داخلك حقيقية ومن لم يشعر بذالك فأن المشلول لايشعر بوخز الابرة ولا بكي الجمرة
هذا يعني ان الشخص مشلول إذا كان لايشعر بشيء لايشعر بهذه الحرب امافيه شلل أو في عمى او انهُ تم مسخهُ كغيرهِ وصار يستعذب الباطل ويجد الحق مراً فالإنسان يميل لما يكون متلائمًا معه
قانون الملائمة اشتغلت عليه كثيرأ في موسوعة البرهان في غيرها ضمن المبحث الطبي وضمن المبحث الفقهي وضمن مباحث كثيرة هو قانون خطير للغاية الملائمة كلا يتلائم مع كل الطيبون للطيبات مثلًا في القرآن الكريم الملائمة أن الإنسان التي تتطغى عليه الطاقات السفلية لا يستعذب الا ماهو سفلي إذا اتيت للذي في داخله قوة الحرام قوة النفس الشيطانية بماءٍ حلال عذب سيجده مراً وإذا جئته بماءٍ فاسد ٍ بماء مسروق سيجده ُ عذبًا نفس الشيء إذا أكل طعامًا حلالًا لن يجدهُ عذبًا وسيستعذبُ الطعام الذي تم السطو عليه وهكذا تجد الذين أصيبوا بظمأ هذه الأنفس السفلية مهما كسبوا من مال يريدون مزيدًا منه وهم سوف يموتون ويتركونه ولن يُنفقوا منه شيئًا
مهما فعل من شر مهما اخذ من جاه مهما افسد سيجد نفسه ُظمأناً لإن يستمر في ذالك ولولا قوة الظمأ التي سُلطت على إبليس لكان إبليس قد تاب منذ اليوم الأول كيف وهو الذي رأى عذاب الله وهو الذي يعرف الله حق المعرفة يستمر إلى الان في حربهِ ضد خالقهِ أليس هذا من العمى!!ولكن الله سبحانه وتعالى يُبرمج يُملي ويستطيع جل في علاه ان يتحكم في هذه الكائنات وان يمنعها من التوبة ويمنعها من مجرد لحظة نظر
فالذين تراهم اليوم في المشهد الإعلامي خاصةً أعني بعض المشاهد الاعلام وفي بعض الأفلام والسينما والمسلسلات والمواقع وغيره ممن أصيبوا بلوثات العنف والقتل والدم أو لوثات الأجرام او لوثات التعهير ونشر الفسادات هؤلاء مصابون بهذه اللوثات وانت لست معنيًا بهم سيأتيهم من أمر الله من يبعثه الله بالقوة المطلقة الكاملة وياتيه من كل شيء سببًا يجمع فيه بين قوى ذي القرنين وعلم الخضر وسر الدم المحمدي وهذا قادمٌ بقوةٍ لايستطيعون التحكم فيها ولا يستطيعون فهمهما ولن يستطيعوا مواجهتها سواءً في قوة في ذاته ِلانهُ في ذاتهِ قويْ جدًا أو قوة ما أعطاه الله من أسلحة ويراها البشر ويُصورها ولايفهم ولايفقهون من أمرها شيئًا هذا باب نتركه الى وقته ِ ولكني أقول لك بكل بساطة إذًا أردت ان تكون رجلًا من رجال الله إذا أردت ِ ان تكوني وليةً لله سبحانه وتعالى فالطريق الى الله مفتوح وكما قلت مرةً من نفحةٍ وردتني بين سيدي حمزة وبين روضة جدي وسيدي ومولاي رسول الله في المدينة المباركة
باب القبول مفتوح لمن عرف كيف يدخل فالباب مفتوح والذنب ان شاء الله ممسوح والدخول مسموح العدو مطروح وكل ذالك بسر خالق الملائكة والروح الحي القيوم القدوس السبوح سبحانه وتعالى الذي هدى إليه أنبياءه ُ وهدى اليه أولياءه واصفياءه فالله جل في علاه وجلت قدرته يفتح لنا ولكم من أبواب الخير وأبواب الصلاح ويُعيننا على هذه الحرب التي نُعلنها امامهُ على كل بذرة شر فينا على كل نبتة ٍ فاسدة في حدائق أنفسنا على كل أفعى سامة تنفثُ سمها في اعماقنا على كل ما استجلب لنا الذنوب من قبل على كل أخطائنا وخطايانا على كل مساوئنا على كل عيوبنا على كل مسيرة حياة فيها الكثير من السوء والكثير من الذنب والكثير من العيب والجهل والكثير من الخبط والمس والدس الشيطاني على كثير من الجهل بالله على الكثير من التفريط والتفويت في جنب الله سبحانه وتعالى على كثير من مماضيعنا من السجود الطيب ومما ضيعنا من حقيقة الصيام والقيام على كثير مما ضيعنا وفرطنا في جنب الرحمن سبحانه وتعالى على كثير مما يسؤونا ان يكون في سجلنا فيطلع عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله ولكننا ننتشق سيوف القلوب ونقف عند باب ربنا سبحانه وتعالى كي نتوب ونسأله محو الذنوب ونأتي اليه من طريق نبيهِ المحبوب الحبيب المرغوب الموهوب ونستعيذ بالله سبحانه وتعالى من كل سالبٍ ومن كل مسلوب ومن كل حاجب ومن كل محجوب نُريد ان نكون مع ُالله في الله لله في سبيل الله وهذا عليه نعيش أنفاسنا نفسًا نفسًا حتى نلقى ربنا سوف نقاتل هذه النفس وسوف نقاتل هذه المعاني السفلية وسوف نقاتل بالأنوار والأسرار والأذكار وبالمعنى والمعاني والاعتبار بكثيرٍ من النثر ومن الأشعار بكثير من العلم والادكار او الذكر هل من مدكر بكثير من ذالك المعاني السيئة التي من حولنا لانملك نحن قوة ذي القرنين حتى نُصلح العالم او نصححه ولكن نملك ان نُصلح أنفسنا إذا صححنا وأصلحنا أنفسنا واستعددنا واستمددنا فاننا أن شاء الله سنكون في نظرةٍ من الله هي نظرة واحدة تُغير الأحوال وتُغير الاقوال وتُغير الأفعال وتمحو ماكان مما صنع الشيطان وعاث وجال وتمحو ماكان مما في أعناقنا وفي أعماقنا ونكون بعون الله من الرجال رجال الله جل في علاه ورجال الله تشمل الرجال والنساء طبعًا رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه وعلى ذالك نلقى ربنا للأنفاس الأخيرة ونقف كما وقف سيدي عبد القادر الجيلاني في لحظة وفاته ِ انا لا أخاف من الموت انا لا أخاف من ملك الموت ان لا أخاف من أي شيء هذه الشجاعة يؤتاها أهل الله ويؤتاها الصالحون الذين يعلمون انهم ماضون إلى ربٍ كريم إلى حياة ٍ خير من حياتهم إلى وجود خير من هذا الوجود وهذه الشجاعة القلبية تمنحك اليقين تمنحك التسليم تمنحك الإرادة حتى تصقُلَ من ذات نفسك فأن السيف حديدٌ معذب السيف حديد كان سماويًا سقط في الأرض وأنزله الله بأمره ِ بقوة وبأس شديد ثم بعد زمنٍ تغير شكلهُ وعلاهُ الصدأ وجاءتهُ النفس الامارة وجاءته الشياطين وقد تدوسهُ الأرجل ولكن يومًا ما تأتيه يد القدرة تُلقيه في تنور في نار من الألم والمجاهدة والمكابدة والمعاناة وسيحتار ويظن ان ذالك الصدأ جزءٌ من جسمهِ وكذالك الشكل شكلهُ وينسى حياته ُالاولى الفوق الكونية ولكن تلك اليد بمطرقة وسندان تضربهُ مرةً بالجلال مرةً بالجمال مرةً بالكمال مرةً بالغيبه مرةً بالحضور مرةً بالجذبة مرةً بالحال هكذا هكذا هكذا حتى يستوي سيفًا من سيوف الله يُشهرهُ الله بأمرٍ ارادهُ بيدٍ من اياديه جل في علاه ولذالك موعد قريب كما ذكرت لكم فالسيف كما قلت مرةً حديدٌ معذب وإذا اشهرت سيفك وأردت ان تُعيدهُ غمدهُ الوحيد هو صدرك اذا أعلنت هذه الحرب على نفسك وعلى شياطينها انشغل بذالك ودع الناس ودع الالتباس ولا تلتفت فالملتفت مخذول
لم يلتفت سيدنا لوط لا اُمر بعدم الالتفات توكل على الله سبحانه وتعالى ايقن به أرجو من الله سبحانه وتعالى ان يُعطيك القوة وان يُعطيك الصحة والعزيمة حتى تكون مع الذين صدقوا والذين أصلحهم الله وكانوا من الصالحين وهذا باب فيه يتنافس المتنافسون فنافس قد ماتستطيع وحاول قدر ماتستطيع وليكن معك من محبة لله ورسوله وال بيته واصحابه والصالحين عونٌ في ذالك وسيجعل الله معك من ملائكته ومن أنوار عزتهِ مايسمو بك ومن سمع هذا المقال فليعلم ان الله أسعدهُ بسماعهِ وان كان من يسمعهُ قليل فكما ذكرتُ يحتاج هذا الزلال الى أبناء حلال يسمعونهُ ويشربونه اما أبناء الحرام وبناته ُ لهم مشربهم ولهم غديرهم الآسن المتعفن الذي يبدوا براقًا لذيذًا من خُدع الشيطان لهم ونحن لا ناتي الأمور بإعداد البشر بل بإمداد رب البشر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ُ