التفكير الإيجابي رحلة عمر مختزلة

محاضرة المفكر مازن الشريف : التفكير الإيجابي رحلة عمر مختزلة.

19 نوفمبر، 2020
متابعين الكرام، تحياتي إليكم، السلام عليكم، أهلا بكم بموعد جديد وإن كنا أخلفنا لأسبوعين لظروف تتعلق ببعض العمل و بعض الإعلام، اليوم سنتكلم عن موضوع مهم جدا فاعتقادي وهو تكملة لما كنا تكمنا عنه في الأيام القليلة الماضية نحن كما تعلمون تكلمنا عن التفكير و عن مناطق فلسفية مناطق تتعلق بالوعي و بالإدراك و اليوم نتكلم عن التفكير الإيجابي يجب أن نعترف أولا أننا اليوم في فترة فيها الكثير من السلبيات في حقبة من حقب التاريخ البشري فيها الكثير من الطاقات السلبية و من الأفكار السلبية ، من الموجات السلبية من قوة الجذب إلى الوراء، الأزمات العالمية كما هو معروف أزمات كبيرة وكثيرة، أزمة كورونا وما سببته من حالة خوف من الموت و خوف على النفس و على الأهل، انهيارات اقتصادية حالات عزلة حالات قطيعة مع الآخر كل ما يأدي إلى تلك الطاقة التجاذبية  بين الناس أيضا تم ضربه عن طريق هذا الوباء الذي أكرر و أعيد أنه وباءٌ مفتعلٌ مبرمجٌ مدروسٌ مدسوسٌ بعنايةٍ و تم التخطيط له طويلا وأيضا حتى في عالمنا العربي، الذي يعيش في العالم العربي يرى هذه الفوضى هذا الانهيار المتتابع لدول والأنظمة و الاقتصادات و المؤسسات الذي يعيش في هذه البلاد الجميلة الخضراء أيضا يشعر بالكثير من الألم والوجع والطاقة السلبية. 

في هذه الأطر جميعا كيف نفكر إيجابيا، الملاحظ أولا لدارس التاريخ، أن التاريخ لم يخلوا يوما من حروب ومعارك وأزمات ومصائب وحتى إن هدأت الأمور قليلا ترجع من جديد، هذا إذا أردنا أن نُنظر له اجتماعيًا فإن المجتمعات قامت على التصارع والتناحر إذا أردنا أن نتكلم عنه استراتيجيا، تقوم استراتيجيات الوجود البشري على أن هذا الجانب الذي يغلب عليه أن يحافظ على غلبته بقمع الذي يخشى أنه سيغلب أو سيسترد الحكم و أن كل دولة عليها متآمرون يريدون إسقاطها كل مدينة وهكذا تباعا عندما نقرأ تاريخ الصين على سبيل المثال فترة صراع الممالك بعد ذلك كيف تحولت إلى إمبراطوريات و كل إمبراطورية تقضي عليها ما بعدها حتى إمبراطورية تشين هذه  الأخيرة والتي سقطت بالثورة الشيوعية التي نجحت بعد أن فشلت بداية في الأربعينات، المهم أن هذا جزء من التاريخ البشري، التاريخ العربي معروف ما فيه و معروف ما جد فيه، تاريخ الدول الغربية أيضا الحقب السوداء التي مرت بها والتناحر و الحروب ثم الحروب الصليبية تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية و ما كان قبله من تاريخ القبائل و الشعوب التي تعيش فيها ثم حرب الإبادة، إذن التاريخ يكون حتى في الفترات القريبة المعاصرة و الحديثة فيه أزمات كبرى حروب عالمية أزمات اقتصادية لعل المختلف هو سرعة وصول المعلومة أنك تعيش على وتيرة تصاعدية لكل ما يجري من حولك في العالم فلم تعد كل أمة تحمل همها فقط ولا تعلم بغيره إلا بعد فترة عند وصول الأخبار و لكن ينغمس فيه بنفس المستوى، صرت اليوم كإنسان عالمي تعيش أزمات العالم كل أزمة تحدث في أي مكان ما يجري للمسلمين الروهينجا في بورما يمَسك مباشرة ما يجري في نيوزلندا من عمليات إرهابية يمُسك مباشرة ما يتهدد الجالية المسلمة في الخارج يمُسك مباشرة، أي كان دينك و حتى الذي لا يؤمن بأي دين و هو في الحقيقة يشعر بهذه الأزمة ويشعر بوجود هذه الطاقات السلبية الساحبة للخلف، الإنسان ككل في جميع وجودته المختلفة في هذا العالم يشعر بهذه الأزمة، الذين لا يشعرون بها المستثمرون في الأزمات صناع الحروب  تكثر ثروتهم كلما قامت حرب و لذلك يكنون في حالة سعادة وهذا أزمته باطنية و ليست ظاهرية فهو في كل انتصار يحققه يمضي قدما نحو نهايته وانهياره و دماره و عاقبته التي سوف يجني فيها ما فعله سواءً في هذه الدنيا أو في الآخرة إن كان الإنسان يؤمن بها، و أنا أؤمن بها و أعتقد أن معظم البشرية على اختلاف دياناتها تؤمن بوجود ما بعد هذا الوجود، الطاقة الإيجابية و التفكير الإيجابي هما وسيلتان و سلاحان مهمان جدا لتجاوز مراحل الأزمات، أولا الأزمات الذاتية الإنسان مع نفسه في حرب دائمة مستمرة عقلك الباطن يمارس عليك ألاعبه وعيك و إدراكك و من خلفهما اللاوعي و لا إدراك يمارسان أيضا  لعبة تلوى لعبة، النفس و ما فيها من مؤسسات كبيرة تتعلق بالرغبات و الشهوات و مزيد من التعبئة  من الماديات لديها أيضا خططها ولديها سبلها أمارة بالسوء فعالةٌ أي مبالغة في الفعل و السوء أيضا أنواع كثيرة هذا العامل نفسي العميق الكبير الخطير يقوم بحربه عليك إذا كنت سريع الغضب ستجد أن النفس وأن هذا العالم النفسي يعمل على شحن تلك الطاقة السلبية و على إعادة تعمير المدافع كل مرة حتى تجد فرصة فينفجر الغضب فيك مجددا و نفس الشيء إذا كان لديك كأبة  إذا كان لديك جراح ماضوية هذه الجراح تعمل النفس السلبية على تعميقها كل يوم تسحبك نحو الماضي لا تريدك أن تغادر ذلك الجرح لا تريدك أن تشفى من تلك الألآم، السحب نحو الخلف أيضا مشكلة، مشكلتك في الواقع في الراهن في الذي تعيشه أنت تشك ربما في قدرتك على تجاوز هذا الوقع و تراه واقعا مؤلما  ترى أنك مظلوم في أمور كثيرة ليس كلنا يُظلم  في جانب أو في آخر والحياة ليست منصفة دائما، المستقبل كذلك يمثل هاجسا كبيرا إن كنت صاحب أسرة أو ليس لديك أسرة تفكر في مستقبلك الشخصي في مستقبل  أحبائك  ترى أن العالم يمضي إلى ما لا تحمد عقباه إذا لم تكن مؤمن بالخالق ستزداد أزمتك عمقًا لذلك موقفي من الإلحاد هو في النهاية أيضا موقف رحمة بالإنسان، الإنسان الذي لا يشعر بوجود خالق سيشعر أنه غريب وأنه وحيد وأنه معزول وهذه غاية نشر هذا السُخف و هذا الفكر الذي يتلبس بالعلم تلبسًا و يتزين به و لكن في الحقيقة هو باطل في باطل في باطل هذا موضوع آخر يطول فيه الشرح وكنا فصلنا فيه و سنفصل أيضا لأن تكرار هذه المسائل مهم جدا فهو أمر متكرر يحارب البشرية بين المتطرفين بأنواعهم المختلفة سواءً ساجن للدين أو الذين ينزعون من الناس  كل روحانية وكل روح و كل معنى و كل قيمة و كل نبض إيمان، إذًا أنت تواجه الحرب النفسية الداخلية حرب الوعي و خدع الوهم، و الوهم قوة كبرى، حربك مع الماضي و الجراح والألآم و الأخطاء، أيضا أنت إنسان خطاء وكثير ما سترتكب أخطاء و حماقات و كثير ما يسقط الإنسان في الفخاخ و كثيرة هي الألغام الموجودة في طريق الإنسان الذي يمشي نحو غَده مجرورا أحيانا بقوة الزمن وأحيانا يمشي بإرادته و أن يقوم بفعل ضمن فعل الطيار الزمني كالذي يريد أن يتحرك داخل طيار نهر و آخر مسجون في سجن معين ملقى في برميل من الطاقات و أحداث و يلف داخله دون أن يقدر على فعل شيء في الحقيقة حتى يصل إلى حافة ذلك النهر إلى النهاية الحتمية لكل إنسان و كل كائن حي و يبقى أن أيضا تواجه الواقع بأزماته بتشابكاته و يضاف إلى ألامك الذاتية ما يشع إشعاعات أو شُعاعات الواقع العالمي، أن نقول إشعاعات أفضل، إشعاعات هي إشعاعات تصلك وهذه الإشعاعات فيها طاقات سلبية جدا ترى هذه المآسي إذا كنت تتابع الأخبار بشكل مستمر سوف تشعر أن أعصابك تحترق تدريجيا إذا كنت تدخن السجائر هذا أيضا سوف يضيف إليك عبئا آخر إذا كنت لا تمارس الرياضة سيضيف اليك عبئا أكبر و هكذا و هكذا إذا كنت لا تمارس التأمل لا تمارس فنون الطاقة إذا كنت ليس لديك عبادة لا تصلي على سبيل المثال لأنه الصلاة أنا أتكلم عنها من جانب طاقي من جانب إيجابي هي فيها طاقة إيجابية فيها دعوة نحو الأفضل و التمسك بالأكمل و الأمثل، المهم أنت تواجه أيضا أزمة واقعية تواجه كذلك هذه الإشكاليات المستقبلية التي ترى من خلالها أن المستقبل صعب و أن المستقبل يحمل تحديات أنك قد تفشل أنك قد تبقى في الحفرة التي سجنت فيها أو النقطة التي سجنت فيها أو حتى القمة التي سجنت فيها أي كان الموقع الذي أنت إذا كنت في القمة تخشى أن تسقط من تلك القمة إذا كنت في سفح الجبل تخشى أن تبقى فيه إذا كنت داخل بئر تخشى أن تبقى في البئر وأن ينهار البئر فوقك هكذا الإنسان يعيش في جميع المقامات أي كان الموضع الذي أنت فيه من تحت الأرض إلى فوقها إلى قمة عليا فأنت إذا كانت لك هذه الطاقات ستشعر بالخشية و الخوف كيف تحافظ على مركزك الاجتماعي من أين تأتي بالمال كيف تأتي بعمل وأنت طبعا محاصر بهذا الواقع و قد لا يكون لك ذنب كبير فيه بحكم أنك قد تقع ضحية دولة فاشلة ضحية سياسات فاشلة ضحية ألاعيب دولية حتى أيضا لا نبيع الوهم أحيانا بعض الذين يتكلمون في التنمية البشرية و طاقة الحيوية يبيعون الوهم يأتون بشاب محطم يعيش في دولة فيها تناحر فيها حرب و يقول أغمض عنيك و أنت لديك الحل و يقدمون للبعض دورات تحولهم بسرعة خارقة إلى مفكرين و إلى خبراء وإلى معالجين وهذا من سبيل المثل، مثل كائنات برية تقوم بدورة لكائنات برية أخرى حتى لا أسمي و لا أوصف في فنون الطياران و هي كائنات لا تطير و يأخذ هذا الكائن البري الشهادة من الطيران من كائن آخر لا يطير و يمضي بها و يقول أنا الآن صرت من النسور و الكواسر هذا من الوهم و لكن نعم لإيقاظ شعلات الأمل في الناس نعم لإعطائهم جرعات أمل و لكن دون إفراط و دون إيهام و الواقع يختلف من دولة إلى دولة من مكان إلى مكان واقع شاذ في دارفور على سبيل المثال و عند ذهبت و زرت الروهينجا في مخيمات اللاجئين في كوكس بازار في بنغلادش و كمختلف لا يمكن أن أتكلم حينها على ما يمكن أن نقوله لشاب يعيش في دولة أوروبية في سويسرا على سبيل المثال أو في دولة عربية ثرية وغير ذلك هذا يجب أن يفهم هنالك نوعية من دماء من يلائم نظرية الملائمة الذي ركزت عليها كثيرا في مبحثي الطبي ضمن موسوعة البرهان و الملائمة علم كبير جدًا له علقات بالمنطق و بالفكر و بالدين و بفقه الواقع و غيره و غيرها من الأمور و كأني الآن سجنت نفسي أيضا أي وضعت لك أزمات كثيرة و لم أحدثك عن حلٍ و هذا استغرق تقريبا نصف وقتي هذا الدرس.

لنبدأ، أولا  أنا كتبت قصة الكرسي، رجل معلق في كرسي مقيد فيه بسلاسل على حافة جبل شاهق، أول ما استيقظ أراد أن يمزق السلاسل وخاف، وقع على الخلف ثم أعطاه الكاتب حياة أخرى نهض مجددا وجد نفسه مقيد بالأسلاك أراد تمزيقها مزقت شرايينه انتهت حياته نهض مجددا و كانت كلها نوع من التمرين المتعلق بنوع بما يسمى شارينغان إذا أردنا أن نستعير هذا اللفظ من فنون النينجا وهو نوع من التنويم العميق الذي مارسه المعلمٌ تخيلته لأحد تلاميذه و لو كنت عشت هذا الموقف بحقيقته وأنا عبرت عنه رمزيا و لكن في الحقيقة الإنسان يعيشه تقيدك الظروف المهم أن هذا الشاب أو هذا التلميذ فكر و قال فكرِ حرٌ  لا ينساب بحرية أنا لست مقيدا أستطيع أن أركز طاقتي أستجمعها وأنجوا من هذا الكرسي الغضب هذا نفس المسألة بداية عليك أن تحدد عوالم القوة التي تمتلكها، أنت كل يوم إذا كنت في الطاقة السلبية ستسلب من قدراتك كان لديك لياقة بدنية تضيعها بالأيام تدمن على السجائر تقديم الشباب على الخمور على المخدرات على الأفكار الهدامة و العلم كل ما شد لذ كما قلت في كتابي إشراقات، كل شيء شاذ وفيه خروج عن المألوف يلذ للإنسان النفس الأمارة يلذ هذه الطاقة السلبية و عليه كلما مضى الإنسان في العنف كلما مضى في الطاقات السلبية في كره الآخرين في الحقد عليهم في حسدهم سيشعر براحة و هي الراحة التي توفرها المخدرات و السجائر ويوفرها أيضا عندما  إنسان يضرب إنسان بعنف شديد جدا، تلك الراحة الشيطانية الراحة الظلموية الراحة التي تعني تشبع النفس الفاسدة بتلك الطاقات هي راحة وهمية تمام تعقبها خسارة كبرى و عليه فإن الأمر إما يكون داخلي أي الإنسان يمعن في إيذاء نفسه و يمعن في الإحساس بالذنب و الإحساس بالخطأ و الإحساس بالفشل أو يحاول يمعن في  أذية الآخرين و في الحالتين إذا كان الإنسان مصاب بهذا الداء سيستمر معه حتى يتحول بعد ذلك إلى مسؤول كبير و غادر السجن و غادر البلاء سيضل ناقما و سوف يخرب بلاده ويخرب داره و يكون مثله كمثل بني إسرائيل نجاهم الله من فرعون فجر لهم البحر، فجر لهم الصخر، نطق فوقهم الجبل ثم قالوا نريد  البصل و الثوم العقول البصلية التي لا تفقه إلا في التراب و في حواسها فقط، وعليه إبدء بنفسك بمعرفة ما تبقى لديك من جيوش الخير و الإيجابية هذا كلام واقعي لا أقول لك أغمض عينيك و قم بدورة تكوينية لمدة أربعة أيام ستكون طائرا لا أقول لك ذلك أنت كائن بري و أعلم المجال الذي أنت فيه لأنه أقوى كائن بحري الحوت الأزرق الكبير إذا غادر إلى البر تأكله النمل، يأكله النمل الأبيض الصغير أقوى كائن بري الناموس على سبيل المثال إن بقي الفيل أي كان هذا الكائن يقتله أصغر سمك إذا غادر البر إلى البحر لذلك يجب أن تجد موضعك الحقيقي أن تدرس البيئة التي أنت فيها ما الذي بقيه لديك من نقاط القوة من مواهبك من إمكانيتك ثانيا ما الذي يمكنك أن تصلحه من جسمك و نفسك و قلبك و عقلك و روحك هذه مبادئ  مدرسة التايبينغ تشو في فنون الدفاع و هي تقوم على درب جسمك هذب نفسك طهر قلبك أسقل عقلك حرر روحك و قِوامها علم الحركة و الجماليات و الروحانيات لعلي أخصص لها أيضا كذلك درسا في صفحة التايبينغ على الفاسبوك إنشاء الله قريبا سأرجع و سأظهر أخيرا ما الذي تمكنت من  صناعته بعد أكثر من ثلاثين عاما من التدريب و البحث و الكتابة والصحف، ابحث إذًا عن ذاتك في ذاتك ابحث عن وعيك داخل وعيك قد تتحول الحياة كلها إلى سَنِدان طويل إلى وهم طويل ابحث عن لحظه اليقظة ابحث جيدا في أعماقك عن شُعلات الأمل ركز على جيوش الخير الذي فيك، طباعك الحميدة أمورك جيدة نقاط القوة التي بقيت لديك بعدها ابحث عن القدرات التي فقدتها و تستطيع أن تستردها عقلك لم يطالع منذ سنتين قلبك لم تغمره المحبة منذ فترة و ران عليه شيء من الغبش ومن السواد من الغبار من الدخان، أنفظ ذلك الغبار عنك كما قلت مرة الذين يُلمعون أحذيتهم كل يوم و لا يُلمعون قلوبهم و لو مرة في السنة عليك أن تُلمع قلبك جيدا حتى تنعكس عليه أَشعات الأمل و شُعاعات  و هنا نأتي إلى الشعاعات، وشُعاعات الخير والإيجابية لا إشعاعات الشر و السلبية بعد ذلك عندما تتمكن من فهم هذه المسائل و أنصحك بتداعي حر للأفكار، أكتب أمسك ورقة و أكتب عن نفسك أكتب عنك و دَع أفكارك تنهمر أكتب الإيجابي و السلبي و ما يؤلمك و ما يوجعك بعد هذا أُدرس جيدا ماضيك و مسيرتك  ما هي نقاط القوة ما هي نقاط الضعف أين أخطأت أين نجحت و سامح نفسك، مصطلح بسيط جدا لكن صعب جدا في حياتك أنت لست كاملا الله أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نفقه شيء وأنزلنا إلى هذه الأرض بعضنا ببعض عدو، مرة أنت عدو لنفسك مرة  عدو لأقربيك مرة عدو لأحبابك مرة أحبابك أعداء لك ومرة أعداء آخرون يكرهونك وهكذا تعادي مرة بحسن نية مرة دون أن تقصد مرة بالجهل تخطئ تأذي نفسك تأذي الآخرين ترتكب حماقات هفوات تسقط مرارا في آبار الدنيا تنفجر ألغام الأحزان والأوجاع هكذا، تفقد أحبابا تفقد آخرين بالموت أو تفقدهم بالفراق و غير ذلك من جراحات الدنيا يجب أن توقف نزيف تلك الجراح، الجراح العميقة التي في لا وعيك قد تستمر إلى طول حياتك يجب أن تقف موقفا و تقول فيه أنا اقترفت هذه الأشياء جهلا أو عنادا أو متعمدا و لكني سأتوقف الآن و أقفُ عن هذا النزيف ما أستطيع إصلاحه  أو الاعتذار عنه سأفعله، الأشخاص الذين أستطيع أعتذار منهم سأفعل ما لا أستطيعه هذا أتركه إن كنت مؤمنا ستقول أتركه للاه سبحانه و تعالى و إن كنت غير مؤمن ستجد صعوبة أكبر و لكن أيضا حاول أن، أعتقد و أوقن أن حتى الذين لا يؤمنون يضنون أنهم لا يؤمنون و في الحقيقة هم مؤمنون و لكن ربما الصور المشوهة للدين و أزماتهم الذاتية حالت بينهم و بين الإيمان فلو أنهم تمتعوا بنقاء القلب سيرجعون إلى تلك الفِترة ونحن  ننوب عن الجنة لذلك نريد أن يكون كل الطيبين فيها هذا معنى مهم جدا في مسامحة الذات في مصالحتها في الوقوف على أخطائها وليس الوقت متأخر دائما لم يتأخر الوقت لتتوقف عن الخطأ و ترجع إلى الصواب مهما طال زمن الخطأ فهولا يتحول إلى سراب أبدًا لو عاش فرعون بكفره مليار مليون سنة ضوئية فهو لن يتحول إلى موسى و لو عاش موسى يومين فقط و لو توفى في التابوت سيبقى هو النبي موسى عليه السلام نفس الأمر مهما يكون فرعون نفسك مهما يطول أمده لن يتحول أبدا إلى موسى قلبك، عليك أن تنصر موسى قلبك على فرعون نفسك إن جازت هذه العبارة قلتها مرة محاضرة عليك أن توقف الخطأ و الظلم الذي مارسته والذي قد تمارسه دون أن تشعر و أترك وهم أنا مسحور أنا محسود، الحياة كلها سلبية، الذين قرأوا ماذا فعلوا الذين عندهم مال ماذا فعلوا أو أنا أفضل الناس أنا أعلم كل شيء أنا أمتلك كل شيء اترك هذه الأوهام أنت عبد بسيط أنت ضئيل أنت حجمك صغير مقارنة بالجبال ناهيك عن الكواكب أنت حياتك لحظات مقارنة  بحياة نجمٍ من نجوم هذا العالم أنت هذا الإنسان الضئيل و لكنك عظيم بسرك و ما تحتويه عظيم بتواضعك، عظيم بخدمتك للآخرين عظيم إن كنت ابنا بارا  أو والد جيدًا عظيمةٌ إن كنت زوجة صالحة، أخت طيبة أُماً هذا أيضا أنا سميتها الأمومة نبوة النساء فيك كون كبير و ستكون أعظم كلما وضعت جبينك على التراب و سجدت لمن خلقك من تراب هكذا ستكون أكثر عظمة كلما اعترفت بضعفك وكلما رفعت مقام من فاقوك مقاما ممن اختار الله من رفعه على مقامك أو كلما تواضعت أيضا لمن هم دون مقامك و كلما تواصلت إيجابيا مع الذين هم في مقامك، إذًا إبدأ بنفسك صحح من ذاتك حاول أن تخرج من الأوهام من التبريرات نعم نخطأ و أنا قلت مرة في قصيدة:

كن أنت فقط لا تكن غيرك                  يوما فما كنت غيرك قط
كن أنت فقط حــرفا تفرد                   بين الخطوط وبين النُقط
لا تــبتـأس إن سقطــت                     فكم من عظيـم ســقـــط    
ستنهض حتما وتنسى السقوط              كحرف تفرد بين الخطوط        
ويمضي سقوطك في طي ماضيك        خيطا هزيلا ويبقى النهوض فقط

لا يهم إن كنت هوجمت أمام نفسك أو أمام الدنيا مليار مرة المهم تلك المرة التي تنتصر فيها وتعلق راية النصر على أبواب حياتك هذا هو الأهم وإن تعفوا وأن لا تحمل الحقد  

لا يحمل الحقد من تعلوا به الرتب         و لا ينال العلا من طبعه الغضب

كما قال الصديق العزيز عنترة ابن شداد الذي تمنيت أن أشهد زمنه وأنا سياف بارع و لكن في زمن لا يقاتل فيه بالسيف بل يقاتل فيه بخسة   و الغدر لأقزام جبناء و التي اخترعت المسدس قالت اليوم أصبح الجبان بطلا المهم تبدأ بذاتك بعد ذلك بعجالة لكي لا أطيل بنسبة لموضوع الواقع، الواقع أنت تحاول فيه أنت لست مسؤول عنه و لكنك مسؤول عن جزء منه أوقد شمعة قلت مرة في أحد كتبي من السهل أن تنقض ألف فكرة من الصعب أن تبني فكرة واحدة، أبني إذا فكرة واحدة قدم أية إضافة لذاتك للآخرين و لا تسقط في سجن أن العالم متفكك أنا أعلم استشرافا مسائل نيبيرو و مسائل ما سيأتي و يوم الدينونة و غير ذلك مما صنفت و مما أصنف و مما أعلم و مما لم أبح به بعد، أعلم أن العالم مقبل على أمور والقرآن الكريم و التورات قبل ذلك و الإنجيل والفيدا الهندية و غيرها، كتب المايا وسواها  تتكلم عن يوم سيأتي و تعاقب فيه البشرية العقاب الختامي أو قبل الختامي، قبل نهاية الدنيا هذا ضاهرٌ و جليٌ و أكيدٌ و ثابتٌ و لكن افعل الخير و حاول أن تكون إيجابيا قدر المستطاع حاول أن تحرك نفسك و لو قليلا و لا يتعلق الأمر بزمن، قلت مرة تقضي الحجارة فوق التراب أضعاف ما يقضيه  السحاب لكنها لا تنبت نباتا و لا تحيي مواطن لا تكن صخرة ملقاة  على الشاطئ  و يضربها الماء وينحتها و هي لا تفعل شيءً، كن حركة كن موجة كن طائرا و حاول أن تتحرك و لو قليلا، الحركة القليلة بعد سنوات تصبح حركة كبيرة، فكر بمنطق نملة أو أعمل بمنطق نملة حركات صغيرة في مشروع  كبير كما قلت أيضا في أحد الكتب العرفانية الاشراقية، مسألة الماضي نحلها كما قلت بمسامحة النفس هذا ليس سهلا و الإنسان قد يكون غيره، قد تكون في فترة من فترات حياتك ذبذباتك اليوم  قد تكون مسخا قد تتحول إلى ذاتٍ أخرى بضغوطات بمشاكل بهموم بأمور بجهل بعناد بشيطان بغضب مجتمعي تتحول إلى نوع من الكائن الذي لو قدرت عليه اليوم كنت قضيت عليه كنت قتلته و هذه الذاتية الماضوية إذا تطورت نفسك وتيقنت بعد ذلك أنك لم تكن أنت لم تكن أنت كما أنت ليست تلك حقيقتك حينها ستمر بقصة الحديدة، الحديد كان كائنا أو مخلوقا و كان كيانا علوي نزل هذا الحديد إلى الأرض و نزلنا الحديد فيه قوة و بأس شديد إذًا الحديد، هذا الحديد الذي أنزل يمكث في أرض ما شاء له  الله و حينها قد يتحول إلى شكل معين شكل من الأشكال القطع الحديدية و عليه صدأ و يضن أنه ذلك شكله و أن الصدأ هو جسمه أو شيء منه وعندما تأخذه يد المقادير إلى النار التي ربما هي نار العشق و تلقي به هنالك و يضرب المطرقة و السندان سيصرخ لأن شكله دمر لأنه أنتزع منه  شيء من جسمه ذلك الصدأ و لكن بعد سنوات عندما يتحول إلى سيف مصقول بيد سياف عظيم سيسخر من نفسه و يقول أنا أقرب الآن إلى ذاكرتي الأولى إلى ذلك الحديد الأول هكذا كما قلت السيف حديدٌ معذب و ذكريات الدودة لا تعني الفراشة، الفراشة أول ما تحلق بجناحيها تلغي ذكريات الدودة و زحفها على بطنها قبل الشرنقة لم تعد تعنيها إطلاقا هكذا تستطيع أن تدخل في شرنقة و تخرج كائن جديد، هذا ليس متيسر للجميع و لكن كل إنسان يعطيه الله حضه في هذه الدنيا لديك حظوظك لديك أرزاقك لديك فرصتك قد تمر أمام عينيك و لا تشعر بها و تأتي مرة أخرى ولا تشعر بها عليك أن تنته جيدا، الواقع لست مسؤول عنه الماضي حاول أن تسامح نفسك جنود وعيك من الداخل قاتل بالخير الشر الذي فيك قاتل بالإيجابية السلبية التي فيك و أما المستقبل فأهم شيء أن لا تخشى المستقبل أي شيء يُخشى أكثر من الموت، كل من خلق من وجد في هذا العالم سوف ينتهي و الموت ليس هو النهاية الذين يؤمنون هو بداية مرحلة جديدة، قوة أجنحتك في الحياة القادمة تبنيها في هذه الحياة مدى قوة هذا الجناح مدى قدرتك على الطيران مدى مقامك هناك  تبنيه هنا تبنيه في هذه الدنيا كذلك الدنيا دار صدق لما صدقها كما قال الإمام علي لا تسبون الدنيا، الدنيا دار صدق لمن صدقها  مهبط وحي الله و منزل أوليائه و متجر أوليائه، هذه الدنيا لست عبثيتا المستقبل لست مسؤول عنه و لكن حاول أن تتمتع بإيجابية أن تبني لمستقبلك بشكل أكمل وأفضل الواقع أيضا حاول أن تحدد مسؤولياتك ولا توسع فيها عادتك السلبية قاتلها قاتل الكسل قاتل الغرور قاتل الحسد، إياك أن تحسد أحد من الناس لأن الحسد اعتراض على الخالق و هكذا هذه الكلمات كونتُ لك بها مِنصة أو مطارا لاستقال طائرة التفكير الإيجابي، التفكير الإيجابي هو جماع ما ذكرت لك هو أن تفكر إيجابيا في المسائل  أن تتمكن من إيجاد الحلول داخل الإشكاليات أن ترى في الظلمة ضوءً أن ترى في العواصف بوارق أمل و أمان أن ترى في أمواج الدنيا المتلاطمة الموانئ التي تنتظرك أن تري في كل محنة منحة و أن ترى في كل أَلم ما يُمَكنك من النهوض مجددا أن تنهض فوق الألم  فوق الوجع فوق الجرح قلت مرة أيضا السلاسل التي توضع في قدمي هذه قلتها سنة ألفين أو قبلها السلاسل التي توضع في قدمي لا تزعجني بل تزيد حماستي للسير و قلت الطوفان يستمتع بالسدود كلما بنوا سدودا أكثر استمتع ذلك الطوفان بتدميرها و أعتقد  وأن في مسيرتي و ما فعلته الآن فعلا مشيت بتلك القيود و زادت حماستي حتى كسرتها لا أقول لك نحن حققنا كل شيء أقول لك لا تكن كاملا فالكمال لله و لمن كمل من خلقه كن متكاملا متناغما مارس  قليل من الرياضة إن كانت تستطيع ذلك إن لم يستطيع جسمك التريض،  فليتريض لسانك بذكر و عقلك بالتفكير اقرأ الكتب الجيدة تأمل في الطبيعة اجعل لك علاقة مع الطبيعة ما استطعت خالط الإيجابين و احذر من السلبيين و مصاصين الطاقات و هذا يحتاج إلى درس في الطاقة الحيوية   بعض الناس عندما تجلس إليه تتعب أنت و ينشط هو يسرق طاقتك دون أن تشعر هنالك من يسرقون طاقات الآخرين و هذا إما أن تحصن نفسك منه أو أنك تبتعد على من يُأذونك  قد يأذون روحك إياك و الحسدة و مجالستهم الفسقة الفجرة هذا الكلام موجه فقط لنورانيين  لأصحاب العقول و الفهوم ليست كلماتي ستغير العالم كلماتي تريد أن تغير من يستحق أن يصنعها نحن لا نهدف إلى إشعال الشموع المنطفئة هذا عمل آخرون قد يرسل الله سبحانه و تعالى و يجعل من جنوده من رجاله من يستطيع ذلك و لكننا نريد الحفاظ على الشموع المشتعلة إذا كان في قلبك في صدرك شمعة مشتعلة أحميها جيدا من عواصف الأيام لا تجعل تلك الشمعة تنطفأ و لا تدعوا الطفل  الذي فيك يموت الطفل الذي فينا يمنحنا الأمل يصنع الحكايات يمنحنا الابتسامة يمنحنا الكثير من الشعر و الروائع و العشق إن كنت تكتب فأكتب بشكل أجمل كل مرة إن كنت قارئ ، اقرأ الأمور التي تنفع عقلك إن كنت عاشقا اعشق بفدائية  أكبر و بقوة أكبر إن كنت مؤمنا إجعل علاقتك بخالقك علاقة حب، إن كنت ملحدا فعليك أن تعلم أنك عندما تنزع الأوهام و الكلام الذي يوضع في عقلك أو ردت فعلك من منظر إرهابي يقتل الإنسان باسم الدين أو خزعبلات في بعض الكتب عندما تضعها جانبا و تهدأ ستجد أنك في الحقيقة مؤمن لأن الإيمان مثل التنفس مثل البرمجة الجينية في الخالاياك مثل ما السوى العصبية الإيمان نَحتٌ في داخل كيانك عليك فقط أن تكتشفه و أن تستيقظ من الوهم السلام عليكم .   
















    

منشورات ذات صلة

كلمة محمّدية للشيخ الدكتور مازن الشريف في التكية المحمدية بموصل العراق

منح الشيخ الدكتور أكرم عبد الوهاب مسند العراق الشيخ الدكتور مازن الشريف… شاهد المزيد

24 فبراير، 2024
مجلس مخصص لأهلنا في فلسطين وأهل غزة وشهدائها

للشيخ العلّامة الدكتور: مازن الشريف

2 يناير، 2024
شرح الصدر في سر ليلة القدر

نفحات رمضانية للشيخ الدكتور مازن الشريف.

14 أبريل، 2023
هذه فاطمة

الشيخ الدكتور مازن الشريف/ دروس الفتح المحمدي: هذه فاطمة

29 ديسمبر، 2022
في مقام الصالحين

الشيخ الدكتور مازن الشريف/ دروس الفتح المحمدي: في مقام الصالحين

17 ديسمبر، 2022