في ختام الرحلة..
في ختام الرحلة..الوفد البريطاني يعلن كلمته في الشكر عبر منشور جميل.. والدكتور مازن الشريف يردّ الشكر بأجمل معاني الشكر بالفكر
اختتمت الرحلة التي قام بها الوفد البريطاني العلمائي السامي بدعوة من الدكتور الشيخ مازن الشريف، بعد تجوال استمر عشرة أيام زار فيها الوفد برفقة الدكتور أجمل المعالم الدينية والسياحية في تونس، وانقضت في مجالس الذكر وزيارة مقامات الأولياء والصحابة الصالحين، والتعرّف على أبرز معالم تونس الجميلة. وقد اختتم الرحلة فضيلة الدكتور مازن الشريف بكلمة رائعة وجميلة تليق بالوفد وبمقام الدكتور العظيم، محيّياً فيها الجميع من وفد ومتابعين، قال فيها: أسعد الله أوقاتكم بكل خير.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نحن معكم إن شاء الله في هذا البثّ الأخير للرحلة للوفد البريطاني السامي العلمائي الذي نوّرنا وشرّفنا هنا في تونس.. وتابع فضيلة الدكتور مازن الشريف محدّثاً بلطف وألفة الوفد المرافق مشيراً لهم لمعالم تونس الجميلة: تونس جميلة جداً!.. جبال تونس. واصفاً الرحلة بالمباركة وشارحاً تفاصيل اختتام الزيارة وناقلاً نص الرسالة التي كتبها الوفد: إذاً تحيّاتي إليكم.. نحن اليوم بحمد الله نختتم هذه الرحلة المباركة التي قام بها الوفد البريطاني، من أفاضل العلماء.. تجوّلوا في ربوع بلادنا، في شيء من ربوعها، لم نذهب إلى الجنوب وأقاصي الشمال ولكن جلنا في سوسة والمنستير وكذلك القيروان والعاصمة والمهدية وفي مدينة الجم وزاروا بيتنا وكانوا بيننا وحلّوا ضيوفاً عندنا، وسعدنا بهم غاية السعادة، إن شاء الله سنسمع من هؤلاء الثلّة الذين يمثّلون الوفد ككلّ.. الدكتور مشرّف حسين مترجم القرآن إلى اللغة الانكليزية.. رئيس معهد الكريميّة، وهو معهد مهم جداً في بريطانيا وكذلك مستشار سابق لرئيس الحكومة البريطانية لأكثر من ثمانية أعوام في مجال مكافحة الإرهاب، والدكتور حسن ربّاني الذي يدرّس في جامعة أدنيرة ومستشار رئيس اسكتلندا حمزة يوسف، والدكتور مصطفى بيك وهو متخصص في العرفانيات وفي الفقه و في العلم وعالمٌ ممتاز في جامعة اكستر، وقبل ذلك شرّفنا المشائخ جزاهم الله خير كمحبة منهم بهذه الرسالة التي كتبوها وعليها توقيعاتهم جميعاً وهذه الرسالة إن شاء الله سنرسلها تباعاً إلى رئاسة الجمهورية.. وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الدينية بأنهم كتبوا الآتي: بسم الله الرحمن الرحيم السيد وزير الداخلية السيد وزير الشؤون الدينيّة بعد التحية والسلام و الاحترام، فنحن الوفد العلمي السامي القادم من المملكة المتحدة، كل من: الدكتور مشرّف حسين الأزهري مترجم القرآن الكريم الرئيس التنفيذي لمعهد الكريميّة، والمستشار السابق لرئيس الوزراء البريطاني. *الدكتور حسن ربّاني، مستشار رئيس وزراء أسكتلندا السيد حمزة يوسف، والبروفيسور بجامعة أدنيرة. * العلامة محمد عمر رمضان، مؤسس مؤسسة رمضان، مانشستر. * الشيخ غلام ربّاني الأفغاني، مؤسس قيضان إسلام، لندن * الشيخ مصباح الملك لقمانوي، مؤسس مصباح القرآن، برمنغهام. * بير طيب قادري، مؤسس المؤسسة القادرية، برمنغهام * الدكتور مصطفى بيك محاضر بجامعة إكستر بريطانيا * الدكتور منصور علي محاضر جامعة كارديف بريطانيا * الشيخ فضل محمد، رئيس أئمة للسجون نوتنغهام * الدكتور رفيق حبيب، مدير مركز منهاج القرآم الكريم، أسكتلندا * الدكتور حمزة علي، الرئيس التنفيذي لمركز برادفورد، خطيب مسجد هارو في لندن * القارئ محمد سعيد، الإمام الكبير لمسجد أكرينجتون * القارئ شاهد محمود، إمام مسجد الأقصى، والسول، المملكة المتحدة * الدكتور شاه جهان، إمام وخطيب المسجد المركزي بمدينة اولدهم، بريطانيا * عمران مجيد، طالب بدراسة العلوم الشرعية بالمؤسسة الكريمية بمدينة ناتنكهام، بريطانيا نتوجّه بجزيل الشكر إلى البلاد التونسية، وإلى فخامة الرئيس قيس سعيد، على ما لقيناه من كرم الضيافة، وحفاوة الاستقبال، وما شهدناه من طيبة الشعب التونسي، ومن جمال المعالم السياحية التاريخية والدينية. إذ أبهرتنا الجم بقصرها الروماني، والقيروان بمسجدها الكبير، وسوسة والمنستير برباطهما القديم، والمهدية ببحرها وجمالها، وتونس العاصمة بجامعها الأعظم، وزواياها. وسوف نصف جمال ما رأينا، ونحدث عن هذه البلاد الرائعة من لنا بهم صلة من المشائخ والعلماء، ومن مريدينا وتلامذتنا. ونشكر السيد وزير الشؤون الدينية الدكتور إبراهيم الشايبي والإطارات الدينية بالمدن التي زرناها على إتاحة الفرصة لنا لزيارة تلك المعالم التي تعبق بالروحانية العالية، وبعبق الإسلام الأول، وبمنارات التزكية والتصوف السُّني السَّني. ونشكر كذلك السيد وزير الداخلية كمال الفقي، والمؤسسة الأمنية التونسية على تأمين رحلتنا وجولتنا في ربوع تونس الخضراء. ونحن ممتنون جداً لكل من استقبلنا وحرص على خدمتنا، وخاصة صاحب الدعوة الكريمة فضيلة الدكتور مازن الشريف، الذي زرناه للتزوّد من علمه، والنهل من معارفه، والتعرّف على بلاده، ضمن سياحة روحية نرجو ان تأخذ حظّها الذي تستحقّ. والسلام. هذا وقد علّق فضيلة الدكتور مازن الشريف على بعض ما ورد في الرسالة مضيفاً: طبعاً كانت مرافقة أمنيّة، جزاهم الله خيراً وهذا ليس غريباً وبلطفٍ وبأدبٍ، بأخلاق عالية وبحرفيّة عالية جداً، فتحية، تعلمون أنا خبير أمني عسكري وعملت كثيراً مع المؤسسة الأمنية التونسية وأعرف مافيها من كفاءات عالية جداً. طبعاً أنا أرحّب بهم كثيراً، وهم على ماعندهم من علم وعلى ماعندهم من فضل لهم هذا التواضع ويعرفون الرجال ولا يعرف الرجال إلا الرجال، قد ينأى عنّي قومٌ من بلدي ولكن الله سبحانه وتعالى يكتب لِما لدينا أن يُنشَر وأن يظهر وأن يبهر بما أراد الله سبحانه وتعالى على مايريده سبحانه تعالى، على مراد الله. أتيح الكلمة الآن لرئيس هذا الوفد الدكتور مشرَّف حسين صاحب أفضل الترجمات، أفضل ترجمة انكليزية للقرآن الكريم. ماشاء الله كلمات جميلة جداً! في الوقت ذاته وجه الدكتور بدوره رسالة مفادها: المهم الحمد لله كما سمعتم ولتكن رسالتي واضحة وجليّة: أولاً؛ هذه الطريقة التي أنا شيخها بحمد الله، هذا وهب الله فيَّ وفي آبائي وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. ثانياً؛ حب أهل البيت هو نهجنا على المحمدية البيضاء ورايتنا محمدية في أصولها مهدوية في وصولها، تخرج من كفّ النبي ومن راحة عليّ إلى القائم المهدي كما وعد رسول الله كما تكلم عن ذلك رسول الله وكما يعتقد أهل السنة والجماعة في ذلك بما تواتر من الأحاديث وكما اعتقد علماء الزيتونة أيضاً وما خبّروا ودوّنوا ثالثاً؛ هذه السياحة الروحية نرجو أن يُعمَل عليها، الأحباب كما أشاروا لا يعرفون بتقصيرٍ منا جمال وعظمة هذه البلاد في جوانبها الروحية وزواياها وأنا كنت في جولة بالزوايا في الجنوب وجمال مانثر الصحابة فيها وعبق الحسنين فيها، فنرجو أن يُهتَم بهذا النقطة الأخيرة؛ هي أننا رجال دولة وأتينا برجال دولة شخصيات على غاية القيمة والأهمية وهم إذ يثنون على رئيس بلادنا ويحييونه ويحيون المسؤولين في بلادنا والأمن.. وهم يرون أنّ هذا البلد بما يحويه وبما هو فيه الآن بعد ماكان من أمره انه أمر يمكن أن يدعم مزيداَ ومزيداً من الشرذمة لهذه البلاد وخدمتها اقتصادياً وخدمتها روحياً وكذلك أن يسلك الدين الاسلامي، دين السلام والأمان والتصوف السُّنّي السَّنيّ الجميل فجزاهم الله خيراً على هذه الثقة وبارك الله فيهم أني اليوم وأنا تصلني أخبار عن بعض أدعياء المشيخة في بلادي وهم يسبّونني ويتهمونني بتهم غريبة وعجيبة وعن آخرين في بلادي ممن يحاربون ويعادون ويخافون فنقول لهم لا يمكن اخفاء الشمس ولا يمكن إيقاف نهر من أنهار الله ولا يمكن لكم أن تسقطوا راية ابناء الزهراء عليها السلام، ببساطة الأمر هذا أمر فيه دعم وسند ومدد من الله.. كل القلوب الطيبة ستأتي وهذا الوفد إن شاء الله ستكون بعده وفود ووفود ووفود تأتي لتزور هذه البلاد الجميلة تأخذ علماً من علمنا ونأخذ من علمها. في النهاية نحن تعلمنا منهم الكثير كذلك.. تعلمنا منهم التواضع، تعلمنا منهم الأدب، تعلمنا منهم المحبة، تعلمنا منهم أنهم مخلصون لخدمة هذا الدين في بلدانهم وفي الأوطان التي حلّوا فيها فزيّنوها نحن الآن في أرض أجدادنا، هم في أرضٍ حلّ فيها آباؤهم أو أجدادهم لكنهم ينتمون إلى أصول باكستانية ورغم ذلك زينوا تلك الأرض وأبدعوا فيها وكلٌّ من جانبه أضاف إضافات أخرى شبابنا اليوم يغادر بلاده ويفر منها لأنه يجهل تاريخها ويجهل روحانيتها ويجهل حقيقتها ويجهل أنها ارض وعد وأنّ فيها من أسرار الله مالا يحصى ولا يعدّ لذلك إن شاء الله هذه تكون رسالة واضحة للجميع؛ من أراد أن يكون معنا أهلاً وسهلاَ ومن أراد أن يتعلم منا أهلاَ وسهلاً ومن أراد أن يكون زميلنا ويساندنا مرحباً، من كان له فضل علمٍ وفيض علمٍ يريد أن يعلمنا نحن تلاميذ ونتعلم ونثني الركب ونتواضع ولا نغترّ ومن أراد حربنا فإنّ الله يحاربه إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب. والله متم نوره ولو كره الكافرون. جزاكم الله خيراً.. وعلى الجانب الآخر وجّه الدكتور الشريف رسالة أخرى حول المظهر الذي بدا فيه وموضّحاً فيها معنى الزهد الحقيقي: وعلى فكرة بالنسبة للمظهر كما قال سيدي الحاج علي التماسيني عن السيد أحمد التيجاني سيد زمانه السر: المظهر هو نوع من الرسالة.. الزهد أن لا تكون الدنيا في قلبك لا أن تضيّعها من يدك. والماء هو الماء.. الماء الذي في نهر أو قُلَّة أو في كأس أو في قارورة أو في البحر او في النهر أو في السحاب يغيّر أشكاله ولا يعرف شكله الحقيقي إلا خالقه، لو قبضت قبضة ماء فهي هيّنة ليّنة تغسل بها وجهك ولكن أعظم عقاب للبشرية كان طوفان نوح... الماء الذي يورق هو الماء الذي يُغرق وما من شيء إلا وقد أحياه الله بالماء ولا يحيي الله من كائن إلا بحي فالماء حي وأعظم مافي الماء وكان عرشه على الماء، أجسادنا معظمها ماء ... وأنا أستخدم هذا الماء في الدعوة.. في فن الدعوة، يغيّر شكله والروح واحدة، مرّة في الجُبَّة..مرّة في البدلة الافرنجية، مرّة بهذا... هذا نوع من الخطاب، ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه، اللسان هو حالٌ ومقال.. حالٌ ومقال.. هذا فننا في ذلك وسوف أنشر بينكم كتابي فن الدعوة إن شاء الله أراكم بخير.. شكراً جزيلاً لكم. سوسة 27 جانفي 2024