يُقال أنَّ "الأدب فُضِّل على العلم" وأنّ " المجالس مدارس" وهذا ما رأيناه بأعيننا وشهدناه بحواسّنا من خلال متابعة زيارات الدكتور وحواراته وأحاديثه العامة مع الناس والمشائخ وأصحاب الطرق والمذاهب... فالشيخ الدكتور مازن الشريف اشتهر بتواضعه أمام أهل العلم والفضل ممن سبقه وممن التقاهم ويلتقيهم دائماً، فهو يبدو أبسط من أيّ بسيط ولكنه في الموقف الحاسم والحازم وعلى المنابر وفي المجالس يدهشنا بعظمته المنبثقة من بساطته وقربه من الجميع، وهذا ما اشتهر به أهل بيت النبي في تجسيد صفات النبي محمد سيد المخلوقات جميعاً، فالنبي محمد عُرف بالرحمة والصدق والأمانة والتواضع إضافة لجمعه كل قيم وشيم وأخلاق الكمال والجلال والجمال، فهو مرآة الخالق عزّ وجلّ كما يحبّه ويريده في المخلوق. وهذا الحوار أو الحديث الذي دار بين الشيخ مازن الشريف والشيخ مخلف العلي أظهر لنا معانٍ وجواهر كانت مخفيّة لكلا الشيخَين وجسّد أخلاق التواضع والاستماع والانصات لفضيلة الشيخ العالم العلامة مازن الشريف وغدا كل حرف ينطقه وكل حركة وسلوك يسلكه قدوة لنا ومدرسة ومنهج في التربية والعلم والأخلاق... إذ نحن نسينا هذه القيم في هذا الزمن الفوضوي المبعثر لولا سماحته، وهذا الدرس يمكن أن نسميه أدب الحوار وأهمية المجالس التي هي المدارس الحقيقية للإنسان إذ تتفاعل فيها المعارف وتنمو وتتفتح وتنطلق الأنوار وتتفعّل المواهب عدا عن مشاركة متعة الحضور والجلوس وجهاً لوجه في هذا الزمن الافتراضي العنيد العقيم. إليكم أدب الحوار الذي دار بين الشيخ الدكتور مازن الشريف والشيخ السيد مخلف العلي أثناء زيارة الشيخ مازن لمقام سيدي نور الدين البريفكاني بأرض كردستان في العراق، والحوار دار عبر الهاتف باتصال الشيخ مازن له والحديث عبر كاميرا البث المباشر للفيديو على صفحة الدكتور، ومتعة العودة لأدب نسيناه أو كدنا وهو أدب الحوار..وحديث شيّق وحي تناول موضوعات شتّى أوضح أهمية السياحة والزيارات الروحية ومفهوم الشرك وهل هو موجود في الإسلام، وصولاً لشرح مفهوم التصوّف الحقيقي عدا عن المكان المصوّر والإطلالة الجميلة للمكان أو القرية، فهو إذ يأخذنا، يأخذنا بالصوت والصورة، فتمتلئ منه العين وتطرب له الأذن ويسكن العقل ويرتوي القلب وتنتعش الحواسّ.
الشيخ مازن: السلام عليكم سيدي الشيخ مخلف. الشيخ مخلف: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً مولانا! الشيخ مازن، حياكم الله... الله يبارك فيك، وهذه حتى متابعينا، يرون وجهك الأنور. الشيخ مخلف: ما شاء الله، ما شاء الله، الله يحفظك ويرضى عنك إن شاء الله، ما شاء الله في رحاب سيدنا نورالدين. الشيخ مازن: نعم سيدي نعم نعم! الشيخ مخلف: الله يفتح عليكم يا سيدي ويرزقكم الوصل والوصال ويعطِّف عليكم قلوب أهله إن شاء الله تعالى. الشيخ مازن: الله الله الله الله الله! الشيخ مخلف: ما شاء الله، ما شاء الله هنيئاً لكم يا سيدي. الشيخ مازن: الحمد لله. الشيخ مخلف: الله! لا تنسونا من الدعاء هناك يا سيدي. الشيخ مازن: أبداً سيدي أبداً نحن نشكرك، أنت فتحت لنا هذا الباب، لأن لما رأيت صورتك سيدي عند سيدنا فتحركت الأشواق. ..... هذا ابن الشيخ...... الشيخ مخلف: ما شاء الله، ما شاء الله، ما شاء الله، الله يرضى عنكم، معكم أحد من الموصل؟... شيخ عبد الجبار السلام عليكم. عبد الجبار: شيخنا الكريم كيف الصحة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، صحتك كيف حالها؟ إن شاء الله بخير، الله يحفظك. الشيخ مخلف: يا شيخ مازن: شيخ عبد الجبار لايحتاج توصية! الشيخ مازن: الله، الله، الله، الله يا سيدي! عبد الجبار: مشتاقين لجنابك الكريم. الشيخ مازن: الله يبارك فيك يا سيدي مخلف. الشيخ مخلف: سلامنا للشيخ سعود، شيخ عبد الجبار. عبد الجبار: أمرك ممنون شيخنا الكريم. الشيخ مازن: الله يبارك فيك الله يحفظكم، ما هذا المكان يا سيدي؟ الشيخ مخلف: ما شاء الله، أنت في ضيافة أطيب ناس! الشيخ مازن: والله يا سيدي مكان عجيب، فيه نور غريب، نور ساري! الشيخ مخلف: أنتم أهل الأتراب سيدنا، نعم. الشيخ مازن: الله يبارك فيك، والله، سبحان الله كل الزيارات كل ولي عنده نور خاص به، سيدنا نورالدين البريفكاني له خصوصية، وأولادي الآن متابعينا حتى ننفع الناس. عبد الجبار: هذا حرم مال الجامع. الشيخ مازن: الله الله! عبد الجبار: هنا القاعة... الشيخ مازن: ما شاء الله! نعم نعم. فنحن الآن في مناقشة مع بعض أصحاب العقائد الفاسدة، إنه والله قضية الشرك هي قضية باطلة أصلاً، النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا أخاف عليكم الشرك)، وقال: (إن الله ضمن لي أن لا يشرك به في أرض العرب). وبعد.. مَن يزور ولي وهو يعتقد إنه إله؟ بالعكس الزيارة توحيد! لأنه من اعتقاده في الله يعتقد في الولي. ما تقول يا سيدي؟ دع الناس تسمعنا وتسمعك. الشيخ مخلف: نعم، الأمر برمّته هو يعني كما يسمونه كذب على الذقون وكذب على اللِّحى وتلاعب بالألفاظ. الشيخ مازن: نعم نعم. الشيخ مخلف: يعني لو رجعنا الى كلمة الشرك ببساطة، أنت عندما يكون لك شريك يعني، الشرك واضح، أن تجعل لله نداً أو شريكاً في العبادة. الشيخ مازن: صحيح. الشيخ مخلف: نحن ما رأينا أحد من الصوفية لا في القديم حتى أهل البدع وحتى أهل الجهل لم يشركوا أبدا. الشيخ مازن: نعم. الشيخ مخلف: يعني النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (لا تطروني كما أطرت اليهود والنصارى أنبيائهم). الرد واضح في كتاب الله (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ). الشيخ مازن: نعم نعم. الشيخ مخلف: نحن لم يظهر أحد في أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال محمد هو ابن الله. الشيخ مازن: أي، أبداً. الشيخ مخلف: ولا يوجد في أحد قال إله. الشيخ مازن: أبداً. الشيخ مخلف: ولا يوجد أحد قال أنّ ولي ينفع من دون الله، فهي عبارة عن كذب بالألفاظ وتلاعب على الناس وتحريف المعاني والمقاصد فقط لا غير. الشيخ مازن: الله يجزيك. الشيخ مخلف: هذه أمة التوحيد ويعني، فأنا برأيي هؤلاء الناس محتاجون أن يفضحوا بين الناس، لتلاعبهم بالألفاظ كما تلاعب ابن تيمية بمعنى بحديث (لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاث) كما يتلاعبون بمعنى (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث)، يخلطون بين العمل وبين النفع. الشيخ مازن: هالله هالله! الشيخ مخلف: وسر على هذا المنوال. الشيخ مازن: هالله هالله، هالله هالله! الشيخ مخلف: نعم سيدي! الشيخ مازن: أحسنتم سيدي مخلف، وأنا أحببت الناس متابعينا على المباشر، نحن الآن في هذه السياحة الروحية ننشرها عمداً حتى يتعلّم مَن لم يتعلّم. الشيخ مخلف: أحسنت. الشيخ مازن: ويتأدّب مَن لم يتأدّب، هؤلاء يعني مثل المجانين، مخابيل، إلا الشتيمة وإلا شرك كفر قبوريّة، شرك كفر قبورية، مرض نفسي. الشيخ مخلف: هم لا يعرفون، سيدي هم مدارسهم ليس فيها مادة تسمى الأدب والأخلاق. الشيخ مازن: أي أي. الشيخ مخلف: لذلك لا يعرف، ليس عنده قدرة، يعني هؤلاء هو أقل وأضعف ما عنده، ليس عنده شيخنا، فاقد الشيء لا يعطيه، لا يعرف يتأدب. الشيخ مازن: أي. الشيخ مخلف: ممكن تناقش ملحد تناقش كافر تناقش من دين آخر، ممكن أن يتأدب، لكن هذه النوعية التي فيهم الفكر الخارجي. الشيخ مازن: نعم نعم. الشيخ مخلف: لا يستطيع، هو مسكين لا يعرف يتأدب، إذا تأدب يمكن أن يمرض، يعني ممكن يحاول يتأدب أمامك هكذا، يتصنّع، يمكن أن يمرض أسبوع كامل لأنه تأدب. الشيخ مازن: والله صدقت. الشيخ مخلف: لذلك نحن، أنا دائما أقولها، نحن اليوم بحاجة إلى نوعية من الصوفية أهل الوعي الذين لا يستحيون من التصوف، هذا تصوفنا نعم وهذا هو منهجنا وهذا هو عقيدتنا وليفعل الناس ما يفعلون، أما الخجل من إظهار العقيدة الصحيحة فهذه كارثة. الشيخ مازن: يشجع أصحاب العقيدة الباطلة ويوهمهم أنهم على حق، ونحن عندنا تيار ثاني مثلاً حتى في تونس بلدي، ولا تيار جانب الثقفوتي هؤلاء اللائكية، إنه والله يزور الزوايا، هذا جهل وتخلف والزوايا صنعها الاستعمار، يا أخي أنتم صنعكم الاستعمار، الزوايا قاومت وأخرجت المقاومين، أخرجت عمر المختار وأخرجت الشيخ بوعمامة والأمير عبد القادر وسيدي أبو الحسن بطل معركة المنصورة، نورالدين زنكي تلميذ سيدي عبد القادر، متى أخرج هؤلاء بنو ثُعلُبان وبنو وَهبَان؟ أخرجوا إلا قتلة الأمة. الشيخ مخلف: شيخ مازن الجهاد نوعان، أنا برأيي الجهاد جهاد حقيقي مشروع مصدوقي للشروط والأركان الكاملة التي جاءت في الشريعة بمقاصده وغاياته، وعندنا جهاد مزعوم جهاد وهمي جهاد مبني على الخداع والتزييف فعندما تنظر في تاريخ الأمة كل الجهاد الشرعي الحقيقي في تاريخ الامة تجد قادته كانوا هم الصوفية. الشيخ مازن: نعم. الشيخ مخلف: وأما الجهاد المزعوم اللي ظهر بهذا القرن الأخير كل قادته هم الخوارج الوهابية الذين جلبوا على الأمة من الويلات ما لم يجلب إليها في ألف سنة. الشيخ مازن: أي والله صدقت يا سيدي. الشيخ مخلف: هذا واقع للأسف. الشيخ مازن: أي صدقت شيخي. الشيخ مخلف: لذلك كتاب الدكتور البوطي عن الجهاد كان كتاب رائع وأكيد أنت اطّلعت عليه. الشيخ مازن: نعم، نعم، نعم، نعم. الشيخ مخلف: الجماعة يعني، فلذلك نعم أنا أزور الزوايا وأزور المقامات وأتبرك بها ولا أستحِ ولِمَ أستحِ ؟ الشيخ مازن: نعم نعم، الله يبارك فيك وهذا ما أردنا أن نقوله، نحن أهل علم وأنا وإياك نعرف بعضنا من قرابة عشرين سنة، فمنهج علم بلا تبديل ولا تعديل، علماء الأمة وأفذاذها ما من سند في الحديث ولا في الفقه ولا سند في التلاوة للقرآن الكريم ولا في الأصول ولا في غيرها إلا فيه رجال الصوفية وهم نشروا الإسلام. الشيخ مخلف: ولا سند في الفهم أيضاً. الشيخ مازن: حتى الفهم نعم يا سيدي، قال جدك الإمام علي (والفهم يؤتاه الرجل منا) لأنهم ما يفهمون ما يفتهمون، ولا ربك في السماء وهو خالق السماء، يعني كيف يكون خالق في مخلوق، سبحان الله العظيم! الشيخ مخلف: فكما قلت لك نحن بحاجة إلى علماء لا يستحيون مما يفعلون. الشيخ مازن: أحسنتم. الشيخ مخلف: وفق الحق وفق الشريعة، نعم أنا أزور المقامات وأتبارك بها وأقبلها ولا أستحِ، ولماذا خلاص هذا الذي نحن نحتاجه، فالله يرضى عنكم. الشيخ مازن: الله يجزيكم الخير. الشيخ مخلف: ويجزيكم ألف خير على هذا المنهج وهذه الدعوة، وانشروها انشروها بقدر استطاعتكم بارك الله بكم. الشيخ مازن: جزاك الله خير، وأنا تعمّدت أن أبث كلمتكم المباركة على تلاميذنا ومريدينا. الشيخ مخلف: الله يحفظك. الشيخ مازن: والحمد لله، ونلتقي. الشيخ مخلف: الله يبارك فيك وبلغوا سلامنا لكل الأحباب الذين معكم. الشيخ مازن: جزاك الله خير سيدي الشيخ مخلف ونلتقي، والشيخ مخلف حبيب قريب هو وأخوه الشيخ سيدي عيسى العلي الحديفي الحسيني. الشيخ مخلف: الله يرضى عنك وأنت أخ عزيز يا شيخ مازن. الشيخ مازن: الله يبارك فيك شيخي، ونلتقي إن شاء الله قريباً في الإسكندرية بإذن الله.. الشيخ مخلف: إن شاء الله ننتظركم، إن شاء الله. الشيخ مازن: لا تحرمنا بركات دعائكم سيدي. الشيخ مخلف: سلامي للجميع. الشيخ مازن: لا تحرمنا من دعائكم سيدي. الشيخ مخلف: الله يرضى عنك ويفتح عليك يا شيخنا. الشيخ مازن: السلام عليكم. الشيخ مخلف: مع السلامة في أمان الله تعالى. الشيخ مازن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في أمان الله. الشيخ مخلف: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.