🌿⚘️ عن غمرة الأرواح للاشباح و شيء من سر الضمه. ⚘️🌿 ⭐️حالة عظيمة و تجلي⭐️ إن الله سبحانه و تعالى، لما ضم سيدنا محمد بالغمرة ضم الله النبي و الملك، فضم نبيه من باب المعنى، فهو المعني، و ضم ملاكه من باب التأييد كي يؤيده على ايقاظ عظيم في عظيم، أن يوقظ أحمد العظيم في محمد العظيم، و يظمه في مقام التعظيم، و هذه الضمة غمرة، فلما أن ضما بحران التطما والتقيا، فالتقت الأمواج بالأمواج، و الأسماك بالأسماك، و الأسرار بالأسرار، و الأنوار بالأنوار، فنبع نفح نور من جبريل إلى محمد، يوقظ أحمد، و نبع من محمد و أحمد نور في جبريل أيده، فعرف جبريل و قد عرف من قبل أن محمد سيده، فضم سيده، الله أكبر، فغمرة الأرواح في الأشباح من تلك الضمة في ذلك الغار، فتكون الدنيا غارا حرائيا من سر الحراء الذي في حيرة المتحيرين في سر الله، تحير أحوالهم، و تغير ألوانهم، و ثبات أقوالهم، و دنو أهوال من عند الله سبحانه و تعالى بما يسمى بأهوال العشق، انا سنلقي عليك قولا ثقيلا، الثقل العشقي، و لما تأتي غمرات الصالحين للصالحين، تلتقي الأرواح بالأرواح، روح حلت في شبح وروح انسلت من شبح، فلما تغمر الروح التي كانت شبحية و صارت روحية، بالروح التي كانت روحية و صارت شبحية، تأتي أنوار نفحانية، تأتي النفحات الإلهية، لأن هذه الروح القديمة التي كانت في الشبح القديم، عندما تجلت على الروح الجديدة في الشبح الجديد و هي قديمة، قبل أن تأتي بهذه النفحة كانت الروح الأولى في الشبح قبلها، و كانت الروح الأخرى مطلقة فضمتها و غمرتها، أي أن ابراهيم لما كان في الدنيا، جاءت روح النبي محمد من عالم الأرواح تضم ابراهيم في عالم الأشباح، و لما أن انتقل سيدنا ابراهيم و أتى سيدنا محمد الدنيا جاءت روح سيدنا ابراهيم من عالم الأرواح لتضم سيدنا محمد في عالم الأشباح، كما جاء جبريل ليضمه في الغار. و كذا المهدي عليه السلام عندما يأتي في هذه الدنيا كان قبلها، و لقد رأوه بالأفق المبين، كان قبل ذلك روحا عظيما كما قال الصادق يناجي الأنبياء، فلما أن يأتي الأوان بالزمان في سر النبي محمد في الضمة، كان الخضر و كان المهدي معهما، و أيده بجنود لم تروها، كان عبد القادر معهم، بالأرواح قبل الأشباح، من زمن ألست بربكم و قبله، يوم قلنا جميعا، بلى، عن باب المعرفة و التأييد و التأكيد، فلما أن جاء هذا الأمر، عندما يسرى بالعبد الأول إلى السماء يلتقي بالقادم فيما بعد، و يتنزل على فاطمته و عليه يناجيهما، و يناجي قبل ذلك الأنبياء، فلما أن يتولد في الدنيا و يأتي شبحا فيقول ربه في حقه و لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا و للبسنا عليهم ما يلبسون، و لما ينسي و ما نسي، و يضل و ما ضل، ووجدك ضالا فهدى، وما كان بضال أي كان ناسيا لنفسه، أي ضالا لحقيقة ذاته، أي يجهل محمده أحمده، حتى يتذكر محمد و أحمد الذي كان قبل الدنيا. فلما أن يأتي الأوان يضم بالغمرة، في ليلة من ليالي أنس الله، و يضم الروح المحمدي الأحمدي الروح المهدوية في الشبح الرجل الذي يلبس عليهم ما يلبسون، فتوقظ الروح القديمة في الشبح الجديد، فيا لهذه الآلام في جسد الآخرين فيه روح الأولين، عندما تستيقظ روحه، و يبدى نوحه، و يكثر نوحه، و يدنو بوحه، و يتجلى روحه، و يأتي سوحه، عندما يتأكد أن المعني في القضية الأولية، الفاطمية، العلوية، الحسنية، الحسينية، المحمدية، هو في عين ذاته، فيخفى أمره بينه و بين ربه، فلا يطيقه، فتكون الحقائق حرائق، و الدقائق وقائد، فيظل يجلي الله عليه من سر، ما أطاقه من ذائق، وما استطاعه من شائق، و يسلك به في المضائق، حتى يكمله بأمره، إكمال الحداد للحديد، الذي كان في السماء نارا و نورا، فأنزله الله فيه قوة و بأس شديد، فنسي الحديد ذاته في حفرة من حفر الدنيا، و علاه الصدأ، فترفعه يد المقادير، و تضربه مطارق القدير، على سنادين سر الله الكبير، في نار العشق العظيم الجهير، حتى يبدو ذلك الأمير، هكذا الله أراد بالمهدي، أن يكون في عبد من عباد الله يخفيه و يبديه، فهو باد على اسمه في رجل يلبس ما يلبسون، و خفي في سر الملك الذي لما يأتي لا ينظرون، حتى تأتي الأيام، و تغمره غمرات الأرواح بالأسرار في الأشباح، و يسقى من تلك الراح، و يضمه ذلك الجناح، و يشرق بوجهه الوضيء ذلك الصباح، و تتحرك بأمره الرياح، و يأتي من السر المباح، و الخمر المباح، و ينادى به حي على الفلاح، و حي على الصلاح، و حي على النجاح، و حي على السيوف و الخيول و الرماح، حتى يأذن بأخذ ثأر الحسين، يا لثارات الحسين في الثقلين، وفي الأولين و في الآخرين، و في الملأ الأعلى إلى يوم الدين، يا لثارات حسنه وأهل بيته أجمعين، و يا لثارات جنين و فلسطين، و يا لثارات أهل العراق المبتلين و الشام المقتلين و اليمن المحرقين المغرقين، و يا لثارات أمة فيها من المفرقين و المساكين و المجهلين، يا لثارات هذا الدين، المشوش عليه المدلس فيه، المدسوس فيه، القابع في الركن الحزين، الرهين بسقيفة ما كانت بسقيفة رب العالمين، بل شيء من أشياء الدنيا قد غلبت فيه الشياطين، هكذا إلى حين، حتى يظهر الله سره في يوم الدين، اللهم آمين بسر آمين، و بسر آمنة التي نحبها و تحبنا، وهي جلاء هم هذا القلب الحزين، و بسر سيد المرسلين، و عليه أمير المؤمنين، و بسر فاطمة سلطانة السلاطين، و بسر الحسن الزين، و أخيه الحسين، الذبيح الشهيد التقي النقي الأبي الراقي المترقي في سر الله الباقي، نور الله في الآفاق، صاحب الاشراق و الاغراق و الاحراق، و الاغداق، حبيبنا في يوم التلاق، يوم نأتي بالدنيا بالطلاق، و يأذن بالفراق، و تلتف الساق على الساق، و يكون هو الساقي، وهو السقيا، و هو اللقيا، وهو الرقية أو الراقي، بسر جده راكب البراق، و قلوبنا بشوقه و إليه في اشتياق، و في احتراق، و نلاقي في سبيل حبه ما نلاقي، هذا الذي باق بسر ربه الباقي. هذا الحسين الزين الجميل، الأصيل، الكريم، الجليل، السمق الطويل، المبجل، و هذا أخوه الحسن ذو الوجه الحسن، المحسن العظيم، الكريم، ابن الكريمين، طيب النسبتين، شريف سر من عند الله ما أوجد مثله في الثقلين، ابن طه الزين، وابن بطل خيبر و حنين، الذي صلى للقبلتين، و ركع الركعتين و سجد السجدتين، و لم يسأل نبيه يوما كيف و أين، يمضيه على ما أراده، و هذا علي لا فتى إلاه، هذا الذي قال في حقه محمد من كنت مولاه فهذا علي مولاه، هذا علي مولاه، هذا و القلب يراه، هذا و في الروح سقياه، هذا و الحياة لقياه، هذا و الشرف رؤياه، هذا و هذا فذاك مولاه، هذا حبيب الله وولي الله، هذا وصي رسول الله، و خليفة رسول الله، و تلك فاطمة، و تلك زينب، و تلك رقية و أم كلثوم، و أولاد النبي، و أبناء رسول الله، و هذه حضرتنا و نظرتنا و خمرتنا و جمرتنا و تمرتنا و هذا أمرنا خمرنا و جمرنا و تمرنا و سرنا و برنا و نفعنا و ضرنا و خيرنا و شرنا نعم هذا مهدينا ناطق فينا بسره و أمره و بأمر ربه. فالحمد لله رب العالمين الذي أكرمنا بهذا النور وهذا السر وهذا المدد من عند الأبد، بسر الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. الحمد لله الذي قوى هذه الروح، و متن هذا الجسد، ووقانا من أهل الحسد، ومن كل شرير قد فسد، ومن كل راصد قد كسد، و من كل من في جيده حبل من مسد، و من كل من رصد، فكان محصودا و كان مرصودا، وكان في حراب ملائكة الله و أولياء الله مقصودا، و كان بحربة حمزة مرميا، و لم يجد مع الله من ولي، و كان الله لنا وليا، و جعل معنا كل ولي جعله وليا، و جعل معنا من سماه في سدرة الحضرة عليا، و دل به علي، نعم، فأنبا به علي، و أنطق هذا القلب، و هذا الجارح، هذا المباح، هذا الفارح، هذا الماضي في سر البارح، هذا الذي لم يبارح، هذا الذي يقارح و يمارح و يطارح، نعم هذا النسر الجارح، و النمر القارح، و الضارب السالب الطارح، النجم الطارق، الضارب بالمطارق، الذي يظهر الله سره في المغارب و المشارق، نعم، لولبي لؤلؤي حارق، مغرق غريق طريق مريق غارق، لا ينجو منه من مارق، و يبشر بقدوم الطارق. فالحمد لله رب العالمين، وسلام على هؤلاء الصالحين الذين يتجلون علينا في الغمرات بالخطرات، يقيلون لنا العثرات، يرفعون لنا الدرجات، يزيحون عنا السيئات، يأتوننا بمجاميع الحسنات، ويبدل الله سيئاتنا حسنات، بتلك النظرات، وتلك البركات، وتلك الكلمات وتلك اللمسات وتلك الإناسات. فهذا عبد القادر بثوبه الأخضر، وهذا الأسمر جميل المنظر، وهذا الرفاعي الذي أبهر، وهذا الجشتي العلم الأشهر، وهذا الشاذلي، الصادق الولي حفيد علي، وهذا ابن مشيش الذي بسره نعيش، الذي عنه لا نطيف، هذا الرخ العظيم نافش الريش، وذاك أسد العريش، وذاك البدوي النبوي السماوي اللولبي اللؤلؤي، الذي أتاه بسر الله سبحانه وتعالى نور الله. وذلك الدسوقي الذي يسري سره في العروق، الشائق المشوق، للشائق المشوق، الذي يأتي كالرعود والبروق، وكالنيران ذات الحروق، هذا الذي يأتي بالسر المسبوك، المطروق بطرقات نظرات مطارق أهل الله، فيسبك السيوف. وهذا جعفر الصادق المعروف، وهذا زين العابدين. هؤلاء جميعا عندما نذكرهم، تراهم أرواحنا لأن أرواحهم رأتنا، فما يكون من ولي إلا و قد وهبنا من سره، ووهبناه من سرنا، لأن الله الذي هو بديع، يبدي الأسرار في الأستار و الأخبار و الأنوار على قدر ما أراد، بمعنى أن لكل زمان سره، و لكل عبد سره، فإذا أتى لولي بسر، و أتى من ولي بسر، تبادلا الأسرار بأمر القهار سبحانه و تعالى الغفار، كما تتبادل المياه بين البحار و البحار، فيمزج بحرا ببحر، و ما في الأمر من سحر، إنما في ذلك الأمر، غمر و خمر و تمر و جمر، فغمر من غمراته، و تمر من نخلته، و جمر من أرواحهم و ذواتهم واشتياقهم لربهم الذي له نسك حياتهم و سعي مماتهم، و خمر من خمورهم و أسرار أمورهم و شعشع نورهم، و جلي سرورهم، و عظيم حبورهم، وفي جناتهم و حورهم، سر نور مبدي غير مخفي في ظهورهم و نحورهم و صدورهم، به من اذن ظهورهم و صدورهم، من ظهر و صدر، و الأخرى من ظهر و صدر. و هكذا نتكلم بسر أهل بدر، و نوق أهل الغدر، و الحمد لله على هذا، و صلى الله على هذا، و على هذا و ذاك و ذاك و هذا، و على هؤلاء، و أولئك، و علينا معهم و بهم، و عندهم و فيهم و لأجلهم، و حولهم، و تحت أقدامهم، و في مقبل جبينهم، و بين أيدهم، و في نعيم حضنهم، و في دافئ أحضانهم، و في سكينة طمأنينة اطمئنانهم، و في نور سرهم و بيانهم، و في تشرفنا بمكانهم، و في نور الذي أتى من عند سرهم و أوانهم، و دنو زمانهم، و زماننا بهم، انهم هم نحن، و نحن هم، و السر واحد، كما يكون ضوء المرآة و ضوء المشكاة معا، كأنهما واحد، على عظيم قدر المشكاة و على دنو قدر المرآة، و لكن المرآة الصافية كافية ضافية شافية وافية، بأمر الذي جل عليها أنواره و أسراره. و الحمد لله ربنا الذي جلى علينا ما أراد، وأنطقنا بما أراد، وأبهر بنا العقول، وصدق على ما نقول، بسر جدنا محمد الرسول، وأبينا علي فحل الفحول، وأمنا الزهراء البتول، و أبوينا الحسنين ذوي النهى و العقول، الورود في الحقول، الذين هم أصابوا الدنيا كلها بالذهول، و بسر سائل و مسؤول، و شاهد مشهود، وقاصد و مقصود، وراصد ومرصود، وخاطب و مخطوب، ومحب ومحبوب، و ما في الكتاب مكتوب، و بسر نبينا المحبوب المرغوب المطلوب، هذا نبينا محمد، هذا هو، هكذا نراه. و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وهذه حالة سكر لا حالة فكر، وقانا الله وإياكم من أهل المكر.