إذا دلك عليك، وعرفك بك، دلّك عليه، فعرفته.

تأملات عرفانية للشيخ مازن الشريف : إذا دلك عليك، وعرفك بك، دلّك عليه، فعرفته.

1 مارس، 2021
الحمدلله رب العالمين الذي نزل على عبده القرآن تنزيلا وقال ( يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا ) وألقى عليه من لدنه قولًا ثقيلا وجعل له نورًا وسرًا ساطعا ً جميلا الحمدلله الذي بعث الينا محمدا ً هاديا ً إليه وسراجًا منيرًا ودالًا دليلا والصلاة والسلام على الذين اختاروا الدنيا ان يكونوا شهيدًا بعدهُ شهيدٌ وقتيل ٌ يوالي قتيلا فكانت الدنيا لهم دار امتحان فصبروا وصدقوا وكان لهم من الله نورٌ وسرٌ وخير ٌوذخرٌ وفخرٌ من الله بالله وراثة ً لرسول الله اللهم صلي على سيدنا محمد الدال بك عليك والهادي منك إليك وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين الإدلاء الدالين على الخير والفاعلين له والباذلين للمعروف أصحاب الفيوضات وأبوابها ومعاريجها قمم الإباء والسخاء الصابرين في البلاء الشاكرين في الرخاء ورضي الله عن أصحاب رسول الله الذين أيدوه ونصروه وصدقوه ولم ينكثوا وعدهُ بعده أصحاب الصبر والرضوان أهل البيعات والغزوات والفتوحات الذين مدحهم الله في كتابه( محمد ٌ رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)
وسلامٌ على أهل الله وخاصته أهل الديوان والبرهان أصحاب السر والنور الذين نور الله ذاتهم وجمل صفاتهم فكانوا على قلبٍ محمدي بنقشٍ فاطمي علوي حسني حسيني امتد سرهم جيلانيا ً رفاعياً وشاذلياً ودسوقيا ً وبدوياً إلى تيجانيا ً إلى من كان بين ذالك وذالك وما بعد ذالك الى القائم المهدي الهادي بأمر ربه الدال على سبيل ربه الذي يَدُلُه الله به عليه ويهديهِ منه إليه والذي يخلُفُ نبي الرحمة فيشرق شمسًا من مغربها ًوبعد 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته 
في هذا الموعد المتجدد مع التأملات العرفانية والتي نخصصها اليوم في خلاصات وعجالة عن موضوع ٍ مهم يحتاج زمنًا للبسط والشرح
 وزمنًا للمناقشة والطرح وزمنًا أطول للتنفيذ والتجريب على الذات وتطبيق هذه الوصفات الرحمانية التي فيها خيرٌ عظيم لم نتكلم عنها الا بعد ان جربناها ولم نصفها الا بعد ان ذقناها شربنا من كأسها وذُقنا من معناها ومبناها فهي لطائف قلبية روحية لبية فؤادية لها أبعاد عرفانية وفكرية تحتاج عقلا متدبراً وقلبًا ذاكرًا ولسانا ً شاكرًا وتحتاج عبداً يروم أن يصعد القمة التي لايصعدها الا قلة 
اما جيف المعاني فلها ضباعها وهم كثيرٌ فيقبلون عليها من كل حدبٍ وصوب اما هذا فمقام صفوةٍ وقلةٍ لا يُكابده ولا يعانيه ولا يتحمله الا ذو شوقٍ يسمو به إلى فوق ومن لم يخالجه شوق ولم يسمو به ذوقٌ لا يرتقي الى فوق وإلى فوق مافوق كذلك جعل الله في قلوبنا هذا التوق وحررنا من ذالك الطوق لم يضع علينا اصرا ً ولم يُحملنا إصراً نزع الأغلال من قلوبنا والأختام عنها فتدبرنا القرآن ( افلا يتدبرون القرآن آم على قلوبٍ أقفالها) 

***الحق جل وعلاه دعى الأنسان ليُبصر في نفسه (وفي أنفسكم افلا يبصرون ) وأقسم بما نبصر وبما لا نبصر وقال ان الذين جاهدوا فيه ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)وأن الذي يتقيه يهدي قلبه وانه من هدى فلا مضِلَ له ومن أضَلَ فلا هادي له وذكرنا بزمن
 ( الست) الذي لانذكره بعقولنا حتمًا ولا يُمكن لمخلوق حي في هذه الدنيا من طينة التراب ان يذكر ذالك كُلياً الا الأنبياء وكُمل الصالحين والقائم ثم الذين يخلفونه اما بقية البشر فقد يصلون الى ومضات عبر التريض عبر نوعيات كثيرةٍ من الأوراد والأذكار أو الرياضات الروحية وسواها في مشارق الأرض ومغاربها تكون نوافذ لذالك السر المطلسم الذي هو عين ذاتنا التي في ذاتنا 

بمعنى إن سر ألستُ بربكم قالوا بلى فيها ان هؤلاء عرفوا الله معرفة التيقن والتحقق مع طول الدربة والخبرة والمعرفة لان الله عندما كلم موسى البشري الذي يكمن فيه موسى النبي وخاطب عقله الإنساني وذاكرته البشرية قال( اني أنا ربك) 
فكان ذالك تعارفًا جديدًا اما قولهُ( ألستُ ) ففي معناها ان المعرفة سابقة فهو يسأل عن أمر ٍ يعلم أنهم يعرفونه كقولهِ وما تلك بيمينك يا موسى فموسى كان يعرف العصا وكذالك الذين سُئِلوا ألستُ بربكم وكانوا نحن وكنا هم من اول مولود أدمي إلى أخر مولود في أخر الدنيا التي تقوم عليه الساعة 
ألست بربكم قلنا بلى تأولها المتأولون وأدخل الصهاينة السابقون والذين والاهم اللاحقون وأعني الدجالون من بني إسرائيل قصصًا كثيرة كأنك مثل أدم وضع كفاً فأخرج ذريته منه وهذا غير صحيح انما لا يُجيب ببلى ولا يسأل الله جل في علاه بصيغة ألستُ الا من عرف انه قد عرفه وعليه فأن هؤلاء كانوا يعرفون ربهم فإنطوى السر فيهم فلما ولدت المخلوقات الجديدة التي كانت في حياة الروح ثم جاءت الى حياة الدنيا نسيت كثيرا أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئًا وهذه آية ايظا 

ولذلك فإن السر المنطوي في الأنسان في سر أدم كذلك ندمج فيه نفخت فيه من روحي وهذا يحتاج تفصيلًا مطولا ً هذا السر المنطوي في الأنسان لو دلَّ الله عليه الأنسان أي دلهُ إلى كونٍ في داخلهِ ( وتحسب انك جرمٌ صغير وفيك انطوى العالم الأكبر) إذا دلك الله على هذا الكون الداخلي الذي فيك الذي يختفي في أعماقك وجوانحك وعقلك الباطن وروحك وعلائقك بها بقلبك ولُبك وفؤادك وسنُفصل في علم الأنسان ضمن دروس البرهان الفرق بين الجسد والجسم والبدن وبين الأنفس والشخصية وأنواع الأدراك والوعي وبين ذالك كله وبين القلب والفواد والعقل واللب الى غير ذالك 

فلما يدلك الله جل في علاه عن هذا السر الذي فيك عن عين ماءٍ ازليةٍ فيها ماء الحياة الذي في داخلك اذا ما أوصلك أليك فقد أوصلك إليه وإذا مادلك عليك فقد دلك عليه وإذا ماعرفك بك فقد عرفك به لان سرهُ منطوي فيك ولأن أعماق أعماق أعماقك شاهدةٌ له فيها من ختمته ِمن آثار رحمتهِ (فأنظر الى أثار رحمة الله كيف يُحي الأرض بعد موتها)لإنك إذا عرفت المصنوع عرفت الصانع وإذا عرفت الصانع دلك على سر المصنوع 

فالصانع جل في علاه قد جعل في كل شيء خلقه ُبرهاناً على إنه الخالق لذالك قلنا في أبيات من الشعر التي نرجو بها رضوان الله 
لله في الخلق سر ٌ جل معناه ُ 
فأنظر بقلبك تُبصِر كيف جلاهُ 
في كل شيءٍ براهُ الله مقتدرًا 
صوتٌ يقولُ انا قد صاغني الله ُ

هذا الدليل الذي في داخلك هذه الجنة التي في أعماقك هذا المجمع البحرين الذي ستجد فيه ماء ً يجعل حوت حياتك ونفسك يمضي في البحر عجبًا وسربا بعد ان كان ميتًا وانتحبا هذا السر الذي ستجد فيه بعد عناء رحلتك كرحلة موسى ويوشعهُ وفتاه ابن اخته مريم في أرض الله من أرض ليبيا سوف تجد ذالك الخضر السري الذي يجلس على الماء يُغير اشكالهُ فتتبدى 
لك في كل الإشكال قصة حياتك هذا التقيتهُ في تلك اللحظة والأخر رأيته في تلك اللحظة كما حدث لنبي الله موسى وسنقص عليكم خبرهُ
هذا الخضر المنطوي فيك هو سر الله في داخلك بمعنى ابسط أنه طالما ان الله نفخ من روحه وحبيبه ِ في ادم حبيبه ِ كذالك ( أي انه نفخه من خلال الروح المصطفوية النبوي الاحمدي)
كنت نبيًا وآدم منجدلٌ بين الماء والطين من هذا السر الرباني من هذا النفخ الروحاني سرت في أدم ثم أنتقلت عبر انتقالات ٍ في ما سميناه الحمض النووي الروحاني أنتقلت أسرار وانوار حسب الدرجات وحسب الشخوص ولم تنتقل الى كل البشر بل إلى أخيارهم وحُجبت عن أشرارهم أنتقلت هذه اللطائف في ذرية ٍ بعضها من بعض بينما الآخرون تشابهت قلوبهم في الكفر والجحود والنُكران والحسد والإفساد والإلحاد والمعاندة والطغيان والمجاهرة بالفساد والسعي فيه لنشر الفاحشة بين الذين امنوا 

هذا السر بين مجمع ألستُ وبين مجمع النفخة الروحانية وبين مجمع البحرين بحر الذات والصفات بحر الروح وبحر الجسم بحر القلب وبحر العقل بحر الوعي الظاهري والوعي الباطن في مجامع هذه البحار سرُالاسرار ونور الأنوار من عند الجبار نورُ على نور 

فأنت فيك هذه المشكاة التي فيها زجاجة مشكاة ٌ في زجاجة والزجاجة كأنها كوكب دُري وهذا الإيقاد من الشجرة التي لاشرقية ولا غربية ليست شجرة النفس الأمارة التي تمضي في غروب ذاتك ولا شجرة النفس اللوامة التي تُبالغ وتُغالي بل هي النفس المطمئنة المستقرة بينهما التي إرتفعت فيها نفس الذات مع اتحاد مع النفس اللوامة غابت النفس الامارة

 بينما لو هوت نفس الذات واتحدت بالنفس الأمارة 
زادت اللوامة وخبُثت النفس حينها وصارت نفس خبيثة وصار صاحبها شيطان انس اما كمُلت وصارت مطمئنة ًصار صاحبها من المُخبتين والمُخلَصين والخُلص الميامين وهذا دونه ما دونه 

هذه الجنة في مجمع بحرين قلبك ولبك وجوهرك هذا السر المنطوي فيك وفي روحك لاتظنن ان الطريق إليه مُيَسر عُسِرَ على الأنبياء بأقوامهم ولم يُعسَر في ذواتهم بحكم أنهم كُمل منذ البداية وعُسِرَ فينا بما حولنا ومافينا(  ونفس وماسواها فألهمها فجورها وتقواها)

جيش الفجور يُفعل آليًا وجيش التقوى لايُفعل الا بالتربية والدربة والإرادة وهذا سنرده ُ في علم النفس الذي سيكون بحرًا لجيا ً متلاطماً يبدوا فيه ضآلة من كتبوا ومن تأولو في النفس بالتصعيد وبغير ذلك من شهوات موبقات من أقوال فرويد وغيره ويونك وهذه المدارس التحليلية سنجيبهم عن علم وعن بصيرة فأجمعوا كيدكم ثم أتوا صفا فهذا علمْ نقيٌ زكيٌ جعله الله في قلب عبدٍ من عبادهِ بفضله ِلا لفضل عبدهِ 

المهم إن بين مجمعي النفس والنفس جيش الشر فيك سيمنعك غضبٌ في داخلك قد تكون ورثته ُ او ورِثتهُ أو أتى من إحساسك يومًا بالقهر أو غضبٍ لامرٍ ما بحرمان أو فقدان شهوات ٌكانها تقول لك أن اللذة ليست آلا للعاصي وكأنما الله لم يُبح ذالك لمن آمن واتخذ ذالك زكاةً حلالًا في الدنيا والأخرة توهمك بذالك الضمأ الذي لا ينتهي نُسميهِ البوذية القديمة ترشنا وهي ديانة سماوية ثم حُرِفت بتقادم الأيام 

هذا الظمأ المستمر في هذه النفس الأمارة بالسوء عيوبك ونواقصك التي تعرفها فتتجاهلها أو التي تجهلها والبعض أُبتُليَ هذا من شُح النفس ليوقَ شُح نفسهِ أُبتُليَ بأنه يُدافع عن عيوبهِ وعن اخطاءه ِ كدفاعهِ عن فلذات اكبادهِ وكأنما هي مسألة حياة وموت وهذا تجلي للنفس عليه النفس اللوامة تتكلم والنفس الأمارة تتكلم ايظا داخليًا وخارجيًا 

إذا قلت له يافلان هذا خاطئ ستجدهُ يُدافع ويُبرر إما لانهُ امرٌ عاديٌ بين الناس أو ماذا فعلتُ مقارنة مافعل المجرمون أو من قال لك ان هذا حرام أو انه يجد تبريراً كنتُ مظلومًا لقد دفعني الى ذالك امرٌ ما سيُبرر ، 
وهذا نظامُ حمايةٍ ذاتي لهذا الفايروس لهذه ِ اللوثة التي فيه فيُدافع لا تُدافع عن عيوبك أجلس بينك وبين ربك وبينك وبين نفسك أُدرس أرض المعركة أنظر أين موضع جيشك وأعلم ان أعظم الكائنات البرية يأكلها أصغر السمك إذا كان في البحر وأعظم الكائنات البحرية يفترسها أصغر النمل إذا ألقي في البر 

وعليه إذا قاتلت في غير أرضك فيقينا ً سوف تُهزم جُرَ الشرَ الذي فيك إلى مناطق لايستطيع مقاومتها تجرهُ بطرائق سهلةٍ جدًا 

صلي الفجر توقى الهجر 
وصلي صبحك تجد ربحك 
وصلي ظهرك يُسند ظهرك 
وصلي عصرك تسد عصرك 
وصلي المغرب كي لاتغرِب 
وصلي العشاء وأفعل مايشاء 
لا ما تشاء كما روج لها الحمقى صلي العشاء وافعل ماتشاء والصحيح ( صلي العشاء وأفعل مايشاء)

وهذه قلناها في علم الصلاة وكتاب الصلاة الذي سنقرأ لكم منه صفحات نيراتٍ ان شاء الله خاصةً صلاة الفجر والصبح ذالك التوقيت يجب ان تستيقظ فيه ذالك التوقيت هو توقيت تبديل طاقات نورانية ملائكية صعود ملائكة ونزول آخرين وذلك التوقيت فيه إنفتاح بوابات نورانية لاتنفتح الا في ذالك التوقيت وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا قم الليل آلا قليلًا هذا موضوع اخر هنا ندخل في مستويات أخرى في أحزمة اعلى لكن على الأقل تستيقظ حينها 
البكور فيه بركة عظيمة عندما تقوم بذالك ستدعم صف جيشك الخير وسوف تُدكدك صفوف جيوش الشر التي فيك تنطلق في الحرب

 الذكر كل يوم لا اله إلا الله
 ،سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر 
ياحي ياقيوم وارث يادائم ياباقي 

تُناجي الله جل في علاه ،تصلي على حبيب الله وعلى ال بيت حبيب الله وتُسلم على الصالحين كما تُسلم عليهم في الصلاة السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين 

وأنا اعجب من الذين يستنقصون من قدر ال البيت وهم يُسلمون على ال البيت في كل صلاة الصلاة الإبراهيمية والذين يقولون ان محمدًا ميت في قبر لايضر ولا ينفع وهم يقولون السلام عليك والتي لاتقال إلا للعاقل الشاهد القريب الناضر لايُقال هذا عليك إلا لمن يسمعك أو ان الصلاة فيها جنون!! فيها أختلاف فيها تُرهات!! هذا غير صحيح 

طالما نقول السلام عليك فهو يسمعنا ويُجيب السلام وهو يطلع على الصلاة ويكون قريبًا قُربَ سرٍ كما إقترب الخضر من عرش بلقيس وهو مايزال جالسًا عند سليمان كما يُسميه انشتاين الانبعاج الزمكاني 
(انطواء الزمكان) فهذا سرٌ أخر اقرب مايكون المرء الى ربه وهو ساجد تنطوي الأزمنة والأمكنة 

رياضة الذي لايُريضُ جسمه ويقبل الكسل إذا كنت تستطيع ذالك فأفعل على الأقل ولو بعض الحركات 
لاتظنوا ان الصحابة كانوا غير ذوي رياضة لماذا أمرهم رسول الله بالكشف عن اذرعتهم عندما جاءوا من العمرة في صلح الحديبية ليظهروا القوة ما تلك الهرولة! هرولة الجيوش كيف كان الإمام علي هل كان الأمام علي مدكدك الجسم ؟واهناً حتى صارت اليوم المشيخة ترمز لان يكون كبيرًا واهنًا مع إحترامي لكبار السن ولكن ليس ذالك لُبُها 

أنما عليٌ فتي( لافتى الا علي ولا سيف الا ذوالفقار)
أليس ذالك مدارس فنون قتالية!!
كانت مدارس فنون قتالية ودفاعية رهيبة جدا فيها تدريبات وفيها تمارين مستمرة فيها نظام غذائي الأمام علي كان يأكل الشعير خاصةً لو أكلت طعامكم ماقاتلتُ شجعانًا يعني في الجانب الجسماني طبعًا سرهُ الروحاني أعظم بمعنى ان هنالك ايظا نظامًا غذائيا تُسرف في أكل كل شيء لإنك من طين تدعم الطين بالطين وتختفي الروح تحت طيٍ من أنين تقتل روحك بإقبالك على الدنيا تأكل وكأن الساعة تقوم بعد قليل وأنت لن تأكل بعد ذالك اليوم أبدآ

 قاوم شيطان الشراهة قاوم شيطان الجُبن والهلع والخوف من الموت والخوف من الدنيا والخوف من الكورونا والخوف من الإفلاس والخوف من المستقبل والندم على الماضي قاوم شيطان الغضب الذي يجعلك تقول مالاتُحب وتؤذي من تُحب وتهدم ماتحب قاوم شيطان الغضب الأسود قاوم شيطان اليأس والكسل قاوم الشياطين الشهوانية شياطين الرغائب قاتلهم لااقول لك أنهزم أمامهم بل إذا غُلِبتَ فأنهض مجددًا 
كما قال سيدنا رسول الله لسيدنا عمار (إذا عادوا فعُد)
أنهض مجددًا أدخل من باب( الا) الا الذين امنوا وعملوا الصالحات الا الذين امنوا الا( الا) تجدها في القرآن مكررة هذا نُسميه علم( الا) 

إذا دلك الله عليك يجب ان تُعد الأرض ليأتيك الدليل الرباني مايزال احدكم يقرأ سورة الضحى حتى يبعث الله إليه من يُعلمه دينه يبعث الله إليه ولو بينهُ وبين ربه ِلو ان أحدا ً دعا لك صادقًا اللهم أفتح عليه وأمده بمدد من نبيك ثم استجاب الله لهُ ففُتِحَ عليك وأمدك الله بمدد من نبيه ثم جئت بعلم جديد لماذا يستنكرون إذًا الذين دعوا لك حينها تشدقوا بالكلام فقط ألسنا نقول ان الله يفتح على قلب من يشاء من عبادهِ وان الله يهدي من يشاء من عبادهِ حصروا الله جل في علاه في وهمهم في مسألة الوحي الجبرائيلي على سيدنا رسول الله منعوا ان يكون هنالك قبسٌ نوراني بقلب السيدة الزهراء وسيدنا علي وقلوب أسياد الصحابة وقلب أويس وقلب ابي ذر وقلب سلمان وقلوب الصالحين حسن البصري وابي سعيدالخراز والجنيد وإبراهيم ابن الأدهم وصولًا الى معروف الكرخي وصولًا الى الشيخ عبد القادر الجيلاني والرفاعي وهؤلاء السادة 
كلا ان لله بوارق وحقائق وأذواق ودقائق مستمرة كلماتهم لاتنقطع وانوارهم لاتنقطع وبث قنواتهم الرحمانية لاتنقطع أتبث ُ قنواتنا الدنيوية ويكون لها فرق عمل ولاتبثُ القنوات الربانية الرحمانيه في قلوب عباد الله الذين عرفوه وعرفهم بهم ثم عرفهم به 
هذا امرٌ غير صحيح ٍيقوله الذين ماعرفوا الحق ولا عرفوا الله بل رددوا كلامًا قديمًا لم يفقهوه وهذا الكلام القديم كان حاجزًا بينهم وبين سر القرآن وحجب الأمة بالتفاسير السقيمة والوضع العقيم عن أنوار القرآن وعن الشخصية المحمدية الحقيقية وعن السنة الحقيقية وعن السيرة الحقيقية لا أقول دساً كُلياً بل دساً موضعيًا ولكن كان له دور تهديمي كبير جدا من أسباب ما وصلت اليه الأمة في تأريخها من إنهيار وانحطاط معرفي وتخلف في جميع الأصعدة 

وهذا سيندك ان شاء الله وبوارقهُ بدأت وانطلقت والراية إرتفعت وامتنعت وجمع الله جندهُ وهو سوف يُظهر أمره بأمره في الوقت المناسب 

وعليه فأننا عندما نتكلم عن هذا الدليل الذاتي كل إنسان ألزمناه طائره ُ في عنقه في داخلك مترجم رباني الكافر إذا رأى الاية الربانية ترجمها له مترجمهُ الشيطاني ويقول له هذا لا شيء هذا سحر والمؤمن إذا رأى الآية الربانية بقلبه آمن بها لذالك معظم الذين شهدوا المعجزات المباشرة كانوا كفارًا معظم الذين رأووا انشقاق القمر كانوا كافرين بينما أهل الأيمان أويس القرني لم يلتقي رسول الله في حالة جهرية إطلاقًا وان كان اللقاءات الأخرى موجودة وكثيرة ولكنه مؤمن القلب وعليه فأن هذا السر وهذا النور فيه أسرار وأنوار 
قلت مرة ولم انشرهُ طلبت من الله برهانًا تراه عيني فوهبني برهانًا يراهُ قلبي فوجدت برهان القلب أعظم وعلمتُ ان العين تنظر وان القلب يرى 
عندما تكون مهيئاً عندما تطلب تقف بين نفسك ألان وتقول انا اختار أختار ان أكون عبداً مخبتاً لله رغم انف نفسي وذنوبي وأن أجعل راس ذني تحت قدم توبتي وأختار ان أكون جنديًا لرسول الله محمد على حقيقةً ذاته وجمال صفاته وان أكون جنديًا لا ال بيت النبي ولُخلص الأصحاب وللانبياء من قبل ذالك والصالحين وللصالحين من بعد ذالك و أهل الديوان والبرهان وأختار أن أكون فارسًا في كل ميدان وأختار ان أكون ممن يُشرف بالصلاة في بيت المقدس عندما يُرفع ُفيها بأمر الله الآذان وأختار ان أسعى الى الجنة سعي أهلها بسر ربي وبركة ربي وأختار ان أتطور ذاتًا وصفاتا ً وان امتلك يقينًا وان أُدرِبَ جسمي ما أستطعت وان اهتدي ما أستطعت وإن أغلب نفسي ما أستطعت وان أطهر قلبي ما استطعت وان أصقل عقلي ما أستطعت قلها وألتزم بها وحاولها وكأنك تصنع من طينةٍ آنيةً ما لن تنجح منذ أول لحظة ستقع على وجهك مرارًا ستجذبك كلاب الشياطين وتنهشك ضباع الشياطين وتأتيك النفس بالف الف مؤامرة ومكيدة ويأتيك حاسدٌ من هنا وجاحدٌ من هناك ولكن الله سينصرك في النهاية 

إذا أخترت هذا السبيل فهو سبيل يوصلك الى الدليل يدُلكَ الله عليك كما دل َ موسى على نفسه عندما أقبل موسى إلى النار التي لم تكن نارًا ووجد انه في واد ٍ مقدس قيل أخلع نعليك أخلع شكيك أخلع حياتك الأولى في قصر فرعون وحياتك الثانية وانت راعٍ ٍ أخلع كل شيء وانخلع منه وأدخل حافي القدمين حافيًا من كل الدنيا تاركًا الدنيا خلفك هذا ربك يُكلمك يُناجيك 
عندما ألقيت العصا ذاتك وقلبك الذي من قبل عصى كالعصا تخشب قُطِعَ من شجرة اليقين والعرفان والإحسان وفقد الثمر وفقد الورق وهشت به نفسك على غنم وهمك ولها فيه مأرب آخرى فألقها فألقاها فإذا هي إذا جاءت الرحمة يُلقي الله قلبك في بحور انوارهِ فإذا هو حي ٌ يسعى فإذا هي حيةٌ تسعى 

تُصبح نفسك الميتة القاسية حيةً تسعى وترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوجٍ بهيج يُنزل مطر الله الرحماني بكلِ خيرٍ ونور ٍ وسرور ٍ على نفسك الهامدة فتهتز فلما رأها تهتز كأنها جان وتُنبتُ من كل زوجٍ بهيج المشهدية سيكون فيها لحظة خوف ولى مدبرًا ولم يُعقب إذا كشف الله مابينك وبينه ومابينهُ وبينك ستفرُ منك لإنك حينها ستستعظم ذنوبك 

الغافل ينظر إلى ذنوبه نظر الأعشى نظر الارمد الذي يرى الكبير صغيرًا والواصل ينظرُ إلى ذنوبهِ نظر الذي يرى الصغير كبيرًا فيستكثرُ على نفسهِ اللمم ويبكي كثيرًا ولذلك تتغير المعايير ستفرُ منك وتهربُ إليه ففروا الى الله إذا دلك عليك دلك على حقيقة سرك يتحول العاصي الى طائع وتكون في مقام الذل والافتقار وتقول قول إبراهيم الادهم 
وقد جاع في سفرٍ له
 انا ذاكرٌ انا شاكرٌ
 انا حامدٌ انا جائعٌ
 انا ضائعٌ انا عاري 
هي ستةٌ وانا الكفيل بنصفها 
فكن الكفيل بنصفها ياباري 

ثم كتب
 انت المقصود في كلِ حال والمُشار إليه بكل معنى حينما تقف بين يدي ربك وتعترف ُانك فعلًا جائعٌ ألى النور ضائعٌ في الديجور عارٍ من حسنات ٍتفتقر إليها تأتيه كما أتى أخوة يوسف ببضاعة مزجاة وتقول يا أيها العزيز تصدق علي تأتي الى رسول الله بهذا تضع خدك على التراب لطه تمسك قدمه الشريفة تقبلها وتعلم يقينًا ان كونك تراب قدمهِ شرفٌ عظيم لإن تراب قدمهِ مقدس تراب قدمهِ تغار منهُ كل قطعة تراب في الأرض كل حصى مسها النبي وغصن شجرٍ وظلهُ مر على مكان الا وغارت كل الأرض والكواكب فأستمدت ومدت من طاقاتها تترشفُ الأنوار وتأخذها 

وهذا ليس كلام مجازي هذا كلامُ حق وسوف يكشف الله ذالك بقائم ال محمد تبيانا وعليه فأن الدليل الرباني الذي فيك عليك ثم عليه ِ والهاديك أليك َ ثم اليهِ دليلٌ عظيم فأستنهض الهمة لإنجاز المهمة خذ من العلم ماينفعك وأعمل من العمل مايرفعك وأعلم ان الدعاء للمقام رافع وللعبد نافع وللبلاء دافع واعلم ان الله جل في علاه يخطب ُ من أراد على ما أراد فجعل في خلقه ِ المريد والمراد وان الحضرة كما تُخطَبُ تَخطِب وماكل من خطبها نالها وكلُ من خطبته ُ نالته فتشوف لذالك المقام واعلم ان الدنيا دار منام ٍ ودار حُلمٍ وفيها خيرٌ لأهل الخير كما قال مولاي وجدي وسيدي الإمام علي عليه السلام 
لاتسبوا لي الدنيا الدنيا دار صدقٍ لمن صدقها مهبط وحي الله ومنزل أنبياءه ومتجر أولياءه فالذي صدق الله في الدنيا يجد الخير في الدارين وأكذوبةٌ ان الدنيا جنة الكفار والاخرة جنة المؤمنين مضحكة فالله قال أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقال لنحيينه ُ حياةً طيبة وقال سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يُبعث حيا اما الاخرون فقال من كان في هذه أعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ً ضنكا ونحشره ُيوم القيامة اعمى 
هي ثورة مفاهيم نسوقها ونصائح ُنصحها ذالك الشيخ المتربع ُ في أعماقي في مجمع البحرين وقد كشف قليلا ً من قناعهِ اما انا فمقامي تحت تلك القدم وقد أخذني الندم فأني على الذنب نادم ولمحمد ٍوال بيتهِ والصالحين والقائم خادم وأني اتشوفُ واستعدُ لأمر ٍ عظيم ٍ قادم فمن شاء ذلك فليوضأ قلبهُ بالمحبة وليتوكل على الله ربه 

منشورات ذات صلة

كلمة محمّدية للشيخ الدكتور مازن الشريف في التكية المحمدية بموصل العراق

منح الشيخ الدكتور أكرم عبد الوهاب مسند العراق الشيخ الدكتور مازن الشريف… شاهد المزيد

24 فبراير، 2024
مجلس مخصص لأهلنا في فلسطين وأهل غزة وشهدائها

للشيخ العلّامة الدكتور: مازن الشريف

2 يناير، 2024
شرح الصدر في سر ليلة القدر

نفحات رمضانية للشيخ الدكتور مازن الشريف.

14 أبريل، 2023
هذه فاطمة

الشيخ الدكتور مازن الشريف/ دروس الفتح المحمدي: هذه فاطمة

29 ديسمبر، 2022
في مقام الصالحين

الشيخ الدكتور مازن الشريف/ دروس الفتح المحمدي: في مقام الصالحين

17 ديسمبر، 2022