معرفة الله والكتب الثلاثة: القرآن، الكون، والإنسان.
كلما تعمقت في كتاب الله ادركت ان ما أعلمه اقل مما كنت أظن، وأن ما أجهله أكبر مما كنت أظن.
كلام عن كتاب الله، وعن كتاب الكون وكتاب الإنسان.
نظر عميق لمن تذوّق المعنى، وبحث وتحقيق لمن فهم المبنى
بسم الله جل في علاه والصلاة والسلام على سيدي ومولاي رسول الله وعلى آله ومن والاهم ووالاه اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا وإمامنا ونبينا محمد عدد العدد الذي يعد العادون وعدد مالا يعدون وعدد مابين قاف ونون صل عليه كما تصلي عليه وكما يصلي على نفسه وكما يصلي عليه ملائكتك العابدون وأنبيائك المرسلون وأوليائك الصالحون وخلقك المجتبون وسلم تسليما كثيرا . أحبابنا في الله السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته نمضي معكم قدما في سلسلة محاضرات في معرفة الله ضمن تأملاتنا العرفانية ونناقش اليوم تحت عنوان ( معرفة الله والكتب الثلاث ..القرآن الكون والإنسان )..وهي كتب كتبها الله سبحانه وتعالى هي من كلمات الله .. •القرآن كلام الرحمن مائدته التي لا يمكن أن يحصى مافيها من خير معين لا ينضب لا ينتهي العلماء إلى أقاصي مافيه من سر وعلم وحكمة وفضل ومثل وأخلاق ... •والكون كتاب الله الذي خلقه وبرئه وفطره وجعله آية وجعل فيه ظواهر وبواطن ومعاني ومباني وجعل فيه كوامن وأسرارا وطاقات من الذرة وما أدنى إلى المجرة وما أعلى منضودا منضوما مرتبا مسلسلا عجيبا ورغم ذالك العجب العجاب بسيطا للناظر إليه من حيث قدرته على الفهم .فيه آليات وقوانين من نووية إلى مغناطيسية كهربية إلى ثقالة إلى مالم يعلم العلماء لليوم ومازال العقل البشري يكتشف و يكتشف ويكتشف ولم يبلغ إلا قطرة من محيط عظيم ... •والإنسان أيضا كون خلقه الله سبحانه وتعالى وأودع فيه أكوانا من سره ..نفخ من روحه ..آيات من عنده ..ولذالك إن الذي يريد أن يقصد طريق التعرف والمعرفة بالله في الله عليه أن يسلك في أعتقاد الأكوان الثلاثة . الكون الأول هو الكون القرآني .. شخصيا منذ عشرين عام بدأت في تأليف كتب معينها القرآن العظيم بداية من موسوعة البرهان وكلما غصت أكثر كلما وجدت أن ماعرفته وما علمته أكثر ضآلة مما كنت أظن وأن مالم أعرفه ولم أفهمه ولم أكتشفه أعظم وأكبر مما كنت أظن ولذالك فإن الناظر في الكتاب العظيم يحتاج إلى الدعاء والضراعة إلى الله سبحانه وتعالى أن يفتح على قلبه وبصيرته وكنت أشرت من قبل أن بعض الإسرائيليات والتفاسير السقيمة تقف حاجزا بين القارئ للقرآن المتدبر فيه وبين حقيقة معانيه ..لأن التدبر في القرآن الكريم أمر إلاهي { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } ..والأقفال قد تكون ربانية أن الله يحول بين المرء وقلبه وقد تكون أيضا شيطانية بيد بشرية مما يوضع من تزييفات ومما يوضع من حسر للمعاني العظيمة في تفسيرات سقيمة ..ومن ينظر مثلا إلى تفسير حول الكون وأن السماء بعيدة خمس مئة سنة فقط إلى غير ذالك هذا ربما لم يكن من الإسرائيليات أو أخذ منه بعضهم بحسن نية بحكم أن الكون كان مجهولا في الفترات الأولى ...ولكن ثمة أمور يبدوا للقارئ أنها موضوعة مكذوبة كالذي شهد من أهل زليخة قالوا هو رضيع أنطقه الله وهذا غير صحيح تماما وله أبعاد وغايات ومقاصد قد نخصص لها نظرا مع الراهب الذي أنطق أيضا الرضيع وكلاهما إستهدفا السيدة العذراء والسيد المسيح إذ لم ينطق أحد غير المسيح في المهد ولهذا أسرار كبيرة جدا ولكن أرادوا دائما أن يجعلوا في الأمر شبهة الزنا حتى يثبت بنو إسرائيل الزنا على السيدة مريم حاشاها من ذالك وعلى سيدنا المسيح إستنقاصا والسيد المسيح نبي كريم روح من الله سبحانه وتعالى وكلمة منه وعليه أزكى الصلاة والسلام •القرآن العظيم له مفاتيح معنوية ..لفظية ..قلبية ..روحانية القرآن العظيم ليس ذالك الكتاب الذي تتلوه وتقرأه وتختمه ربما في رمضان البعض يباري في أن يختم القرآن أكثر من مرة ليس ذالك فقط هو القرآن العظيم القرآن العظيم هو ماكتب الله سبحانه وتعالى وأودع في هذا المصحف ولكن فيه معاني وبواطن هي من القرآن تتمة في القرآن ..أي أن القرآن يحمل هذه المعاني في مدلولاته هذه الرسائل الربانية التي هي من مقاصد القرآن العظيم ...فالذي يقرأ القرآن العظيم وينحسر في دفتي قرائته وما يقرأه فيه من آيات ثم لا يتدبر ولا يأثر ذالك على نفسه وروحه وقلبه وعقله قد ظلم القرآن العظيم { إن قومي إتخذوا هذا القرآن مهجورا } هجران القرآن أنك لا تدرك أن هذا القرآن العظيم ليس فقط مجرد نص كما يتعامل معه المستشرقون ومن ساندهم من المدارس العربية الذين يريدون هدم هذا الكتاب ويحاولون عبثا ذالك وإظهار أنه متهافت وأنه متناقظ ولكن القرآن كلام الرحمن نزل بأعظم ملك على أعظم إنسان وفيه من الجمال والجلال والكمال مالا يحصى القرآن إذا وقفت أمام آية فتدبر واعلم من قالها ومن نزل بها وعلى من نزلت أي أذن سمعت وأي قلب حوى وأي صدر احتوى وفي أي روح ذالك النور استوى وكيف بعد ذالك كان حقا ولم ينطق ناطقه عن هوى إن هو إلا وحي يوحى والنجم إذا هوى ماظل نبينا في ذالك وما غوى .. فلذالك أشرف لسان وأصدق جنان وأعظم بيان صدر بهذا القرآن من الصدر النبوي الشريف إلى لسانه الشريف إلى الآذان الشريفة للصحابة رضوان الله عليهم الذين أخذوه ونقلوه وبذالك إنتقل إلينا عبر أسانيد من رجال الله وأهل القرآن . •القرآن العظيم إذا لا نعني بقولنا أنه ليس فقط ذالك المسطور في الكتاب أن هنالك نصا آخر ولكن ليس الحد اللفظي هو الذي يحد ذالك الكتاب ليس حد فهمك للفظ ...فاللفظ يحمل معاني قد تجد للفظ معنى ظاهرا وهو الباطن " أنك تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة " معنى واضح ولكن قد يحمل معاني باطنية عن حقيقة تلك الزكاة وحقيقة تلك الصلاة وأنواعها وأحوال الخشوع فيها ودرجات أهلها ومراتبها وقد يحوي كلاما فيه ظاهر وباطن ..بمعنى أن ظاهره قد يكون مما يفهم الناس في ظاهر اللفظ في ذالك الزمن وباطنة مما يبحث العلماء فيه بعد ذالك { أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك } ظاهر القصة أنه قام بالأمر بسرعة ...باطنه هذه علوم كونية زمانية هذا ماحير كبار علماء فيزياء الكم اليوم هذا ماحير صاحب النسبية ومحوريتها حول إنبعاج الزمان والزمكان وهذه أمورا عظيمة جدت حقيقة وهذه أسرار وانطوائات في الكون نفسه وهي أمور عجيبة ممكن أن نتمثلها تخيلا ولكن لا يمكن أن نتصورها على عين التدقيق ...أقطار السموات والأرض لماذا أقطار مامعنى قطر ...لماذا ذكرت النجوم وشبهت بالمصابيح الذي يقرأه أولا يمضي في ذهنه أن هنالك بيت يتخذ له مصباح وأن النجوم كالمصابيح تضيئ علينا هذا العالم في الليل أما الذي يتعمق في الكون يجد أن المادة السوداء المحيطة بالكون تجعله كونا معتما بشكل كلي وأن النجوم تضيئ داخله هي مصابيح عظيمة كبيرة الحجم بما لا يتخيل العقل. لم يتصور سلفنا الصالح.. أحجام النجوم على سبيل المثال إذا ..هذه من المعاني قصة الخضر مع موسى فيها ظواهر وبواطن كيف عرف أن السفينة لمساكين يعملون في البحر وما علاقة ذالك بأصحاب القدرات التخاطرية والعقول الخارقة مالسر في قتله للغلام ماعلاقة ذالك بقصة الحياة قبل الحياة ...{ أحييتنا اثنتين وأمتنا اثنتين } { قد كنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون } ماعلاقة ذالك ب{ ألست بربكم } بذالك المجمع الذي كان والذي شهدنا فيه جميعا لله بالوحدانية ولم تذكر من ذالك اليوم شيئا ...كنا غير هذه الكائنات ..كنا أرواحا كنا أمرا آخر . إذا ..هل عرف الخضر أن ذالك الغلام كان كافرا في زمن( ألست ) فقتله وهو لم يكلف بعد . كيف عرف المخبوئ تحت الأرض .. إذا ..عرف الممتد جغرافيا السفينة لمن ومن هو الملك إلى غير ذالك ..عرف المخبوئ في الروح والقدر و المستقبل وعرف المخبوئ تحت الأرض وعرف ان هنالك من سيستخرج ذالك الكنز بعد فترة من الزمان . إذا ..هذه معاني وهذه معاني ..قصة العزير أيضا مامعنى لم يتسنه ..كيف توقف الزمن هل هي حادثة فقط تحدث للعزير أم هنالك جيب زماني ينعدم فيه الزمن كما انعدم الزمن في قصة جلب عرش بلقيس وانعدمت المسافة ..جسر آنشتاين روزين كما يسمى ..إنبعاح المكان إنطوائه كما تدلل على ذالك النضرية النسبية ...إذا هل هنالك بعد ينعدم فيه الزمان فلا يتسنه فيه شيئ وعليه نقول أن جسد رسول الله لم يتسنه وأن الخضر لا يتسنه وأن الملائكة لا تتسنه وأن الناس في الجنة لا يتسنهون وأن عوالم الأبد لا تتسنه ..أي ليس فيها زمن بالمعنى الذي نعيشه اليوم ...الطعام لم يتسنه بقي كما هو والحمار تحول إلى رميم والعزير شعر بالزمن مائة عام كأنها يوم ...أهل الكهف ثلاث مئة سنة ونيف كأنها يوم وليلة ..هل يعني ذالك تباطئا للزمن ..تسارعا للزمن ...مالذي يؤدي إلى ذالك إذا درسناه وفق نظريات فيزياء الكم وعلوم الزمان إلى غير ذالك فهذا لم يكن للسلف الصالح علم فيه كان النبي يعلمه وزيادة ولكن لم يكن لسلفنا علم بذالك لأنها علوم كشفت فيما بعد { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم } أو { سأريكم آياتي فلا تستعجلون } إذا هذه آيات ظهرت.. النبي علمها عرفها عرفه الله بها ..لعله عرف بعض أصحابه ببعضها وأظنه عرف الإمام علي أكثر من سواه بحكم الصلة والقرابة ( أنت مني بمنزلة هارون ) ولكن بقيت أمور مطوية في صدور الصالحين من أهل الكشف والتجليات ..وجاء الزمان الذي ربما تكشف فيه وهذا كان جهدي في موسوعة البرهان هو أن أثبت إعجاز العلم للقرآن وليس الإعجاز العلمي للقرآن يعني قصدت إعجاز القرآن للعلم وليس الإعجاز العلمي للقرآن • أعيد بحثت في موسوعة البرهان عن إعجاز القرآن للعلم وليس الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ...الإعجاز العلمي للقرآن الكريم أن يكون القرآن مرجعا نرجع إليه.. يكتشف الغرب إكتشافات ونقول هذه موجودة عندنا في قرآننا ..ولكن ماجتهدت فيه أن أبين أن القرآن عن طريق إشارات قرآنية والمكنونات القرآنية في مسائل معينة يعجز العلم وسيعجزه دائما أبدا ..وأجبنا عن أسئلة محيرة للعلماء حول المادة السوداء ..حول الكون ..حول التركيب ..حول الإنسان ..حول العوالم ..إلى غيرها قراية الخمس مئة علم ..والبعض الذين مكناهم من قرائة البرهان يعرفون جيدا عما نتكلم ويوما ما ييسر الله أن ننشر جميع ما دوناه في ذالك ولا أعتقده إجتهادا إنما هو مايفتح الله لعبده من باب تفضله ليس أن العبد يستحق ذالك ولكن الله أراد ففعل وهو نوع من الإلهامات القلبية التي لا تنتهي أبدا على قلوب عباد الله والتي في كل زمن هنالك معنى جديد يظهر وسر جديد يبهر وهكذا سيف جديد من الله يشهر وهكذا وهكذا.. لا نبوة بعد رسول الله..لا وحي يوحى من جبرائيل على مخلوق بعده ولكن هنالك لطائف قلبية ممتدة بالسلسلة إلى الذات المحمدية والسر الأحمدي وهذا فضل الله كما ذكرت ويستمر وسوف يستمر وسيأتي ماهو أعظم وما هو أكبر وهكذا حتى تقوم الساعة أو ماقبلها بقليل أي ماقبل أن يتوفى الله الطيبين جميعا ويبقى فقط شرار الخلق يتهارجون تهارج الحمر لا يحللون حلالا ولا يحرمون حراما كما ورد في الحديث النبوي الشريف . إذا.. القسم الأول الذي تكلمنا عنه( هو قسم الكتاب الأول الكون الأول القرآن العظيم ) القرآن العظيم معجز للعلم عظيم لأهل الفهم مرقي لأهل الذوق يعطي بيانا ويعطي فصاحة ويهب ثباتا وهو باب للكرامات وباب للخير لمن تدبر في معانيه ولمن عكف على فهمه واستعان طبعا بالتفاسير والكتب وفهم اللغة العربية ولكن جعل الله له نبراسا في قلبه يهديه ليبين له هذا موضوع في التفاسير وهذا صحيح وليعلم حينها أن القرآن العظيم هو ذالك الكتاب الذي نزله الله ولكن فيه أكوان داخل أكوان ..إذا كانت الذرة فيها عوالم هيڨزونات وكواركز وغيرها ماهو أدنى وماهو أدنى كل مرة يكتشفون أن العنصر الذي ظنوه غير متجزئ هو متجزئ وهكذا فما بالك بكلمات الرب العظيم بكلمات الله بكلام الله ...هذا كلام رب العالمين وفيه من الأسرار والأنوار مايدهش وما يذهل .. هنالك ظاهر لإقامة الشريعة لمسألة المواريث أحكام ظاهرة واضحة جلية وأخرى تحتاج إلى التأويل ولكن هنالك من القصص و هنالك من المعاني مافيها أسرار ... لماذا ذكر الله قرى بعينها ..فرعون ..عاد ..ذكر مثلا ثمود..إلى غير ذالك ؟ هل لأجل مجرد ذكرهم ؟ أم كما أقول في كثير من كتبي مثل كتاب " فاعتبروا " أن ذالك لأن الأمة الأخيرة المعدودة التي سيصيبها ما أصابهم ستجتمع فيها خطايا كل تلك الأقوام .. مافعل قوم نوح ..ومافعل قوم لوط ..ومافعل قوم عاد ..وما فعل قوم ثمود ...وما فعلت المؤتفكات ..ومافعل قوم تبع ..ومافعل الضالون المضلون وهكذا وما فعل فرعون يجتمع فرعون الثاني مع ثمود الثانية مع عاد الثانية مع قوم لوط جدد أكثر قوة وأكثر عددا .. قارن قوم لوط الجدد بقوم لوط الأولين ..نادي صغير فيه مجموعة صغيرة ..مالذي يعتبر أمام ما يجري اليوم . قارن قوة فرعون الأول مع فرعون هذا العصر .. لا وجود لمقارنة هو مسكين لا يمتلك لا أسلحة نووية ولا أساطيل ولا من ذالك .. وعليه فكما أن العقاب الأول كان بتلك القوة سيكون العقاب الموالي أضعافا ..{لو أن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة } هذا العذاب المؤجل سيكون في وقت معين أراه قريبا بالعلامات الدالة وبذالك سيكون فيه أضعاف ماكان في الأولين بحكم أن فساد هؤلاء أضعاف ماكان في الأولين • هذه معاني لعلك تسمعها لأول مرة وأنا واثق أنك تسمعها لأول مرة من هذا الإخراج وهذا المنحى وهذه الزاوية ولكني أقول لك هذا ثمر التدبر في كتاب الله ..هذه الذات البشرية التي تتكلم أمامك الآن لولا هذا الجلوس مع القرآن العظيم والضراعة لله والتوسل إليه بأسباب التوسل إليه بالأبواب إليه بالأقرب فالأقرب فالأمثل فالأمثل والدخول تحت جناح محمد وآل بيته والدخول تحت جناح أصحاب النبي الصادقين المؤمنين الخلص والصالحين الصادقين المؤمنين الكمل الخلص ..ولولا ذالك مابلغنا من هذا ولا ذرة وكل ذالك لا يكون إلا بإستجابة من العظيم الحليم الرحيم الحكيم الذي يلقي ويرقي وعلى قدر الترقي يكون التلقي والتجلي على المجلي ما عليك سوى التخلي كما ذكرنا في كتاب الإشراقات الذي ننشره بينكم قريبا . • الكتاب الأول هو القرآن العظيم ومهما تكلمنا عن القرآن العظيم فلن نوفيه حقه ولا قدره وهو باب في معرفة الله متحدث فيه الله عن نفسه ولا يمكن أن يتكلم متكلم عن الذات الإلاهية أفضل من الذات الإلاهية نفسها ..والله تحدث عن ذاته وعن عظيم صفاته بكلام عظيم منسجم عربي مبين يذهل فصحاء العرب وفصحاء الإنسانية والإنس والجن والملائكة . ثم كان أن ذالك الكلام والبيان الرباني نزل على أشرف الناس وخيرهم وأفصحهم لسانا وأثبتهم جنانا وأعظمهم ركنا ومقاما عند الله و وسيلة وجاها عند ربه سيدنا محمد والذي عبر عن ذالك بعد ذالك بتفاصيل أخرى من كلامه في سنته من هديه وذالك موصول بالقرآن لأنه وحي يوحى أيضا .. فلذالك الله سبحانه وتعالى جمع قرآنه وفصل بيانه وأظهر فرقانه ورسول الله أوصل إلى الناس ذالك وأدى الأمانة وبلغ الرسالة . هذان بحران من بحار العزة بحر خالق هو الأعظم سبحانه وتعالى. وبحر مخلوق هو أعظم الخلق . ونحن في تلك البحار نسير متوسلين بأصحاب الأنوار والأسرار ولعلنا نذوق من ذالك حلاوة طاعة كما أضاقتنا نفوسنا الأمارة من قبل حلاوات المعصية.. •القرآن العظيم إذا ..بحر كامل ..نور عظيم يعرفك بالله ..إذا قرأت القرآن فاقرأه بتمعن واعلم أن ذالك الكتاب هو كتب في داخل كتاب كل آية تفسيرها بمجلدات وتجد التفاسير كثيرة ومجلدات كثيرة فسره مفسرون وعلماء بعضهم من باب العقيدة .وبعضهم من باب العلم الإشاري .بعضهم من باب اللغة العربية وغير ذالك ومهما فعلوا وقد بذلوا الكثير وجزا الله خيرا من فسر القرآن وأحسن تفسيره ولكن يبقى الأمر فيه الكثير من الأمور وأرجوا أن يذوق قلبك من ذالك شيئا . عندما يتذوق القلب المعاني القرآنية سيستشعر بالقرب الإلاهي وهذا من مقاصد القرآن العظيم أن تشعر بقرب الله . • الكون الثاني أو الكتاب الثاني هو[ كتاب الكون ] (أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وماخلق الله من شيئ ) طبعا هذا النظر إلى ملكوت السموات والأرض وإلى ماخلق الله من شيئ نظر تحقيقي تدقيقي ...بعد أن تقرأ القرآن العظيم .وبعضهم أتى من قبل أن يقرأه ..تأمل في الكون فآمن ..إذا ما قرأت الكون بحسن قرائة ..البعض يقرأ الكون اليوم علماء كونيات لكن معظمهم ملاحدة ..لماذا ..لأنهم قرأوه مع وجود حجاب على قلوبهم وعقولهم ..قرأوا الكون ولكن لم يفهموا لغة الكون ..بعضهم فهم قال أن التمطط الكوني لو أنه تأخر أعشار أجزاء من الثانية أو تسارع أجزاء من الثانية لأنطمس هذا الكون إما أنه ينفلت أو ينطمس ينسحق ...فمن الذي قدر ذالك ..هنا خرجوا بنظرية العقل الأسمى أو التصميم الذكي والذي أرادوا تدريسه في الولايات المتحدة الأمريكية ورفض الملاحدة ذالك وكسبوا القضية في المحكمة ويحاربون بكل شكل هذه النظرية ... صانع الساعات الذي يصنع الساعات بدقة هذا ضرب مثلا على ذالك ورد عليه أحد زعماء الإلحاد بصانع الساعات الأعمى أنه صانع ساعات عشوائي وهذا الكون ليس فيه عمى إنما عمى القلوب وعمى العقول ..الكون دقيق جدا ..الكون كيف نشأ وحتى علماء النشأة الذين يتكلمون عن المفردة التي كان منها الكون والتي كانت بحجم لا يمكن تصور صغره في نقطة من اللازمان واللامكان ..وإن كنت أنا في كتبي إن شاء الله أنشرها تكلمت أنها كانت في زمان ومكان الكون ولد مثل المولودين من البشر في ظلمات ثلاث ..المادة سابقة لخلق الكون المادة السوداء هي الجاذبية صاحبة الثقالة صاحبة القوة المؤثرة الأكبر في الكون ..لا يمكن أن يتمطط الكون داخل وعاء أكبر منه ويسبقه زمنا ثم يكون ذالك الوعاء ناتجا عن الإنفجار الأول . المهم أن هذا الإنفجار الذي تم بهذه ماسموها بالمفردة والتي مضت في سرعة مليون مليون مرة بسرعة الضوء وقيل ذالك لا يتكرر ..بلى هو يتكرر هو نظام من التسارعات أكبر من سرعة الضوء ..التواصل الشبحي أو التواصل الشبكي آنشتاين سماه التواصل الشبحي رفضه.. أو التشابك الكمي بالإلكترونات إذا اختار أحدهما أن يدور في مغزل على اليسار إختار الآخر ضده مهما كانت المسافة بينهما هذا يفوق سرعة الضوء آنشتاين رفضه ولكن بعد ذالك أثبت كارل ساجان ..ومجموعة كبيرة جدا من العلماء الذين تكلموا عن الكون وتكلموا عن عوالم الكم وعن عوالم الكون وسوى ذالك تكلموا عن أزمنة الكون تكلموا عن تحويل عمر الكون إلى أيام أو إلى سنة وكيف يكون تفصيل ذالك وغيرهم كما يمكن أن نحاضر في هذه المجالات بدقة كبيرة من حيث قرائة ماكتبوا وبدقة أكبر من حيث نقد ذالك ومن حيث إيضاح أمور لم يفهموها في هذه المسائل . •الكون إنطلق بسرعات كبيرة جدا وتحول من هذا الهباء المنثور إلى كون تراه منتظم بعد إنفجار ينتظم وترى هذا العالم الكبير المليئ بالكواكب الذي كل مرة يكتشفون مجرات وأكوان وثقوب سوداء ونجوم نيترونية ومادة سوداء كبيرة جدا وفيها ضغط مادي كبير للغاية لو ضبطت الأرض إلى نجم نيتروني نيتروني لصارت بحجم سنتيمترات صغيرة هذه المسافات الكبيرة هي من ملكوت السموات والأرض وهذه ملكوت سماء واحدة والدليل على ذالك أنه حيثما وجدت الظلمة هي سماء دنيا { ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } حيثما كان هذا العالم مظلما فهو سماء دنيا وما فوقها سموات مشرقات بالنور فإذا ماكان بعد القيامة نزعت المادة السوداء فأشرقت الأرض بنور ربها يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات والأرض هنا تعني كل كوكب صلب أو كل كوكب غير الأقمار وغير النجوم وغير الشموس ..النجوم والشموس هما واحد ثمة إختلافات بينهما جزئية المهم هذا نتكلم عن نص القرآن في التفريق بين نجم وشمس المهم أن هذه الكواكب وهذه العوالم لا تعني فقط كوكب الأرض ..النظرة الأرضية نعم هي فقط كوكب الأرض ولكن الله عندما يقول السموات والأرض يعني كل كوكب وقد كانت الحياة أسبق من هذه الحياة الأرضية الآدمية هنالك حياة أطول والله يخلق مايشاء ويخلق مالا تعلمون.. لايمكن أن نحد الأمر في آدم فقط عليه السلام وذريته أو في الجن فقط . الله خلق مالا يحصى من عقولنا نحن وما لا نستطيع تصوره وسيكتشف العلماء مما يجدون في بعض الكواكب القريبة آثار حضارات ولعلهم إكتشفوا ذالك وأنا واثق أنهم فعلوا ويخفون ويكتمون ويخافون مما وجدوه ويسرون على إلحادهم . •الكون كتاب عظيم لإكتشاف ومعرفة أن هذا الكون كتب بلغة مفادها [ لا إله إلا الله ] كل الكون مكتوب بلغة واضحة جلية من ذرته إلى ما أدنى إلى المجرات والكواكب وهذه الثقالة العجيبة والمدارات وغير ذالك من أسرار بلغة مفادها برمز مفاده [ لا إله إلا الله ] أو لعله يتجاوز ذالك إلى [ الله الله الله ] وكأن الكون كله تجاوز مسألة النفي والإثبات هذه لنا نحن الذين قيل لنا هنالك إلاه آخر أو الذين قالوا هنالك إلاه آخر فأورد الله نص [ لا إله إلا الله ] والذين إقتربوا قالوا كما قال سيدنا يونس [ لا إله إلا أنت ] والذين وردوا من بحر العزة قالوا [ لا إله إلا هو ] فكلها معاني لها أسرارها لذالك في القرآن تجد [ لا إله إلا هو ] تجد [ لا إله إلا أنت ] وتجد [ لا إله إلا الله ..فاعلم أنه لا إله إلا الله ] وهذا الكون مكتوب بذالك . ¶ الإنسان كذالك كتاب ..وأعتقد أنه ربما المحاضرة اليوم غير متوازنة من حيث المنهجية بحكم أني ركزت وقتا أكبر على القرآن العظيم وتركت الكون والإنسان ولكن لعلنا في الأسبوع القادم نستمر ونكمل . • الإنسان أيضا فيه ما فيه { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } الإنسان يحتوي ضمن هذا التكوين والتركيب على بينات الخالق منذ تكوين النشأة الأولى في رحم الأم ثم بعد ذالك في هذا التسلسل حتى يصل جنينا مكتملا حتى يأتي إلى الدنيا ..إذا ولد لك ولد رأيت أن كيف الله صنعه خلقه في بطن الأم . الآن نستطيع أن نرى ذالك في الصورة يمكن بالأشعة أن يرى ذالك . الله أمام عينيك أمام عيني العالم يخلق مخلوقا وكذالك ترى نفسك أنت كنت في ذالك ولا تذكر وكما أنك لا تذكر كيف كنت في بطن أمك ولا حياتك عند ثلاث أو أربع سنوات لا تذكر أيضا أنه كانت لك حياة قبل ذالك . قبل هذه الدنيا في مقام { ألست } أنت شهدت على نفسك وعلى الناس أنه [ لا إله إلا الله ] أن هذا الله ربك { ألست بربكم قالوا بلى } نعم كنا هنالك .تخيل كل البشرية مجتمعة من أولها إلى آخرها كل الأبطال الذين تقرأ عنهم . كل القصص التي تقرأها من التاريخ . كل الشخصيات كانت مجتمعة في مشهد واحد في مجمع واحد في مكان واحد بذواتها المدركة العارفة لو كانت ذواتا أنشأت .الرواية الموضوعة حول أنهم أخرجوا في يد آدم كالذر ..كالذر بعين الناظر لا بعين المنظور .كل الكون بعين الله كالذر .وإذا نظرت من عالي إلى ملعب كرة قدم فيه مليون شخص لو فرضنا سيبدون لك كالذر وإلا لن تستطيع إن تراهم ولو كنت بينهم لن تراهم جميعا سترى فقط من حولك أربعة خمسة أشخاص.. إذا ..هذا معنى يترك وكتبت فيه ولم أنشره بعد ربما في كتابي الأخير حول قصة الخلق وفي كتاب الرقيم المعلم من كلام المعلم ولكني إن شاء الله لعل الله ييسر أن أنشر ذالك فهذا مشهد كان قبل هذه الدنيا وكان بعد خلق آدم عندما عرف الله سيدنا آدم بذريته جميعا في مشهد واحد في مجلس واحد عرفهم جميعا ولما طلب من الملائكة أن يسموهم ولم يسموهم .المعنى أن الملائكة تعرف الأسماء الأولى مثل سيدنا محمد إسمه أحمد .تعرف إسم الشخص المجرد على هيئة أخرى على ذات أخرى قديمة بعضها علوي بعضها سفلي بعضها وسطي .لا يمكن أن تتخيل أن شارون وأن فرعون كانوا يعيشون في زمن قبل الدنيوي بنفس العالم مع سيدنا رسول الله ومع أصحاب المقامات العليا أبدا إطلاقا.. أو كانوا نفس الذوات متشابهة من نفس الطبيعة ونفس التركيبة . هذا نوراني وهذا ظلماني هذا كان في سجين والآخر كان في أعلى عليين أو في عوالم عليا وهكذا روح رسول الله كانت روحا عظيمة ربانية ملكوتية جبروتية رحمانية لا يمكن أن ندركها بعقولنا ولكن أكيد تلك كانت الذات . المهم هذه النفحة الأولى هذه السابقة القديمة قالت الملائكة نعرف أسمائهم المجردة ..فلان ..ولكن الله قال لآدم أنبئهم بأسمائهم ..آدم سينبأهم بماذا ؟ لنفترض أنك أنت المعني . الإسم .إسم الأب .الجد .وهكذا إلى سيدنا آدم يسمي كل واحد بإسمه الذي سيسمى به في الدنيا وبأسماء سلالة أجداده ولكن الأعجب أن الأجداد واقفين . ظهورهم أي حسب فترات ظهورهم أي وضعوا حسب الزمن الذي سينزلون فيه الأرض تسلسليا لا مقاميا لو مقاميا رسول الله دائما في المقام الأول ولكن وضعوا حسب ما سيكون وعليه ليس الإنباء بالأسماء فحسب بل بقصص الحياة وكأن سيدنا آدم قد رأى من عند ربه رواية ذرية آدم بقصصهم .أنت إذا وقفت فوق بناية ونظرت إلى سيارات تمر حاول بعقلك أن تعرف قصة كل سائق منهم من أين أتى وإلى أين يمضي فقط .مشهد خمس دقائق لا تستطيع . فهذا من باب تبيان العظمة . أما الروايات الأخرى التي تقرأونها فهذه ندحضها بالحجة والبرهان لم يقلها رسول الله . بعضها مأخوذ من إسرائيليات وبعضها من أراجيف والتخيلات والتهيآت وليست صحيحة أبدا وضعه في يده ورآه ولدا يضيئ قال هذا داوود قالها إعطه من عمري فهذا كله أنا أؤكد لكم وعن علم وعن بينة أنه كلام غير صحيح ونستطيع أن نناقش وأن نجادل فيه من أراد أن يجادل ومن أراد أن يناقش بالقرآن وبالعلم ومما يكشف للقلب . ونحن في هذه المعاني لا نأتي بدين جديد .لا نقول أن نبيا بعد النبي وأن لله أولادا وأن لله شركاء [ لا إله إلا الله محمد رسول الله ] ولكن نقول ثمة معاني ظلمت كما ظلمت شخصيات في التاريخ كما ظلمت حقائق ومن هذه المعاني ما أوردنا لكم الآن . أعتقد أن الكلام يقف عند هذا الحد وأننا لنا في الإنسان تدبرات أخرى ولعلنا نستأنف إن شاء الله في قادم في الأسبوع القادم حول هذه الكتب الثلاثة ورجائي أني أقدم هذه الدروس محبة لله ورسوله لا أدعي علما ولكني على يقين أن الله أوقد في قلبي شعلة يتأجج من أوارها ويظهر من بخورها مالا أستطيع كتمانه وحبسه وإن كنت حبست من ذالك شيئا فلأجل مسمى ولكن الآن نبدأ هذه المسيرة ربما تستغرق سنوات لإيصال بعض هذه الرسائل وبعض هذه المعاني التي يبنى عليها لا نقدم لك قرآنا لكن نقدم لك برهانا وبيانا فيه حقيقة وذوق وأدب في بساط من المعاني الجميلة مغلف بمباني جميلة نسوقه بألفاظ جميلة لغاية نبيلة ولا نرجوا من ذالك من. ورائه لا جزاءا ولا شكورا من أحد ولا نفرح بمدح مادح ولا نحزن بقدح قادح ..من مدح وشكر فجزاه الله خير وهذا من حسن أدبه وأخلاقه ومن قدح ومن مضى أبعد من ذالك فشتم فهذا لا يضرنا من أمره شيئا .إذا كان الحبل بالله موصولا والرجاء عند الله مقبولا فلن يضرنا من يقول ولن يضرنا من يتهجم ومن يسخر ومن يعاند ونرد على كل حسب المقام وحسب المقال والصلاة والسلام على نبي الكمال والجمال والجلال والحمدلله ذي الجلال على كل أمر وعلى كل حال ونسأل الله لطفا سريعا وأن لا يأخذنا بما يفعل السفهاء من حولنا وألا يعذبنا بذنوبنا بل أن يعذب شياطيننا بالعفو عنا . والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.