نعم، نحن محظوظون حقا، صحيح اننا في زمن صعب تجتمع فيه كل معاصي وسيئات الاقوام السابقين (عاد وثمود ومدين وقوم لوط...) مما يتعبنا ويثقل كاهلنا، لكن في المقابل تجتمع فيه ايضا كل علوم وحسنات العلويين السابقين. ولا غرابة في ذلك، فكلما طغت الشياطين وعاثت في الأرض الفساد، يرسل الله من جنوده واحبابه من يقود مسيرة الاصلاح وينثر عبق النور ويحارب الظلمات والشرور، والقاعدة الاساسية تقول انه كلما قوي الشر اكثر، كلما كان النور المحارب له اقوى وأسطع. فمن تأمل وتعمق في كم وكيف الشر المنتشر، عرف قيمة النور المقابل له والذي ما زال مستتر.
في عصرنا الحالي، بدأت ملامح هذا الخير تتمظهر وتنجلي، ففي كل يوم يذهلنا سيدي ويبهرنا بعلوم جديدة وفريدة هي في الحقيقة برهان صريح واضح على وراثة سيدنا النبي وال بيته الاطهار عليهم الصلاة والسلام نسبا ونسبة، وكذلك وراثة العلوم اللدنية الخضرية العلوية من الكنوز المخفية المطوية التي لا يطلع عليها الا من كان اهلا لها.
ان المتابع المدقق المتأمل في سيرة سيدي، يجد كيف أنه منذ الطفولة البكر لا يدخل ميدانا إلا ويخرج منه بأحسن ما فيه، بل إنه يمسح عن سطحه الغبار المتراكم عبر القرون ويزيل الصدأ الذي نخر في العمق حتى كاد يتلفه ثم يستخرج من أعماقه كنوزه وجواهره الاولى الصافية النقية المطهرة من كل رجس فيظهر لمعان بريقها (يكاد سنا برقه يذهب بالابصار)، بل لربما يفوق في بعض الأحيان تلك الجذور الاولى التي تمظهرت في عالم الفناء على ايدي الصالحين، لأنه يأتي بالأصل الرباني لها من ذلك المنبع النوراني العلوي المخزون في عالم البقاء. فمن المعلوم ان العلوم كلها اصلها رباني سماوي، ولا يوجد حضارة الا وبنيت بأيدي الانبياء والمرسلين، من خلال العلوم التي حباهم الله اياها فنشروها بين الناس وحققوا العمران والبنيان البشري والحضاري، ثم غير الاقوام وبدلوا وجحدوا وحرفوا (فاعرضوا فارسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي اكل خمط واثل وشيء من سدر قليل) . وهذا العمل العظيم الذي يقوم به سيدي يحتاج في الواقع -اضافة الى ما يودعه الله في صفحات اسرار عباده واحبابه- الى جهد عظيم جسدي وعقلي وقلبي وروحاني، لا يتحمله الا من مكنه الله من ذلك. فجزى الله سيدي عنا وعن الامة جمعاء ما هو اهله!
فها هو ذا سيدي منذ سن الخامسة يدخل ميدان فنون الدفاع ويتقن جميع مدارسه الشرقية والغربية، القديمة والحديثة، عمليا ونظريا، حتى يخرج منها بمدرسته الخاصة التي سماها تايبينغ شو او فن السلم، وهي في الحقيقة مدرسة علوية ترمز للوصول الى الاصول النورانية النقية لهذا العلم. وكذلك الأمر فيما يخص علوم الطاقة، فبعد دراسة معمقة لكل مدارسها المختلفة والمتنوعة، يصل سيدي الى الاصول الاولى في هذا المجال وينشئ مدرسته الخاصة التي سماها تايبينغ شي او فن العلاج بالطاقة، وهي المدرسة العلوية السماوية في هذا الاختصاص. وهاتان المدرستان، مع كل اهتمام اهل الاختصاص بعلومها في مسائل الوصول للسلم الداخلي وفتح التشاكرات وتحرير الطاقات الكامنة واليقظة وغيرها من المسائل، إلا انهما يشكلان الطريق الاقرب والانقى للوصول. فان تأملت في اعداد المهتمين بهذه المجالات عبر الزمن في كل مدارس العالم المختلفة، عرفت شيئا من قيمة هاتين المدرستين العلويتين في اصولهما، المهدويتين في وصولهما. وتجدر الاشارة الى ان هذه الاختصاصات علوية الاصل وظهرت بداية على ايدي انبياء ومرسلين الذين علموا اقوامهم العقيدة السليمة، لكن تم التحريف فيما بعد والابقاء على التطبيق السطحي الفلكلوري في الغالب). ويذكر ايضا ان لسيدي شهادتي دكتوراه، واحدة في فنون الدفاع والاخرى في الطاقة الحيوية، وهي مما يؤكد معرفته وتخصصه في المنطق العصري. وكذلك فانه تمكن من فتح التشاكرات السبعة سويا منذ سنة ٢٠٠٠، وهذا يحتاج لمن يعرف معنى ذلك ليدرك القيمة والاهمية.
ثم ننتقل الى الشعر الذي بدأ سيدي بكتابته منذ سن الخامسة عشر بعد حفظ الكثير من القصائد وخاصة سيرة بني هلال. إن يكتب سيدي الشعر في مختلف المجالات من وجدانية عفيفة الى وطنية الى دينية الى اجتماعية... وكذلك يكتب القصائد بمختلف اللهجات واللغات. ولا يجب ان يخفى على كل من كان ذا قلب منفوح عندما يقرأ قصائد سيدي انها تختلف عن غيرها مما كتب الشعراء من ناحية فصاحتها وتشابيهها وروحانيتها، وذلك لانها تنبع من اصل نوراني علوي متعلق بسر الروح، فكل ما كان من ابداع فيه جمال فهو من تجليات علوية، وهذا على درجات مختلفة. وكان من ثمرات هذه القصائد ان ظهر عدد كبير منها (الى حد الان) في اغاني ناجحة اشتهرت كثيرا ولاقت صدى واسعا وتأثيرا في الشعوب (مثل اغنية "الكراسي" و"يا بلادي" و"تحت السيطرة" و"انا اليمني" وغيرها).
ومما لا شك فيه ان كل هذا الفن الهادف والكلمات الراقية من شأنها تهذيب النفس وتطهير القلب وتطوير الذائقة لتذوق المعاني الجمالية بشكل افضل، وزيادة تفعيل النور في القارئ لانها كما قلنا اصلها علوي نوراني. يذكر ايضا ان سيدي وصف الشعر لديه بانه نزيف يومي منذ اكثر من ٢٠ سنة حتى انه كتب ما يزيد عن الألف قصيدة، فتأمل.
اما فيما يخص العلوم القرآنية الكشفية الكونية والكائناتية والانسانية ومختلف المجالات الاخرى من طبية وهندسية واخلاقية ودينية، فيكفي المتابع للدروس البرهانية او القارئ للموسوعة عندما يرى شمولية هذه العلوم ودقتها وعندما يرى شساعتها وتشعب مواضيعها وطريقة ربطها، وعندما يرى اثرها وانوارها، وعندما يقارنها بغيرها من العلوم الخضرية (الحقيقية او المدّعاة)، وعندما يرى ما تتضمنه من اجابات شافية وافية كافية ضافية على المسائل المعضلة التي حيرت كبار العلماء، قديما وحديثا، كل في اختصاصه، فلم يستطيعوا فهمها ولا تفسيرها ولا ايجاد حلول لها (مثل مسائل المادة السوداء والثقوب السوداء في علوم الكون على سبيل المثال لا الحصر)، وكذلك الاجابات التي قدمتها هذه الدروس لمتابعيها وتلاميذها حول المسائل الروحية ومختلف الظواهر الحياتية المبهمة والغير مفهومة والتي كانوا يبحثون عن اجابات لها منذ سنوات، ان يدرك ما نرنو اليه من انها علوية المنبع والاصل وصافية نقية من كل كدر ومن انها حقيقةً خضرية في اصولها ومهدوية في وصولها. وسيعلم حينها ان كل ما يقدم فيها هو بمثابة انفرادات نوعية وحصرية لم يُسبق اليها في التاريخ. وكل ذلك مستخرج من القرآن، فقل لي بربك مَن من المفسرين وعلماء القرآن عبر تاريخنا الاسلامي استطاع فهم القرآن بهذه الطريقة واستخراج كل هذه الكنوز والمعارف منه؟ ام ان ذلك دليل على فرادتها وحصريتها؟!
نتكلم بعدها حول علم الاستشراف والمستقبليات والعلوم الاستراتيجية والحربية والعسكرية والامنية ومكافحة الارهاب والتي هي اكثر ما عرف به سيدي واشتهر به بين الناس. فمنذ سنة ٢٠٠٨ بدأ سيدي بالاهتمام بهذه العلوم والتخصص بها واستخدامها في منفعة الناس والاصلاح الاجتماعي. ومن باب الاستشراف فقد قام سيدي بدراسات وارسل رسائل للعديد من الحكام ورؤساء الدول منبها لهم ومحذرا اياهم من المخاطر القادمة والتي تمثلت بعد سنوات قليلة بما يسمى ثورات الربيع العربي (والتي يسميها سيدي بثورات الربيع العبري). وكذلك فانه توقع الكثير من الامور التي لم تكن لتخطر على بال احد (وهذا عليه شهود عيان او انه تكلم فيها في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي) وتحققت حرفيا. اضف الى ذلك انه أنشأ العديد من النظريات في هذا المجال من بينها (التنظير-التكفير-التفجير، التجويع-الترويع-التطويع، وغيرها...). ان هذا كله في حقيقة الامر -الى جانب الدراسة العلمية التخصصية- يحتاج ايضا شفافية روحية وحدس يقيني ونظرة ثاقبة وعلم يكون منبعه علوي رباني. اما من تشكك في ذلك وظن وافترى انها من منبع سفلي تنجيمي جني شيطاني، فاجابة ذلك بسيطة واضحة ظاهرة في ميدان استعمال هذه العلوم، فهل استعملها سيدي في الافساد وإلحاق الضرر بالناس ام فيما ينفعهم ويؤمن مصلحتهم؟ ويعرف القاصي والداني انه عندما توغل الارهاب وانتشرت افكاره وداعميه في تونس، ان سيدي كان اول وافضل واكثر من حاربه في المجالات العلمية النظرية (دينيا وفكريا) او الميدانية (في مواكبة اجهزة الامن ودعمهم واقامة الندوات والدورات والمحاضرات الامنية والتوعوية وكذلك في الكثير من المحاضرات في المساجد والكثير من المقابلات التحليلية في التلفاز والمقالات في الجرائد) حتى تم الانتصار عليه (نوعا ما) وتجاوز الفترة العصيبة. ومن ثمرات ذلك كان مؤسسة الامن الشامل (التي كانت فكرة سيدي) وميثاق علماء تونس (ايضا فكرة سيدي) ولا يخفى على اي متابع اهمية كل منهما في هذا المجال. ولا ننسى ذكر كتاب بصيرة عقل ورحلة في عقل ارهابي وهي من افضل واهم الكتب في العالم في هذا المجال ويحتاجها بكل تأكيد كل من يروم التخصص فيه. ومن اراد ان يعرف حقيقة قيمة سيدي في هذا المجال، يكفي ان يعرف اللقاءات التي اجراها مع الكثير من رؤساء الدول وقادة الجيوش والمستشارين والديبلوماسيين لكبرى الدول والتي نشر بعضها في وسائل التواصل وفي كتاب "للتاريخ". فهل هؤلاء يقابلون اشخاصا غير مؤهلين في هذا المجال؟ وهل من ينكر ويحسد ويفتري يستطيع لقاء مثل هذه الشخصيات؟! ام انه حقيقة برهان علم وفهم وسبق وتأييد رباني وحظوة علوية؟!
وان تكلمنا عن مجال التصوف، فهذا مجال الارواح والسر فيه لا يباح، لكن ان تكلمنا اكاديميا وظاهريا، فنقول اولا ان هذا الاختصاص نشأ ونبع من بيوتات ال البيت وهو في حقيقته وجوهره يدور حول ائمتهم ويحاول ان يوصل المريد للاتصال بهم وباسرارهم. لكن ان تكلمنا ظاهريا، فان لسيدي باع طويل فيه دراسة وتحقيقا ويلخصه في مقام الاحسان وفي تصفية النفس والعمل على تزكيتها من كل رذيلة.
من ثمرات هذا الاختصاص الكثير من المقالات والدراسات لاهل التصوف وتفسير احوالهم المختلفة وما اشكل منها على بعض الباحثين فيعطي الاجابات الشافية ويفسر الامور المبهمة ويفصل في القضايا الشائكة. وكذلك من ثمرات هذا المجال تأليف عدد كبير من الكتب في الدعاء والتوسل والذكر وغيرها من ادوات الطريق والتي نشر منها سلسلة كتب المشكاة، اضف الى ذلك بعض الكتب في الحكم والاشراقات الصوفية واداب السلوك وعلاقة المريد بالشيخ (مثل كتاب وصايا المعلم واشراقات وكلمات من فيض الروح وهكذا تكلم المعلم وغيرها)، وهي بالنسبة للقارئ المنفوح تفوق كل ما سبقها من كتب في هذا المجال. ولا يخفى على احد علاقة سيدي باهل الله قاطبة ومحبته لهم ودعوته الى طريقهم والتمسك بهم والتعرف عليهم، وكذلك زيارته (بكل ما في ذلك من اسرار) لكل مقامات الاقطاب في العالم (الشيخ عبدالقادر والشيخ الرفاعي والبدوي والدسوقي والشاذلي والتيجاني والجميع...) وتكبد عناء ومشقة وكلفة الطريق والسفر، ولا اقول زيارة فقط الاقطاب بل غالبية اولياء الله الصالحين في كل بلدة يزورها ويذهب اليها. تتويج هذا المجال كان اكاديميا بشهادة دكتوراه في هذا الاختصاص، وميدانيا بترأس جمعية الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية بعد حضور ومشاركة في مؤتمرات صوفية عالمية عديدة في عدة دول (كالجزائر والعراق واندونيسيا على سبيل المثال) ولقاءات مع غالبية الشخصيات الصوفية العالمية المعروفة. الثمرة العلوية لهذا المجال تتمثل في اظهار الطريقة الخضرية العلية السنية المتعلقة مباشرة بسيدنا الخضر المعلم المباشر للاولياء والصالحين وما يرافقها من اوراد واداب قادمة تباعا. وهذه الطريقة غير مفرقة بل جامعة لكل الطرق وترحب بجميع ابناء التصوف مهما كانت طريقتهم من اجل الاستنارة والاستزادة والاستفادة، ومن اجل الترقي والتلقي والتنقي. فهكذا يكون سيدي بعد ان دخل مجال التصوف، اخرج منه جوهريته وحقيقة سره واعاده للاصل النوراني الاول الذي يوصل الانسان حقيقة الى ربه وصفاء عبادته وصدق محبته، وقد اوصل سيدي هذا الاصل الى سيدنا ادم وليس فقط الى بداية الدعوة الاسلامية، مع السعي الدائم الدؤوب لانتقاد التصوف من الداخل والدعوة لاجراء اصلاحات ومراجعات تبعده عن الخزعبلات والشعوذات والتعصب الاعمى للطرق الذي يثير الخلافات بين ابنائه. فاهلا وسهلا بكل اهل الصفاء الحق في هذه الطريقة الصافية.
من تخصصات سيدي ايضا الفرق والمذاهب ومقارنة الاديان، وهذا من اصعب التخصصات واكثرها تشعبا وعمقا وحساسية بين الناس لانهم تربوا على ما نشأوا عليه ويتخذونه عقائد يتمسكون بها تمسكا مقدسا ولا يسمحون لاحد من الاقتراب منها، فهم قد وضعوها في صناديق عقولهم واقفلوا عليها منذ زمن طويل. المهم ان سيدي قام بدراسة جميع الفرق والطوائف ويعرف كتبها وعقائدها واصولها التاريخية وارتباطاتها السياسية وغير ذلك من الامور، حتى وصل بعد التمحيص والتدقيق (بنور رباني طبعا) الى معرفة الاصول النورانية لهذه الاديان او الظلماوية للتفرقات والفروع. فكل اصل هو نوراني رباني بالاساس وكل فرع وتفريق هو ظلماوي نفسي تابع لاهواء الناس وتحكم الشياطين بهم. وهكذا، فان سيدي توصل الى معرفة حقيقة كل هذه الاديان والفرق ومساراتها ومعرفة ما تم الحفاظ عليه منها وما تم تحريفه بل وكيف تم ذلك وماهية غايته والى ماذا استند، ويعرف كذلك في متن النصوص كل كلام ان كان فيه نور او ظلمات. لذلك ترى في علومه وارشاداته كيف يصحح عقائد الناس فيما يتعلق بالحضرة الالهية بما يليق بالحصرة الالهية وفيما يتعلق بالانبياء والاولياء بما يليق بالانبياء والاولياء، فهو يدافع عن كل الانبياء ويذود عنهم ويبين حقائق مقاماتهم ومواقفهم وعلومهم وقصصهم، وينبه على الدسائس والموضوعات والتحريفات الواردة في الكتب والاحاديث في حقهم سواء مما تعمد الوضاعون وضعه ودسه او مما لم يفهمه الشاهدون او مما توهمه الناقلون. وتالله هل يمكنه ذلك من لم يكن من اهل تلك الحضرات؟ هل يمكن الاهتداء لهذه العلوم والبينات لمن لم يكن له ذلك المقام؟! وبعد كل هذا، وبعد لقاءات كثيرة مع مختلف الشخصيات الدينية (هندوسية وبوذية ويهودية ومسيحية وصابئة واشورية وكذلك مختلف المذاهب ايضا مققل سنية وشيعية وغيرها..) والتي لها قيمتها وتاثيرها في اوساطها، فان سيدي يدعو الى المحمدية البيضاء الجامعة للجميع. ولا يعني ذلك تذويب الفروقات وجعل الجميع ديانة واحدة، لا، بل يبقى كل على ما هو عليه، لكن على الاقل يجتمع الجميع تحت سقف الانسانية والمؤاخاة والمحبة والسلام والرحمة وحب الخير للجميع، دون تفريق عنصري ومذهبي وطائفي، بل يترك امر الفصل يوم الحساب للخالق جل في علاه فهو خالق الجميع وهو ادرى بهم وارحم بهم، او في الدنيا لامام عادل جامع يقبل به ويرضاه جميع الناس يعطيه الله السلطان والبرهان، فيبين لهم ويصحح لهم ويفصل في الامور المتناقضة بينهم.
فتعالوا الى المحمدية البيضاء النقية، تعالوا الى رسول الله، تعالوا الى الرحمة المهداة للعالمين، تعالوا الى من كان على خلق عظيم. ولعمري، هل يدعو الى ذلك من لم يكن واصلا موصولا، او لم يكن منتسبا منسوبا؟! فتنبه ولا تتسرع في الحكم فتندم، فلا يعادي كل هذا الصفاء والنور، الا من كان من اهل الزور.
ختاما، هذه نبذة مختصرة عن المجالات التي استطعت جمعها في هذا المقال، وما خفي أعظم، وهي تحتاج لمختصين من اجل تقدير اهمية ما توصل له سيدي، لانه لا يعرف الفضل لأولي الفضل إلا ذووه. ولو كان المقال يتسع، لكان بالإمكان التفصيل والتعمق اكثر واكثر في كل من هذه المجالات، ولكن نترك ذلك.
وهكذا، فاني ارى ان الفكرة الاساسية من مدرسة مؤسسة المنارة العالمية هي العمل على اظهار هذه العلوم والمكنونات كلها، شيئا فشيئا، وبدأ انتشارها، من "فرد واحد أوحد" الى من حوله من احباب وتلاميذ، عبر نظرية اشعاع النقطة (احدى نظريات سيدي)، حتى تصل للعالم أجمع.
فمن عرف حقيقة كل ما سبق، سيعرف ما لحق، هكذا بكل بساطة، اي سيعرف طبيعة تلاميذ هذه المدرسة واهدافها وغاياتها، وسيبتعد عن كل الاتهامات والافتراءات المذهبية والسياسية والتخابرية وما سواها، فيسكن قلبه النور ويضيء له الديجور ويركب سفينة النجاة من كل الفتن والاهوال والشرور. حقا ان المنارة مدرسة لا مثيل لها، هي مدرسة سامية وفريدة وراقية وسابقة لعصرها، بل يجب ان يلحق ويلتحق العصر بها ليصلح. يثني الناس عادة على مدرسة فيها بعض من الحسن والكمال في مجال معين، فكيف بالمدرسة الأحسن والأكمل في كل المجالات؟ فهنيئا لنا حقا بهذه المدرسة!
ولكن مع الاسف، بالرغم من كل ذلك، الا اننا نرى اغلب الناس محجوبون عن هذا الخير العظيم، يستكثرون ان يظهر الله عبر احد احبابه كل ذلك ولا تتحمله عقولهم وقلوبهم، جهلا وحسدا، لكني اقول لهم: "ائتوني بشخص واحد فقط يتقن تخصصا واحدا فقط من تخصصات سيدي كما يتقنه هو، ولن تفعلوا، فكيف ترون هذا المستوى من الاتقان في كل هذه المجالات؟ الم يشعركم بالمدد والعطاء الرباني؟!" وهم في الحقيقة لو انهم توقفوا مع انفسهم قليلا وتجردوا من الاهواء والنفس والشيطان، ولجأوا الى الله بصدق نية وسلامة طوية، ودققوا في كل هذا الفضل كيف ان الله يجمعه ويجعله في شخص واحد، لوجدوا خيرا كثيرا، بل لنالهم منه نصيبا وافرا، ولكن هذه سنة الله، ولا مبدل لكلمات الله، فهنيئا للمحبين العارفين، وتعسا للاشقياء المحرومين.